المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي


كنت اتحدث عن حقوق المرأة والواقع الثقافي في مجتمعاتنا مع بعض الاصدقاء،وقد اشتد الجدال فتعكر الجو الجماعي وتحول الى تكتلات ثنائية وثلاثية،كل كتلة امسكت بمفصل وراحت تقلبه يمينا وشمالا،وقد حط بي المطاف مع احدهم على مفصل التعددية..
..انقل الحوار بشطحاته وكما دار بيننا فقد وجدته ظريفا!

+... ذكرت لي يا سيدي بأنك تؤمن بالمساواة ، فكيف ترى التعددية حقا للرجل..
- المساواة لا تعني ان تسرح المرأة وتمرح مع اربعة رجال!...
+ ولماذا يسرح الرجل ويمرح!
- ومن قال لك هذا،التعددية تشكل عبئا اقتصاديا عليه فهو مكلف بإعالة اكثر من اسرة
+ ومن القى عليه بهذا العبىء!..ثانيا لنكن صادقين مع انفسنا فقد جلدتنا المغالطات،الجنس والرغبة في التنوع هي من يقف وراء التعددية،ولا شيء بعد هذا سوى فقاعات تبريرية هنا وهناك،والرجل هو من يسعى لهذا العبىء برجليه ويتحمل الكلفة من أجل رغبة..
- سيدتي..هذا العبىء هو نتاج البيئة الأجتماعية وظروفها،لا تحاولي اختزال الأمور بهذه الشاكلة
+ آولا ترى بأن الأمور مختزلة سلفا!..اكمل الأجابة لو سمحت 
- بلى..لا انكر ان الجنس قد يكون دافعا..
+ حسنا..هل هذا يعني لو انتجت البيئة الأجتماعية تعدد الأزواج،سوف لا تقفون بوجه تلك البيئة اللئيمة متصارخين!..
- وكيف تنتج البيئة تعدد الأزواج!
+ لا ادري!..انت المدعي،فقد انتجت البيئة تعدد الزوجات فهي منتجة اذن للظواهر الشاذة!.. 
- لا لا..انت تسفهين الموضوع تماما
+ انتبه..موضوع التعددية برمته ينطوي على سفاهة..ولعلك لا تنكر بأن ارتفاع نسبة الذكور الى الأناث إحتمال قائم..
- سيدتي.. لننصف الحقيقة..تعدد الزوجات يقصم ظهر الفساد ويرعى الأرامل والعانسات..
+ هذا جميل!..انت اذن ترى الفساد محدودب الظهر وكسيح في مجتمعاتنا!..
وترى الكهول تاركين الحسناوات وراء ظهورهم راكضين للزواج من عانس او ارملة او مطلقة رفسها زوجها لأنها عاقر!!..
هل تريد كأسا من الماء المثلج كي تستفيق لتنصف الحقيقة..ثم ما قصة العنوسة المبتدعة تلك التي تأكلون بها وجه المرأة.. 
- دعيني اسأل..لماذا تطالب المرأة بتعدد الازواج ..
+ من قال انها تطالب،الرجل هو من يطالب والمرأة تقرع الحجة بالحجة،ثم ما العيب لو طالبت في مجتمع اقر التعددية لنصف ابناءه! 
- الحياء سيدتي
+ ماذا!! انا اتحدث عن زواج لا عن زنا..والرجل يتزوج اربعة بكامل حياءه المرفوع بزغاريد المجتمع..ثم لماذا يصبح الجنس أثما عندما تقترب منه المرأة فقط..ونذكرها بالحياء عندما تتحدث عنه كحق وبكل صدق!
- بلى اعرف انك تتحدثين عن زواج..لكن المرأة تكتفي برجل واحد
+ من صرح بهذا!،ها انت تصرح عن إكتفاءها بنصف رجل او ربع!..وانا اصرح بأن هنالك نساء لا يكتفين برجل واحد..
