اقترب علماء من كشف أسباب احمرار البشرة وانتفاخها عند تعرضها الزائد لأشعة الشمس فوق البنفسجية. إذ أثبت فريق منهم في تقرير نشرته مجلة “نيتشر للطب” أنهم أجروا سلسلة تجارب، وعاينوا كيفية تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية “بي” على الجلد من خلال إتلاف جزئيات دقيقة داخل خلايا البشرة، وذلك على شكل قطعة صغيرة من الحمض الريبي النووي ليس لها وظيفة معروفة. ويؤدي هذا الإتلاف إلى تغير الشكل الصغير للحمض الريبي النووي، ومن ثم يبدأ مفعول حروق الشمس في السريان وغزو البشرة.

ويشرح هؤلاء العلماء كيفية حدوث حروق الشمس بمنتهى التبسيط. إذ يقولون إنه عندما يجلس أي شخص تحت الشمس فترةً طويلةً، فإن جزئية الحمض الريبي النووي الصغيرة داخل خلايا بشرته تتعرض للتلف بسبب الأشعة فوق البنفسجية “بي”، فينتج عن ذلك تغير في شكل هذه الجزئية. وتفرز خلايا البشرة التالفة أجزاءً متحولةً من الحمض الريبي النووي. ويمكن لهذا الحمض بشكله المتغير أن يرتبط بأحد المستقبلات في خلايا بشرة غير تالفة وخلايا مناعية يُصطلح عليها “خلايا دم محيطية أحادية النوى”. وتبدأ هذه الخلايا نتيجةً لذلك في ضخ مواد كيميائية تسمى السيتوكين (بروتينات سكري)، فتحفز حدوث التهاب في البشرة يظهر على شكل احمرار وتهيج يتبعه انتفاخ. وقد لا ينتهي الأمر عند هذا الحد. وعلى الرغم من ازدياد قصير المدى للنشاط المناعي خلال حدوث حروق الشمس، فإن الجهاز المناعي يتعرض لاحقاً للكبح لمدة معينة.

ويقول ريتش جالو من جامعة كاليفورنيا مفسراً كيفية حدوث ذلك لهذا السبب يُصاب بعض الأشخاص أحياناً بأنواع من الحرقان في البشرة وحرقة الزكام التي تأتي على شكل نفطات في الشفة بعد الإفراط في التعرض للشمس. ولهذا السبب أيضاً تُستخدم الأشعة فوق البنفسجية في الطب لعلاج أمراض الالتهابات مثل مرض الصدفية.

وبما أن الناس الذين تتعرض بشراتهم لحروق شمسية متكررة تزيد مخاطر إصابتهم بسرطان الجلد، فإن ذلك مدعى لأن يتساءل البعض حول مدى إمكانية استخدام هذه المعلومة الجديدة لكبح التفاعل الالتهابي. ويعلق ريتش على ذلك بالقول “ليس بالضرورة”. فهذا التفاعل قد يؤدي إلى ظهور خلايا تالفة، والتي قد تتحول بدورها إلى خلايا سرطانية بخاصية التدمير الذاتي.

 

ويضيف ريتش “إذا كان هذا الأمر صحيحاً، فإن الالتهاب الذي يصيب البشرة بعد الحروق الشمسية قد يُساعدنا على التخلص من الخلايا السيئة”. كما يفيد أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة قد تُعين على تطوير علاجات الصدفية. فعلاجها باستخدام الأشعة فوق البنفسجية من شأنه أن يُعرض المرضى لمخاطر الإصابة بسرطان الجلد. ومن شأن هذا الاكتشاف الجديد أن يرشدنا إلى طريقة ما لتحفيز الكبح المناعي دون الحاجة إلى أشعة فوق بنفسجية. ويختم ريتش تعليقه على النتائج بالقول “نحن ندرس بنشاط وحزم كلتا الإمكانيتين”. لكنه يستطرد “لا داعي لتذكيركم بأن القبعات والواقيات الشمسية موجودة دائماً، وأنها صممت بالأساس لغرض وقايتنا جميعاً من هذه الأشعة السيئة وقت الحر والقيظ”.

 

المصدر: الاتحاد عن “لوس أنجلوس تايمز”
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,197,801