محمد اللادقاني

رحّب جميع الثوار بانشقاق مناف طلاس،وسييرحبّون دائماً بأيّ شخص يُعلن انشقاقه عن نظام بشار،ويعمل على تصدّعه.وبالطبع فإنّ هذا الانشقاق أمرٌ هام لايجب أن نقلل من أهميته واحترامه،ولكنّه في نفس الوقت ليس أوّل انشقاق ليكون صاحبه بطل الثورة المنتظر،ولا آخر انشقاق لنكافئه على إنهاء النظام.كما أنّ انضمامه إلى احرار سوريا الأبطال هو مايمنحه الرفعة،وليس العكس.

فكما يتوّجب علينا شكره على موقفه الرائع،علينا أن نتمهّل ألف مرة في أن نقول بأنّه الشخص المناسب ليقود المرحلة الانتقالية،كما ردّد البعض،وحتى من المعارضة نفسها.

يحقّ للثوار ودمائهم تنزف أن ينظروا بعين الشك والريبة قليلاً للضباط والأشخاص الذين كانوا على ثقة وثيقة ومطلقة بالنظام،والذين لانمتلك معلومات دقيقة عن مدى تورّطهم في دمائنا من عدمه،ووعليهم أن يتمهّلوا ألف مرة في إعطائهم الثقة المطلقة.وأؤكد هنا على كلمة (مطلقة).فكما يحقّ للثوار أن يفكّروا ويتأمّلوا في الأقوال التي تحكي بأنّ طلاس كان ممن خالف بشار ووقف في وجهه،فيحق لهم أيضاً أن يفكّروا ويتأمّلوا في الأقوال التي تحكي بأنّ النظام ومن ورائه روسيا أرادوا إخراج أحد أركان النظام الثقات لكي يساعد بالالتفاف على الثورة من خلال تشكيل حكومة من النظام وبعض المعارضة يكون رئيسها شخص ظاهره للمعارضة وحقيقته مع النظام.نعم يحقّ للثوار ذلك،لأنّهم هم من صنعوا هذه الثورة وسقوها من دمائهم،وهم من عليهم أن يحافطوا عليها بما بقي من ماء عيونهم.

وبالطبع،على أن تكون هذه الريبة والشك في حدود المقبول،وأن تتم بأسلوب ذكي جداً ولطيف جداً،وبعيداً عن التخوين.فليس من مصلحة الثورة أن يتوقف ركب انشقاقات المقرّبين من النظام بسوء معاملتنا للمنشقين،والتشكيك بهم.

من الصحيح والهام الترحيب الكبير بانشقاق مناف طلاس وإعطائه دوراً ووزناً في صفوف المعارضة لايقلّ عن وزنه الذي كان في النظام،لأنّ ذلك يشجّع غيره على الانشقاق ويفيد الثورة،ولكنّ ذلك لايعني أن نبايعه فوراً على قيادة مرحلة انتقالية ستكون الأكثر خطراً وحساسية في تاريخ سوريا وثورتها،حتى قبل أن ينطق الرجل بكلمة واحدة!

التوازن في التعامل مع انشقاقات كهذه هو مانريده من شخصيات المعارضة وأفرادها،وهو المطلوب منّا في هذه اللحظات التاريخية والحاسمة،وأرجو أن نستطيع تحقيق هذا التوازن وأن نكون بقدر هذه المسؤولية

<!--EndFragment-->

المصدر: اخبار درعا وحوران
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 76 مشاهدة
نشرت فى 12 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,247