اسمع عزيزي ولنكن صادقين..الشرقي يظن انه قادرعلى مضاجعة نصف نساء العالم بخصية واحدة،فالمرأة بالنسبة له وعاء وبإمكانه ان يتناول كل وجبة بوعاء مختلف لو تمكن من شراء الأوعية،فهو لا يفهم،او لا يريد ان يفهم بأن الوجبة ليست له فقط إلآ اذا كان الوعاء عاهرا!
- في كلامك قسوة وافتراء،الشرقي ليس جاهلا في هذا المجال كما تتصورين
+ انا لا اتصور،انظر في الواقع يا سيدي،الرجل الذي يتزوج اربعة لا يعلم بأنه مكلف بإيصال اربع نساء الى ذرواتهن وهذا عمل يحتاج الى مهارة إن كان ملما بطبيعته،وقد يفشل بالصمود امام زوجة واحدة!،كما ان المرأة قد لا تكون ملمة ايضا وهذا يسهل الطريق للرجل كي يتناول الوجبة وينفض يديه كفحل!
..كم من الأناث تزوجن وانجبن وربين اطفالهن وذهبن الى القبور دون يحظين بهذا الحق..هل يرضى الرجل لنفسه بهذا وهو الذي يعدد من اجل المتعة..
- إن كان هذا صحيحا،مالذي يجبر النساء على البقاء مع ازواجهن كأوعية!
+ تردي الثقافة الجنسية والوعي العام،كما ان المجتمع وطبيعة ثقافته،سوط مسلط على ظهور النساء..مجتمعاتنا تخشى من ثقافة المرأة بشكل عام ومن ثقافتها الجنسية بشكل خاص،فهذه الثقافة قد تقضي على التعددية اوتوماتيكيا وتكشف المستور!
..ثم لاحظ!..اربع زوجات يعني انتاج اربع اسر اساسها الأنانية الجنسية ليس إلآ،والمجتمع الذكوري يقدس هذه الأنانية ويسوقها كوقاية ورحمة ودون حياء!
- ولكن للسعادة الزوجية صور منظورة في الواقع رغم التعددية،فلماذا تلقين بغبار التعاسة على الجميع..
+ انت تأكل وجه الحقيقة..ما من امرأة على وجه الأرض مهما كانت جاهلة،ترضى بالمشاطرة،وما من امرأة مستقرة نفسيا وهانئة وهي ترى زوجها ينتج اسرة بعد اسرة لتقف انفا بانف مع اسرتها،هنالك خزين من البؤس والإنكسار لا يبصره الرجل المغلول بشهوة التعدد..الرجل لا يرضى ان تطوف زوجته على غيره من الرجال فلماذا يظن ان المرأة تقبل بهذا!،الأعراف والتقاليد الأجتماعية والعوامل الاقتصادية اقوى من الأنثى، وتسير لصالح الذكر،ولولا هذا لإنهارت الأسر في مجتمعاتنا مثلما ينهار جبل من الرمل.. 
- اذن انت مع انهيارالأسرة وتفتيت المجتمع!..اراك متحاملة نوعا ما على الرجال
+ بلى بلى مع هذا تماما..اذا كان العدل هو من سيفلش المجتمع!،والصدق هو من سيقطع انفاسه،والأنسانية هي من ستتولى دفنه،فهذا حسن جدا ومثير!..
لست متحاملة على الرجال يا عزيزي بل على اولئك الذين يظنون انفسهم فوق المرأة ويجاهرون بوصايتهم عليها..
- تعدد الأزواج هو العدالة والأنسانية بتصورك ها!
+ قطعا..اذا كان تعدد الزوجات هو العدالة والأنسانية بالنسبة للمجتمع،ويفلسف لنا الرجل هذا وذاك، فلم لا تكون العدالة بالإتجاهين ولمن يريدها،هذه هي المساواة،وانا سأتكلف بفلسفة هذا واصدر موسوعة كاملة!..
- ولكن ماذا عن اختلاط الأنساب سيدتي..كما ان الرجل قد يرغب بذرية كثيرة خارج طاقة امرأة واحدة..
