يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة لتحسين صحة أجسام الناس عبر تخليصهم من العادات الغذائية السيئة، بعد أن اكتسبت غالبية المجتمعات عادات غذائية خاطئة من شأنها الإضرار بالمعدة عبر سيل من الأطعمة المنهمرة بمختلف وسائل الجذب والإغراء الإعلاني المستمر، وصولاً إلى انتشار سلوك الإسراف والشراهة في تناول الطعام.

تكدس الموائد

ويؤكد خبراء الصحة والتغذية في هذا السياق، أهمية الاعتدال في تناول الطعام، حيث إن من شأن الإقلال من كمية الطعام، كما هو الحال مع الصوم، يفيد الكثير من الناس خاصة مرضى الجهاز الهضمي، كما يشددون على الفائدة الأكيدة التي يمكن للفرد الحصول عليها، في حال اتباع تعاليم الدين الحنيف والسنة المطهرة، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا”، فيجب عدم الإسراف بالوجبات الرئيسية وملء المعدة بكمية كبيرة من الطعام، بل يجب الأكل باعتدال خلال شهر رمضان، كما ينصح مرضى عسر الهضم والقرحة والتهاب المريء، بتجنب الإفراط في الطعام عبر توزيعه على فترات متفاوتة والابتعاد عن الدهون وعدم الاستلقاء بعد تناول الوجبات، وهي سلوكيات تتجلى في جلسات وولائم الطعام التي ما تعرف في دول الخليج باسم “الغبقات”، حيث تتكدس الموائد بكميات كبيرة من كل ما لذ وطاب وكميات كبيرة من الحلويات المشبعة بالسكر والزبدة والدهون.

عدم الإفراط

وأكثر أعراض ارتباك الجهاز الهضمي في رمضان، هي الشعور بالانتفاخ، حيث يلجأ الكثير من الناس لعلاج الانتفاخ بالإقبال على مضادات الحموضة كحبوب المضغ أو السوائل، وبعض الأدوية التي قد تعطى للمرضى قبل تناول الطعام لتجنب حدوث الحموضة، أما بالنسبة لأدوية الغازات، فغالباً ما تكون مترافقة مع الأدوية المضادة للحموضة وقد تكون منفصلة عنها، كالأدوية الطبيعية مثلما يعرف بالفحم الفعال، وهي أقراص سوداء غالباً ما تساعد في حل المشكلة.

ولتجنب مشكلات الهضم في شهر رمضان ينصح المرضى الصائمين بصورة عامة بعدم الإفراط في الطعام، حيث يمكن البدء بتناول السوائل الساخنة أو الباردة والخضروات والابتعاد عن الوجبات كثيرة الدسم، بل ينبغي التنويع في الطعام مع اعتدال الكمية، حيث يفرط بعض الناس في الطعام ثم يذهبون للنوم، في حين ينصح بعدم النوم مباشرة بعد تناول الطعام خاصة في المساء المتأخر.

ارتجاع المريء

وبالنسبة لبعض الأفراد، قد تكون حرقة المعدة العرض الوحيد الذي يشعرون به، بينما يعاني البعض الآخر من الناس من عدة أعراض تشمل ألما في الصدر، أو ارتجاع الحامض والشعور بالانتفاخ والتجشؤ بعد الأكل، وأحياناً الشعور بصعوبة في البلع، ويشير الأطباء إلى أنه لا توجد لدى بعض المرضى علاقـة بين شدة الأعراض ومدى الضرر في المريء، حيث ينتشر ارتجاع المريء خاصة بين البدناء وكبار السن، فحوالي أربعين بالمئة من البالغين يشكون من أعراض ارتجاع المريء مرة كل شهر على الأقل، وسبعة بالمئة منهم يعانون منه يوميا، ويعاني نصف السكان البالغين في منطقة الشرق الأوسط حرقة المعدة مرة واحدة على الأقل في العام، ويشعر واحد من كل خمسة بهذه الأعراض مرة واحدة في الأسبوع أو أكثر، ولأن هذه حالة شائعة، يعتقد الكثير ممن يعانون حرقة المعدة أنها تصاحب تقدم العمر أو أنها أمر عادي يجب التعايش معه.

حرقة المعدة

يشير خبراء الصحة والتغذية إلى أن هناك أنواعاً معينة من المأكولات والمشروبات، والكثير من الأدوية التي قد تزيد من الإحساس بأعراض حرقة المعدة في شهر رمضان فتجعلها أشد، مثل الشكولاته والقهوة والشاي ومشروبات الكولا والنعناع والأطعمة الحريفة والدهون والعصائر الحمضية كالبرتقال والليمون والخضروات الحامضية كالطماطم والبطاطس والأكل المقلي، والطعام المتبل بالبهارات الحارة والمعجنات المصنوعة بالزبدة، كما أن هناك بعض الأنشطة المؤدية للشعور بالارتجاع مثل الانحناء للأمام، والاستلقاء على الظهر بعد الأكل، وتناول وجبات ضخمة بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى التدخين.

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 162 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,761