ان الكلام عن العلاقة الجنسية كان و ما زال يشكّل مصدر حياء في مجتمعاتنا العربية المتحفظة. لكن التطور والانفتاح الاعلامي الذي يشهده عصرنا يوجب علينا اطلاع أولادنا الذين دخلوا سن المراهقة على الناحية الجنسية من حياتهم. إنالأهل بغالبيتهم يشعرون بحرجٍ كبيرٍ من فكرة مناقشة قضايا الجنس مع أولادهم بصراحة و انفتاح .بيد أن تجاوز الحياء والتغلب على الخجل أمرٌ لا بدّ منه ،حرصا منّا على مصلحة الأبناء ، كونها الطريقة الأحسن ليتعرف المراهقين على الناحية الجنسية من حياتهم بطريقة سليمة ومدروسة.
اليك بعض النصائح المفيدة حول كيفية التعامل و الحوار مع المراهقين في موضوع الجنس لتسهيل هذه المهمة عليك كأم كما وعلى زوجك :
أولا ،لا بد لكِ أن تعلمي أن الأهل هم أفضل من يمكن أن يحدّث الابناء عن أسرار الجنس و لا بدَ أن تباشري بالتمهيد للموضوع الجنسي في أول سنوات المراهقة مع الأبناء كما و مع البنات. وذلك عند بداية ظهور ما يسمّى بالعلامات الجنسية الثانوية مثل: بداية ظهور الشارب والشعر تحت الإبطين، وخشونة الصوت عند الذكور، وبروز الصدر وتغير شكل الجسم عند الإناث . على الأم أو الأب عندئذٍ أن يعلموهم بطريقة علمية بسيطة بالتغيرات الهرمونية والعضوية التي تحدث في جسمهم وتؤدي إلى بلوغهم،على أنها علاماتٌ بداية انتقالهم من مرحلة الطفولة ودخولهم مرحلةً جديدةً من حياتهم. واعلامهم بأن الحكمة من حدوث هذه التغيرات في جسم الإنسان هي تمكين الانسان من التناسل.
إن الخوض في الحديث الجنسي يجب الا يؤجل لأي سببٍ من الاسباب، خشية أن يسبقك الى ذلك أحد أصدقاء أولادك فيعطيهم معلوماتٍ مغلوطة تشوّه الصورة في أذهانهم، الأمر الذي يمكن أن يرتدّ سلبا على شخصيتهم .كما أن الانترنت الذي دخل على حياة أولادنا وفتح أمامهم آفاقاً جديدة للمعرفة بكل أبعادها الإيجابية كما والسلبية، بات يشكّل خطرأً داهماً لما يمكن أن يعرض لهم من إباحية .
إن مسؤولية الحديث عن الجنس مع أبنائنا المراهقين لا تقع على عاتق الأمهات وحسب دون الآباء أو العكس،بل يجب على الأب أن يتكلم مع ابنته عن هذه الامور كما يُفترض بألام أن تتكلم مع ابنها عن مواضيع جنسية. إن الآباء هم شركاء في هذه المسؤولية وهي واجب عليهم تجاه أبنائهم.
يجب أن يتسم الحديث بالوضوح والصراحة وعدم الحرج.لأن اسلوب التعاطي مع هذا الشأن دقيق جدا ذلك لحساسية الموضوع ويستحسن أن نختار الكلمات التي نتلفظ بها بدقة وحذرلأنها ستظل راسخة في آذانهم، وستؤثر حتماً على حياته المستقبلية سلبيا أم ايجابيا.
ان غلبك الخجل ولم تقوِ على مناقشة الموضوع معهم فعليك بالاستعانة بالكتب . إن استخدام الكتاب يمكن أن يكون وسيطا جيدا ووسيلة لايصال المعلومات اللازمة دون وضع نفسك في موقف حرج لا تتحملينه كما يمكن إرشادهم لبعض المصادر العلمية المؤتمنة إن كانوا في وضع يسمح لهم بذلك فيوسعون معلوماتهم ومعارفهم عن طريق الكتب والموسوعات العلمية والطبية.
عرفي النشاط الجنسي على أنة تعبيرٌ رومنسي جميل، ولا تنكري أن الجنس هو شيء إيجابي دون تخويف أو تهويل أو استقذار لانك إذا أظهرت أن الجنس أمرٌ سيءٌ فإنك سوف تفقدين أولادك الثقة بآرائكِ وسوف تشوهين الصورة في عيونهم ،الأمر الذي سيرتدّ سلباًعلى شخصيتهم وعلى حياتهم الجنسية في ما بعد.
صوري لهم الأمر بطريقة شاعرية وعاطفية فإن الارتقاء بنظرتهم نحوالجنس سيدفعهم إلى الاعتقاد بأهمية هذا النشاط كتعبير عن الحب و ليس فقط كوسيلةٍ لإشباع الغرائز الجنسية الحيوانية.
ابدئي بشرح خطوات العملية الجنسية و كيف أنها تأتي بالتسلسل ،اشرحي أهمية التقبيل و الملاطفة ثم كيفية التدرج في العملية للوصول إلى العلاقة الجنسية الكاملة.
هناك إختلاف عند الكلام عن الجنس بالنسبة إلى المراهقين الذكور و الإناث: فمثلا موضوع الموافقة على ممارسة الجنس يجب أن يكون واضحا حيث يجب إفهام المراهقة كيفية الرفض واعلام الشخص الآخر بعدم موافقتها على ممارسة الجنس الا ضمن الاطرالملائمة . أما بالنسبة للشاب فعليه أن يدرك أن الممارسات والتصرفات الجنسية يمكن أن تكون ضارةً جدا وأنه لا يمكنه اجراء عملية الجنسية مع أي فتاة لان ذلك يعرضه إلى مساءلة القانون التي قد تصل إلى اتهامه بالاغتصاب .
قومي بتوضيح مخاطر الأمراض الجنسية التي تنتقل بالاتصال الجنسي على سبيل المعرفة ، إذ قد يكون لدى المراهقين أفكاراً مغلوطة حول كيفية انتقال الأمراض الجنسية. لذا قومي بالتوضيح لهم أن أي تبادل لسوائل الجسم قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
يجب أن يظلّ الحوار قائماً ومفتوحاً بين كل من الأهل من جهة وأبنائهم وبناتهم من جهة أخرى فنشكّل بالنسبة لهم المرجع الرئيسي للاجابة على كل أسئلتهم وعلى التساؤلات التي تبادر أذهانهم عن الجنس. فإذا لاحظوا أمراً غريباً في أجسادهم ، أو سمعوا أم قرأوا شيئاً يجدون أذاناً وقلوباً مفتوحة . إذ أنه لا حرج ولا إحراج في التساؤل والنقاش حول كل تلك المواضيع لكن في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة.
ساحة النقاش