هناء الحمادي

قد يكون شهر رمضان الكريم وقتاً صعباً بالنسبة للنساء الحوامل. فالصيام من الفجر حتى غروب الشمس (المغرب) فريضة أساسية، لكن أمهات المستقبل بحاجة للحصول على مواد غذائية تساعد طفلها على النمو الصحيّ. وعن صيام الحامل يرى الدكتور سمير سامي، الحاصل على ماجستير في التغذية العلاجية، ودكتوراة بعلاج السمنة أن الكثير من الأطباء يعتقدون أن الصيام يفيد الجسم عموماً، لأنه ينظّم عملية حرق الدهون وخسارة الوحدات الحرارية لاسيما في مرحلة الحمل.

تجنب المضاعفات

يقول سامي مخاطبا المرأة الحامل “إذا كنت تتمتعين بصحة جيدة ولا تعانين من أي مضاعفات صحية، بإمكانك متابعة روتين حياتك اليومية من دون تعديل باستثناء الحرص على أخذ قسط كاف من الراحة والابتعاد عن التوتر والقلق قدر الإمكان. وتذكري ضرورة الحصول على المواد الغذائية الضرورية وعلى كمية كافية من الوحدات الحرارية حين تفطرين”.

 


ويقول “رغم الإشاعات المنتشرة بين العامة بأن الصيام قد يضر الحامل أو جنينها، إلا أن الكثير من الأبحاث العلمية وآراء العديد من المختصين تؤكد أنه اعتقاد غير صحيح، وسبب ذلك هو أن مدة الصيام ليست طويلة ولا تؤثر سلباً بأي شكل من الأشكال على صحة الأم والجنين في الحمل الطبيعي، والمهم هنا هو تقييم حالة كل حامل على حدة فالحمل الطبيعي يختلف عن نظيره المصحوب بأمراض مرتبطة بفترة الحمل”.

 

ويشرح “بالنسبة لحالات الحمل المصحوبة بأمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل والذي يحتاج لعلاج دوائي يمكن أن يؤخذ مرة واحدة أو مرتين مع الإفطار أو السحور فلابد من الرجوع إلى الطبيب المعالج، أما الحامل ومريضة البول السكري المصاحب للحمل فإن صيام رمضان يكون مناسباً للحالات التي يتم ضبط مستوى السكر في الدم بواسطة تنظيم الغذاء مع عمل تحليل الجلوكوز في الدم بواسطة الجهاز المنزلي أو الشرائط. بينما التي تحتاج للأنسولين فيمكنها بعد استشارة طبيبها المشرف على علاجها أن تتناول الجرعة المطلوبة مع الإفطار والسحور ولكن عليها بالإفطار فوراً إذا شعرت بعرق غزير ودوخة وفقدان للوعي في الحالات الشديدة”.

وبالنسبة للحامل التي تعاني من الالتهابات البولية المزمنة، يقول سامي إنها تحتاج للعلاج التقليدي ويمكنها الصيام مع الحرص على تناول الدواء. والحامل التي تشكو من الأنيميا تستطيع أن تصوم رمضان مع تناول أقراص الحديد مع الإفطار أو السحور والإكثار من الأغذية الغنية به.

نظام صحي

يقول سامي “من المهم أن نميّز بين المرأة الحامل العاملة والمرأة الحامل ربة المنزل، فهذه الأخيرة تبدو أقل عرضة للعوارض التي ذكرناها آنفا وبالتالي ليس ثمة مشكلة مع الصوم إذا رغبت فيه،.

أما بالنسبة إلى نموذج المرأة الأول فيمكنها الصوم إذا وجدت نفسها مستعدة صحيا ونفسيا”، مستدركا “غير أن ذلك ليس قاعدة عامة، إذ إن كثيرا من الأمهات العاملات هنّ في معظم الأحيان أكثر استعدادا للصيام من ربّات المنازل والمسألة هنا تقتصر على الوضع الصحي لكل امرأة
وحتى تستطيع الحامل أن تصوم بصورة جيدة، يقول سامي “من الأفضل أن تستشير المرأة الحامل الطبيبة النسائية قبل صيام رمضان، والمرأة التي ترغب في الصوم يجب أن تتحلى بصحة جيدة، وتتقيد بتناول وجبتي الإفطار والسحور.

كما يجب عليها تناول كميات كبيرة من السوائل بين الإفطار والسحور، وألا تهمل تناول الفيتامينات والحديد. ولا تهمل مواعيد متابعة الحمل في رمضان. كما يجب عليها أيضاً الخلود للراحة فترة طويلة خلال النهار ومراقبة حملها جيداً ومراقبة حركة الجنين، إضافة إلى عدم التلكؤ عن مراجعة الطبيب لدى تعرضها لأي انتكاسة صحية ناتجة عن الصوم كالإغماء أو تفاوت في مستوى الضغط. وإن خافت المرأة على صحتها وصحة جنينها فإن لها رخصة الإفطار في رمضان”.

وحول الطريقة الصحيحة لإفطار الحامل، يقول سامي “من الأفضل الإفطار تدريجياً على دفعات، من خلال تناول وجبة صغيرة على مهل بدل تناول وجبة كبيرة دفعة واحدة. والحرص على الاهتمام بوجبة السحور، مع تأخير تناولها قدر المستطاع، مع شرب الكثير من السوائل خاصة الماء، وأكل التمر للتخفيف من الإمساك.

وتناول البروتينات الحيوانية سهلة الهضم، مثل اللحوم الحمراء، والدجاج، والسمك والبيض. وكذلك تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات الطازجة بما فيها ذات الأوراق الخضراء. مع التقليل من استهلاك الكربوهيدرات والدهون، والتقليل ما أمكن من المخللات، والتوابل (البهارات)، والقهوة، والشاي، والمياه الغازية، والحلويات التي تزخر بها الموائد الرمضانية”.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 28 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,321