+ الأنساب مختلطة سلفا!..والعلم يحل المشكلة.. ثانيا..اذا كان المجتمع سخيا وفاتحا ذراعيه لتلبية رغبات الرجل فلا بأس،ولكن عليه ان يفتح ذراعية لتلبية رغبات المرأة وطموحاتها وبسخاء مقابل،فنحن نتحدث عن مساواة ام تراك قد نسيت!..لك ما تريد يا سيدي ولي ما اريد،انت تطالب بمجتمع يحقق لك كل ما تريد..ومن حقي ان اطالب بهذا..اين المشكلة.. اللهم إلا اذا كنت تراني خنفسة! 
- ماذا!! كيف تفسرين هذا الإدعاء الغريب عن إختلاط الأنساب،ولاحظي فأن الخطأ في العلم وارد
+ كم طفل لديك سيدي؟
- انت تعلمين الجواب..لدي سبعة اطفال
+ لديك!..وكيف عرفت بان لديك سبعة اطفال..ارجو ان لا تزعل من سؤالي او تستخف به
- افهم تلميحاتك هذه..انا واثق من زوجتي تماما
+ جميل!..انت تثق بزوجتك اذن ولا تثق بالعلم! آولا ترى مجال الغفلة والخطأ وارد في الحالتين!
- زوجتي تحت سلطتي ارقب ما تفعل..ولا سلطة لي على مختبرات الفحوص الطبية والعاملين بها..
+ هل هذا يعني بأنك لا تذهب الى طبيب او مختبر إلا والسلطة في جيبك!
- لا ليس هكذا
+ كيف اذن!..وانت لا تثق بالعلم بينما تثق بغريزة انسان!،وهذا الانسان انثى فرضتم عليه القيود لعدم ثقتكم به!..وقد يدخل القفص مع جوقة من الأناث ليقتات على الفتات.. ثم انتبه!.. لقد قلت توا زوجتي تحت سلطتي ارقب ما تفعل..فأين الثقة!..هل انت واثق تماما بأن الأنساب تحت الرقابة المشددة!!.. آولا ترى انه كلما اشتدت الرقابة كلما اشتد الإحتقان وتوعر الطريق نحو انساب نقية!
- سيدتي..بتعدد الأزواج سنقفز قفزة طويلة الى الوراء ونعود بالنسب الى الأم.. وبالمجتمع الى الأمومية.. 
+ وما الضرر!..ثانيا كيف نقيس الوراء والأمام 
- الزمن..بالزمن سيدتي..وإلحاق النسب بالأم كان في ازمنة غابرة تجاوزها الأنسان..
+ انت ترى اذن نحن في الأمام لمجرد وجودنا احياء في الألفية الثالثة!..وما قصة التجاوز تلك!،هنالك فرق بين التجاوز والإستلاب يا عزيزي،وقد إستلب الذكر الكثير من حقوق الأنثى ومنها النسب،والأنساب لا تهم المجتمع حقيقة،فتلك خرافة من خرافات السلطة الذكورية، لو كانت تهمه فعلا لكان قد احتفظ بالنسب كما كان،كل طفل ينزل من رحم امه،حقيقة لا تقبل الشك وباتت تصور بالصوت والصورة بأحدث الكاميرات..هل رأيت طفلا نزل من صلب أبيه!.. كيف وثقتم بالمرأة كل هذا الثقة العمياء فجأة فوثقتم انسابكم على اساسها وانتم لا تثقون بها في صغائر الأمور والقضايا!، بل لا تثقون بها في اختيار شريكها او لباسها حتى!
- لعلك لا تنكرين بأن المجتمعات المتحضرة مثلنا تماما في هذا الموضوع
+ لا انكر هذا..هو إستلاب ذكوري عام،ولكن هذه المجتمعات اعادت تقييمها للمرأة،وثقت بها ومنحتها حقوقها بمساواة تامة مع الرجل،فلا حجر ولا رقابة ولا تعددية للذكور تحت غطاء القانون، العلة تكمن في مجتمعاتنا التي تأبى ان تنصف المرأة،وتزج بها الى المخدع الذي لا تريد،وقد تنصف المرأة نفسها فتذهب الى المخدع الذي تشتهي خلسة!!..
