يحيى أبوسالم

قبل أكثر من 15 عاماً تقريباً وبالتحديد في الفترة التي لم تكن الكاميرات الرقمية التي تقاس دقة صورها «بالميجابيكسل» ترى النور، كانت الكاميرات الكلاسيكية القديمة «غير الرقمية» والتي تأتي بنسب وضوح ودقة مختلفة ومتفاوتة حسب نوع الكاميرات ومواصفاتها، هي سيدة التصوير في تلك الفترة، وكنت إذا رغبت في تصوير صورة معينة، تعمل «أكثر من حساب»، لأن تظهر الصورة بأفضل شكل ممكن وأن لا تأتيك بالنهاية سوداء أو محروقة أو غير واضحة، عند إرسالك لفيلمك ذي الـ 24 أو 32 صورة لما يسمى وقتها «التحميض» وذلك عند محال تظهير الصور.

ها هي اليوم الشركة الأميركية «بولارويد» الغنية عن التعريف، والرائدة في مجال وعالم التصوير الفوتوغرافي، والتي سيطرت بكاميراتها وما تقدمه من تقنيات في ذلك الوقت على عالم التصوير والطباعة الفورية التي اشتهرت بها كاميراتها القديمة، والتي كانت في ذلك الوقت تشكل طفرة تقنية وتكنولوجية ما بعدها طفرة، تأتي اليوم عشاقها ومحبيها والمغرمين بتقنياتها، بكاميرا جديدة، أنيقة، تنافس الكاميرات الحديثة بجمالها وشكلها الخارجي، كما وتنافسها في نفس الوقت بالمواصفات والميزات التي تأتي بها، وتتفوق عليها في التقنية التي جاءت بها كاميرا بولارويد الجديدة «من الزمن الجميل»، وذلك بقدرتها على طباعة «تحميض» الصور فوراً بعد تصويرها، ومن الكاميرا مباشرة، وهي ما كانت عليه الكاميرات القديمة من بولارويد في الماضي.

الطباعة الفورية

رغم أن التقنيات الحديثة التي جاءت بها الكاميرات الرقمية، مكنت المستخدمين من تصوير المئات والآلاف من الصور واللقطات المختلفة في حياتهم، على كروت الذاكرة التي يستوعب بعضها عشرات الآلاف من هذه الصور، إلا أن هذه الأخيرة بقيت حبيسة كروت الذاكرة أو تم تخزينها بشكل عشوائي على الكمبيوترات الشخصية، أو حتى الهواتف والأجهزة الذكية، ولم يجد إلا أقل القليل منها الطريق إلى «استيديوهات التحميض» لتظهيره أو طباعته.

وهو الأمر الذي تنبهت له من جديد الشركة الأميركية العريقة «بولارويد»، فبعد انقطاع استمر لسنوات طويلة، ها هي تبعث من جديد الروح في أحد أشهر تقنياتها القديمة، لتأتي مستخدمي الكاميرات الرقمية الحديثة، وعشاق التصوير، بتقنية قديمة وهي «الطباعة الفورية» إنما بكاميرا «رقمية» جديدة تنافس بمواصفاتها وميزاتها الكاميرات الرقمية الموجودة حالياً، وتتفوق عليها بقدرتها على طباعة الصور بشكل فوري من خلال الكاميرا، والتي أطلقت الشركة عليها اسم «بولارويد زي 2300».

مواصفات زي 2300

رغم أن النسخة الجديدة 2300 من كاميرا الطباعة الفورية التي قدمتها بولارويد، لم تكن الأولى من فئتها، حيث طرحت الشركة نسخة سابقة العام الماضي Z340، إلا أنها لم تلق رواجاً وانتشاراً واسعاً، بسبب ارتفاع سعرها، وحجمها الكبير... فلقد عمدت الشركة الأميركية في نسختها الجديد Z2300، إلى خفض سعر الكاميرا، حيث أصبحت أقل بالنصف من سعر النسخة السابقة، كما قللت الشركة من حجم النسخة الجديدة فجاءت بسماكة لا تتجاوز 3,5 سم، هذا بالإضافة إلى تركيزها على نوع وجودة الصورة المطبوعة.
كما تم تزويد Z2300 بالعديد من المواصفات والميزات التي تأتي بها الكاميرات الرقمية في أيامنا هذه، فجاءت كاميرا بولارويد الجديدة بحجم صورة يصل إلى 10 ميجابيكسل، وشاشة إل سي دي عالية الوضوح ملونة بحجم 3,0 إنش لعرض الصور، كما تتمكن الكاميرات الجديدة من إضافة ذاكرة خارجية عليها بحجم يصل إلى 32 جيجابايت. كما تأتي الكاميرا الجديدة مزودة بتقنية واي فاي، ما يمكنها من الاتصال بالإنترنت، وبالتالي يصبح المستخدم قادرا على طباعة الصور مباشرة من الإنترنت أو حتى من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. كما أن الكاميرات قادرة بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، على تصوير الفيديو وبوضوح عال يصل إلى 720 بيكسل.

