يقال إن أصل اللغات أصوات مسموعة كدوي الريح وحنين الرعد وخرير الماء ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونزيب الظبي وغيرها من الأصوات‏، ومن ثم ولدت اللغات فيما بعد‏‏.‏‏

من الأصوات الخفية الرَزُّ، ثم الرِّكْزُ وقد ورد في القرآن الكريم (أو تسمعُ لهم رِكْزا)، ثم الهيْنَمَةُ وهي شبه قراءة غير بيّنة: يقول الكميت:

ولا أشهد الهُجْرَ والقائليه إذا همْ بَهيْنمة هَتْملوا

ثم الدَنْدَنة وهي أن يتكلم الرجل بالكلام تسمعُ نغمته ولا تفهمه لأنه يُخْفيه، وفي الحديث: فأما دَنْدَنتُك ودَنْدَنة معاذٍ فلا أُحسنها" ثم النَغمُ وهو جَرْس الكلام وحُسن الصوتِ. ثم النَّبْأةُ وهي الصوت ليس بالشديد. ثم النأمة (من النئيم، الصوت الضعيف).

أما أصوات الحركات فهي الهَمْسُ: صوت حركة الإنسان وقد نطق به القرآن الكريم: "يومئذٍ يتَّبعون الداعي لاعِوَج له، وخشعت الأصوات للرحمن، فلا تَسْمعُ إلا هَمْساً" .

ومثله الجَرْسُ والخَشْفَةُ، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لبلال: "إني لا أراني أدخل الجنة فأسمعُ الخشْفةَ إلا رأيتك".

وقريب منها الهَمْشةُ والوَقْشَةُ، فأما النامّة فهي ما ينم على الإنسان من حركته أو وطء قدميه.

والهَسْهَسَةُ عامٌ في كل شيء له صوت خفي كهَساهِسِ الإبل في سيرها الهميس صوت نقل أخفاف الإبل في سيرها وينشدُ من الرجز "وهنّ يمشين بنا هَميسا".

وتختلف أسماء أصوات الطيور في العربية فيقال العرارُ للظليم (ذكر النِعام)، الزِّمار للنعامة، الصَرْصَرَة للبازي، والغَقْغقةُ للصقر، والصفير للنسر، والهديل والهدير للحمام، والسجع للقمري، والعَنْدلة للعندليب، واللقلقة للقلق، والبَطْبطة للبط، الهدهَدة للهدهد، والقطقطةُ للقطا:

تدعو القطا، وبها تدعى، إذا نُسبَتْ

يـــــا حُسْنها حين تدعوها فتنتسبُ

أي تصيح: قطاقطا، ويقال الصُّقاع والزُّقاء لصوت لديك، والنقنقة لصوت لدجاج وأيضاً القوقاء، والنعيب والنعيق لصوت الغراب.

أبو تمام:

إذا جـــَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ

رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ

وما مِنْ شِــــــدَّة ٍ إلاَّ سَيأْتي لَها مِنْ بعد شِدَّتها رَخاءُ

لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى أفَادَتْني التَجاربُ والعَناءُ

يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ

فلا واللهِ مــــا في العيشِ خيرٌ ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ

لئيمُ الفعلِ من قومٍ كرامٍ لهُ مِنْ بينهمْ أبــــــداً عُوَاءُ