عمرو أبو الفضل- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كبار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وعلمائهم، وأحد المبشرين بالجنة، وهو ثاني الخلفاء الراشدون، وصاحب الفتوحات، ولعدله ونصرته للاسلام لقب بالفاروق.
إلى ذلك قال الدكتور محمد داود أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس، إن عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وكنيته أبو حفص«شبل الأسد» لقب بالفاروق، في السنة الثالثة عشرة من ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام وولد بمكة، وذكر كعب انه يجتمع نسبه مع نسب الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأمه حنتمة بنت هشام المخزومية، وقيل انها أخت أبي جهل، ونشأ في بيت من أشراف مكة ومن أرفعها قدرا، وأعلاها منزلة، وكان له مكانة عالية بين قريش واهله ذكاؤه وفصاحته وحكمته وقوته وشجاعته ليكون سفيرها، وعرف بالشدة على المسلمين والعداء لهم، ومقاومة الدعوة للاسلام.
الهجرة الأولى
وأوضح الدكتور محمد داود أنه عندما هاجر المسلمون الهجرة الأولى إلى الحبشة، شعر بالحزن والاسى على ما اصاب قريش من تمزق وفرقة بسبب الدين الجديد وعزم على قتل الرسول-عليه الصلاة والسلام- حتى تستريح قريش وتعود الى سابق عهدها، وانطلق متقلدا سيفه إلى دار الأرقم، حيث يجتمع الرسول-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وبينما هو في طريقه لقي رجلا من بني زهرة، وأخبره بإسلام أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد بن عمر رضي الله عنه فاندفع فى غيظ شديد الى دارهما، فتأكد له الخبر، فقد وجدهما يقران القرآن، فانهال عمر عليهما ضربا حتى قالت له اخته لما غضبت من فعله: الحق فى غير دينك يا عمر، وأنا أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله.
وأشار أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس إلى أن عمر طلب من اخته الكتاب الذى فيه القرآن، فقالت له: يا عمر انه لا يمسه الا المطهرون، فقم فاغتسل وتوضأ، ففعل عمر ثم اخذ الكتاب وقرأ من أول سورة طه حتى انتهى الى قوله تعالى: “اننى أنا الله لا اله الا أنا فأعبدني واقم الصلاة لذكرى” طه 14، فقال عمر: دلونى على محمد، ولما قابل الرسول عليه الصلاة والسلام- أسلم بين يديه، وقال له: “ألسنا على حق؟” قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: “بلى”، قال: “والذي بعثك بالحق لنخرجن “. وخرج المسلمون في صفين صف يتقدمه حمزة وصف يتقدمه عمر، فلقب بالفاروق، حيث فرق الله به بين الكفر والإيمان، وبعد ان ذاع نبأ إسلامه في قريش كلها، زادت قريش في حربها وعدائها للرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه، حتى بدأ المسلمون في الهجرة إلى المدينة، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ونادى في جموع المشركين:” من أراد أن تثكله أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي “.
وأوضح الدكتور محمد داود أن عمر بن الخطاب شهد جميع المواقع والغزوات التي شهدها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان ممن استشارهم الرسول، عليه الصلاة والسلام قبل غزوة بدر، ودعا إلى قتال المشركين، وفيها قتل خاله العاص بن هشام، وفي غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قتل. وفي غزوة الخندق صلى العصر فائتا مع الرسول بعد أن غابت الشمس. ولما وقعت موقعة اليمامة التي قتل فيها عدد كبير من الصحابة، وكان من بينهم عدد كبير من القراء، ذهب عمر رضي الله عنه إلى أبى بكر رضى الله عنه، وطلب منه الإسراع في جمع القرآن وتدوينه، حتى لا يذهب القرآن بذهاب حفاظه.
فتح الشام
واختاره أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، للخلافة بعد أن استشار كبار الصحابة، فأثنوا عليه خيرا، ولما تولى فى سنة 13 هـ، كانت جيوش الفتح في الشام، فأرسل على الفور جيشا إلى العراق بقيادة أبي عبيدة بن مسعود الثقفي الذي دخل في معركة متعجلة مع الفرس دون أن يرتب قواته، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه، وانتهت بهزيمة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أبي عبيدة وأربعة آلاف من جيش المسلمين، ولما نجح المثنى بن حارثة في استدراج قوات الفرس للعبور غربي النهر، وألحق بهم هزيمة منكرة فى معركة نهر البويب، اراد الفاروق الخروج من المدينة بنفسه على رأس جيش لقتال الفرس، ولكن الصحابة أشاروا عليه أن يختار سعد بن أبي وقاص لقيادة الجيش.
وقال الدكتور محمد داود أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس إن عمر بن الخطاب كان أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة 14 هـ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة 16 هـ، وأول من عس في عمله، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج، كما أنه مصر الأمصار، واستقضى القضاة، ودون الدواويـن، وفرض الأعطيـة، وحج بالناس عشر حجـج متواليـة.
ونال عمر رضي الله عنه الشهادة وهو يؤدي صلاة الفجر بالمسجد عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي، غلام المغيرة بن شعبة، فى سنة 23 هـ، ودفن الى جوار الرسول صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق رضي الله عنه في الحجرة النبوية الشريفة.
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش