إذا كان الرجال يعتقدون أن زوجاتهم يتفرجن معهم مباريات كرة القدم لأنهن يُحببن ذلك، فإنهم واهمون! هذا ما جاءت به دراسة حديثة نُشرت في العدد الأخير من مجلة “الاتصال والثقافة والنقد” تناولت عادات المشاهدات الرياضية للنساء المتزوجات. إذ وجدت أن غالبية الزوجات الأميركيات يُواظبن على مشاهدة المباريات الكروية والرياضية على شاشات التلفاز كوسيلة تضمن لهن الحفاظ على قوة علاقتهن بأزواجهن، وليس لتحقيق متعة شخصية!

ويقول الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة الاستطلاعية إن النساء المتزوجات لا يتفرجن على القنوات الرياضية عندما يكُن لوحدهن في البيت، بل إن المرأة قد تُسارع بتغيير القناة إن وجدتها تبث مباراةً كرويةً أو فعاليةً رياضيةً، ولا تستغرق مشاهدتها العابرة لها إلا وقتاً قصيراً جداً.

وكانت هذه الدراسة بعنوان “النساء لا يتفرجن على النساء: وقت الترفيه، والتلفزيون وتداعيات التغطيات المتلفزة للرياضات النسائية”. وشملت 19 امرأةً متزوجةً تتراوح أعمارهن بين 26 سنةً و43 سنةً فيهن البيضاوات والسمراوات وذوات الأصول اللاتينية، 15 منهن أمهات والأخريات لم يرزقن بأطفال بعد، وتم اختيارهن عشوائياً ومن مناطق مختلفة. ومن بين ما توصل إليه الباحثون أن بعض النساء عبرن عن تفضيلهن للرياضات المكثفة وذات مُدَد قصيرة مثل تلك التي تجري خلال المنافسات الأولمبية. كما عبرت نساء أخريات عن كونهن يُفضلن التفرج على بعض الرياضات النسوية فقط وليس كلها، وذلك من قبيل الجمباز والتزلج والرياضات التي تتناسب أكثر مع “أنوثة” المرأة.

 

وتجدُر الإشارة إلى أن التشريعات الفيدرالية الأميركية تمنع التمييز بين التلاميذ والطلبة في المدارس والجامعات في الرياضات على أساس الجنس أو النوع الاجتماعي، ومن ثم فإن إدارة كل مدرسة تُقدم فرصاً متساويةً للإناث والذكور لممارسة ما شاء لهم من رياضات، دون تخصيص أو حصر رياضة ما على جنس دون آخر.

 

ووجدت الدراسة كذلك أنه على الرغم من أن مشاركة الأميركيات في البطولات الرياضية تزايدت بشكل مذهل منذ أن سُنت قوانين المساواة في ممارسة الرياضات، فإن اهتمام النساء بالرياضات الاحترافية لم تشهد نمواً كبيراً كما كان يتوقع المنتجون والمسوقون الرياضيون.

وتُعْزي الدراسة قلة انشغال النساء بمشاهدة البرامج والفعاليات الرياضية بانهماكهن في أشغال البيت اليومية وتربية الأبناء، إلى جانب شكوى غالبية المتزوجات من عدم إيجاد وقت كاف للقيام بأمور “مهمة”-على حد تعبيرهن- فما بالك بمشاهدة مباريات رياضية تستغرق مُدداً طويلةً.

وتقول إرين وايتسايد، عضو فريق البحث والمحاضرة في جامعة تينيسي وجامعة ماري هاردين، “إن الكثير مما تشاهده النساء المتزوجات يحدث صدفةً عند إيجادهن وقتاً للجلوس أمام التلفاز، وليس عن سبق تخطيط وترتيب. كما أن عاداتهن في مشاهدة القنوات التلفزية تتسم بعدم الانتظام والاستمرار. ويرجع ذلك بالأساس إلى مسؤولياتهن الكبيرة وأعبائهن المنزلية الكثيرة التي تتطلب منهن الاستخدام الأمثل لمهارة القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد”. وأضافت إرين “أهم ما توصلنا إليه من خلال هذه الدراسة هو أن مشاهدة النساء المتزوجات المباريات الرياضية في أثناء وجود أزواجهن لا يحدث بدافع الرغبة في الاستمتاع والفرجة، ولكن رغبةً منهن في الحفاظ على متانة علاقتهن بأزواجهن”.

وبالرغم من أن الدراسة شملت رياضيات سابقات، فإن الغالبية العظمى للنساء أبدين اهتماماً محدوداً جداً بمشاهدة المباريات الكروية والبطولات الرياضية، أو متابعة الأخبار الرياضية عبر الإنترنت أوالإذاعة أو الجرائد والصحف. لكن نتائج الدراسة أشارت إلى أن بعض النساء اللائي أعربن عن تخصيصهن أحياناً وقتاً محدوداً لمشاهدة بطولات رياضية أكدن تفضيلهن رياضات بعينها كالجمباز والتنس والتزلج ورياضات الجمنازيوم الخفيفة، لكنهن أنكرن في الوقت نفسه الاهتمام بمتابعة أخبار هذه الرياضات.

المصدر: الاتحاد عن “واشنطن بوست”
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,310,390