لا يشعر الصائم برائحة فمه عندما تنبعث رائحة كريهة منه أثناء الصوم، بقدر ما يشعر بها المحيطون به، وهو ما قد يسبب له حرجا كبيرا، وقد يدفع بعض الناس لاتخاذ مواقف غريبة معه، مثل تجنب الاقتراب أو الحديث معه أو محاولة لفت نظره وإخباره الحقيقة في وجهه.

ولكي يتجنب الصائم التعرض لمثل تلك المواقف المحرج السالفة الذكر، ينصحه الخبراء باتباع جملة من النصائح المفيدة خلال فترة الصيام، لمساعدته على الاحتفاظ برائحة فم طيبة ومنتعشة، وهي كالتالي:

◆ شرب كمية وفيرة من الماء ما بين الفطور والسحور في البيئة الجافة، حيث تتكاثر البكتيريا اللاهوائية التي تعمل على تحليل البروتين والسكر الموجودين في الجسم إلى مركبات الكبريت المتطايرة والمسببة لرائحة الفم الكريهة، وأفضل طريقة للقضاء على هذه البكتيريا وعدم السماح لها بالتعايش طويلاً هي تناول الماء بكميات كبيرة في السحور وقبل النوم، وذلك لإذابة المخلفات الكبريتية وتجنب جفاف الفم أو قلة سيولة اللعاب لفترة طويلة خلال الصوم، إلى جانب الفائدة الكبيرة للمضمضة خلال الصوم، وليحافظ الصائم على فمه رطبا يجب أن يحرص على عدم وصول الماء للحلق حتى لا يتسرب لجوفه.

◆ الإقلال من تناول الأطعمة ذات الروائح النفاذة، ففي بعض الأحيان قد يكون سبب الرائحة الكريهة هو عدم تخلص الجسم من الأطعمة ذات الروائح النفاذة كالثوم والبصل والسمك والتونة والبهارات الثقيلة، فعلى الصائم قدر الإمكان الامتناع عن تناول هذه الأطعمة في وجبة السحور.

◆ على الصائم تنظيف أسنانه بعد السحور، وبمجرد الاستيقاظ من النوم يكون تنظيف الأسنان ضروريا لإزالة بقايا الطعام العالقة به، والتي تتحلل خلال النوم فتسبب رائحة كريهة للفم، وعلى الصائم ألا يكتفي باستخدام المعجون لتنظيف أسنانه، بل استخدام السواك الطبيعي الذي يعد سنة نبوية، كما يمكنه استخدام الخيوط لتنظيف الفراغات الواقعة ما بين الأسنان.

◆ يعتبر اللسان بيئة خصبة لتراكم البكتيريا المسببة للرائحة الكريهة، لذا على الصائم الحرص باستمرار على تنظيفه بفرشاة مخصصة له لإزالة بقايا الطعام والبكتيريا العالقة.

◆ لا يجب أن يكثر الصائم من شرب القهوة، فبعض أنواع القهوة لها رائحة قوية ونفاذة تستمر لفترة طويلة بالجسم، وتسبب رائحة سيئة للفم، لذا عليه التقليل من معدل تناول القهوة خلال شهر رمضان وعلى وجه الخصوص في أوقات السحور.

◆ تناول البقدونس الطازج يعمل كمعقم طبيعي لفم الصائم ويمنحه نفسا منعشاً وطيبا، لذا علي الصائم القيام بمضغ بعض أوراق البقدونس الطازجة في السحور لعدة دقائق قبل بلعها، فكثرة المضغ ستحافظ أيضا على سيولة اللعاب في الفم فيبقى رطبا، ويمكن للصائم كذلك أيضا عمل عصير طبيعي من البقدونس وتخزينه ليأخذ منه مقدارا كافيا وقت الحاجة ما بين وقت الإفطار والسحور.

◆ يمكن للصائم أن يصنع لنفسه غسولا طبيعيا لفمه من زيت “الألوفيرا/الصبار” الذي يعد بمثابة مضاد حيوي طبيعي يقضي على رائحة الفم المزعجة، ويمكن شراء هذا الزيت من الصيدلية أو العطار، ويضاف منه مقدار ملعقتين إلى كوب من الماء، ثم يغسل بهما الفم جيدا عن طريق المضمضة.

◆ على الصائم الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الطبيعية الهشة كالتفاح والخيار والجزر، فهذه الفواكه تعتبر منظفا للفم بشكل طبيعي. فعملية مضغ هذه الأطعمة تزيل بقايا الاطعمة المترسبة بين الأسنان كما أنها تحافظ على سيولة اللعاب في الفم.

◆ على الصائم الاستعانة بالتوابل ذات الرائحة الطيبة النفاذة الموجودة في مطبخ المنزل بشكل دائم، من أجل تطييب رائحة الفم، مثل القرفة والقرنفل والشمر والينسون، ويمكن للصائم أخذ كيس بلاستيكي صغير ويضع فيه القليل من هذه التوابل لاستخدامها بعد تناول الفطور.

- على الصائم معالجة أسنانه من التسوس، وإذا كان يعاني من التسوس فعليه زيارة طبيب الأسنان على الفور، لعلاج التسوس والذي يكون في الغالب سببا من أسباب رائحة الفم الكريهة.