طباعة بدون حبر

قد يسأل أحدهم، هل أنا بحاجة إلى إضافة وتزويد الكاميرا بكبسولات أو «كارتريج» خاص للحبر كالذي يتم تزويد آلات الطباعة بها؟ والجواب هنا «لا»، حيث اعتمدت الشركة في كاميراتها الجديدة، على تقنية التسخين الحراري، والذي تستخدمه الكاميرات الجديدة وتسلطه على الورق الخاص الذي يأتي بهذه الكاميرا من نوع «الزنك»، والتي تكون النتيجة عنه تظهير الصور الخاصة بك والتي ترغب في طباعتها من خلال هذه الكاميرا وبأقل من 40 ثانية، وحسب الصورة المراد طباعتها. حيث تحتوي هذه النوعية من أوراق الزنك والتي تستخدمها الكاميرا، على بلورات صغيرة جداً لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، تتلون وتتشكل حسب درجة الحرارة الموجهة إليها، والتي تقوم الكاميرات بتسليطها عليها حسب الصورة التي ترغب في طباعتها، والنتيجة تكون صورة بقياس (2 إنش X 3 إنش).

ورغم أنك لن تكون بحاجة إلى حبر خاص لطابعة الصورة، فأنت وبهذه الكاميرا ستكون بحاجة إلى ورق خاص، لن يأتي بالتأكيد بنفس ثمن ورق التصوير التقليدي رخيص الثمن، إنما سيأتي ورق «الزنك» الجديد بأسعار، رغم ارتفاعها نسبياً إلا أنها قد تساوي تكلفة شراء الأحبار الخاصة بالطابعات التقليدية.

ميزات وخصائص

- تأتي كاميرا بولارويد الجديد بنفس تقنيات التصوير في الكاميرات المدمجة «Point and Shoot»، حيث إن الصورة التي تراها هي الصورة التي تصورها، كما تأتي كما أشرنا بقدرتها على الطباعة الفورية للصور، ومشاركتها مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت.

- الصور المطبوعة من الكاميرا تأتي بألوان كاملة وغنية وواضحة. كما أن تقنية الطباعة في الكاميرا تضمن أن الصورة المطبوعة ضد تلطيخ الألوان، وضد الماء... وبوضوح عال. كما أن أوراق الزنك الخاصة بالطباعة تأتي قابلة للتلصيق، لزيادة متعة التصوير والطباعة.

- تمنح الكاميرا، من خلال برنامج بسيط بداخلها، مستخدميها بعض الأدوات الجيدة لمعالجة وتعديل الصورة ووضع بعض الإضافات عليها قبل طباعتها.

لا تشتر كاميرا مدمجة تقليدية

قد لا تكون كاميرا بولارويد الجديدة Z2300، والقادرة على التصوير وطباعة الصورة بشكل فوري مباشر منها، الخيار المناسب للعديد من المقبلين على شراء كاميرا رقمية جديدة، إلا أنها قد تعتبر الخيار المناسب لدى العديد من الأشخاص، بعد محاولتك الإجابة على هذا السؤال، كم هو عدد الصور التي قمت بطباعتها وتحميضها من بين آلاف الصور التي تمتلكها في هاتفك أو جهازك الذكي أو في كروت الذاكرة العديدة التي تمتلكها في كاميراتك الرقمية أو كمبيوتر الشخصي؟ وهل تذكر متى آخر مرة قمت بهذه العملية؟ حاول الإجابة على هذه الأسئلة، وإذا كانت إجابتك سلبية أو لا تتذكر متى هي آخر مرة قمت بطباعة صور عائلتك وأطفالك وذكرياتك الجميلة «حبيسة» الأجهزة وكروت الذاكرة، أنصحك اليوم بعدم شراء كاميرا مدمجة تقليدية، والانتظار لحين طرح بولارويد Z2300 في أسواقنا وإلقاء نظرة قريبة عليها.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 697 مشاهدة
نشرت فى 11 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,958