- اتفق معك في هذا المجال..ولكن هذا لا يعني بإي حال من الأحوال ان تخون المرأة زوجها..فهذا مروع..
+ الخيانة واقعة في المخدع الأول مع الزوج المفروض يا عزيزي!،والغريب ان من يقود هذه الخيانة هي السلطة الذكورية التي تجلد رجلين بجسد امرأة مستضعفة،والأغرب ان احد الرجلين لا يدرك هذا،فهو يظن انه قد دخل القفص الذهبي وصار زوجا هماما لمجرد امتلاكه جسد أنثى سخره له المجتمع بعصاه،ولهذا صور كثيرة في مجتمعاتنا،ثم إن كنت تسمي انصاف المرأة لآدميتها خيانة!،فتلك الخيانة ناجمة عن جريمة المجتمع،والنتيجة إن كانت مروعة بتصورك،فهذا لأن وراءها سبب مروع..
- لا لا هذا كثير..المرأة العاقلة لا تخون زوجها حتى لو كان مفروضا عليها.. 
+ بلى بلى..هذه هي العلة!،انتم ترون المرأة عاقلة مع كل ضربة سوط ،ولو وضعتم السوط جانبا كي يستريح لوهلة،فهي ناقصة لا تجيد التصرف!..يا سيدي الزواج بالإجبار والترهيب دون رضاء الطرفين،زواج باطل أخلاقيا وانسانيا،ولا قيمة له إلا في كهوف العقول المتحجرة التي ترى الزواج مقايضة بقصاصة من ورق، ومثل هذا الزواج خيانة شاملة لكل شيء جميل ونبيل،ومن المخيف ان نطلق على الخيانة صفة الزواج بكل بساطة وثقة..
- عموما سيدتي..لا يمكنني ان اتصور بإي حال من الأحول تعدد الأزواج..فتلك مسرحية هزلية وفوضى لا خلاص منها..
+ نعم هي كذلك،مسرحية هزلية وفوضى مثل تعدد الزوجات تماما،هكذا تستقيم الرؤية،ولكننا لا نتصور إلآ ما اعتدنا على تصوره،وقد اعتدنا على مسارح تقدم لنا صنوفا من المهازل على انها تراجيديات تقي المجتمع،وقد تشبعنا بها حد النخاع..اي نخاع سيرتضي بمهزلة جديدة قادمة من مسرح مغاير يقدمها كتراجيديا منافسة!
- انت عنيفة ومشتتة التفكير..ولا ادري إن كنت تسخرين أم ماذا..
البياض عنف في مجتمع اسود،والصدق تشتت في مجتمع كاذب..يكذب على نفسه ويفلسف كذبه ليصبح تاريخا يدرس واخلاق..ومن لا يهضم هذه الأخلاق ويسير بركابها يجلده المجتمع لخروجه السافرعن لغة القطيع.. هل تراني ساخرة فيما قلته توا!
- عموما الموضوع ليس بهذه البساطة..أنت تسطحين كل شيء
+ هذا الموضوع تحديدا لا يحتاج الى تسطيح لأنه مسطح تماما،ثانيا..لست انا من يسطح بل مجتمعاتنا فهي ضليعة بالتسطيح..لنكن واضحين وضوح الشمس دون سفسطات كثيرة..هنالك رجل يرغب في التنوع ولا يكتفي بواحدة،وهنالك امرأة بالمقابل بنفس الشاكلة،أما ان نمد الجسور للطرفين ولمن يريد العبور، او لا نمدها لطرف دون سواه فهذا إمتهان وتحقير للطرف الآخر،وإنفصام ثقافي مريع..الفساد موجود يا سيدي ولكنه خارج غطاء القانون ظاهريا، فليكن التنوع فسادا بنفس الشاكلة اذا كان المجتمع لا يملك توفيرغطاءين.. 
- حسنا..علي ان اغادر الآن.. ولكن دعيني اسأل..ما الأفضل بتصورك فعلا!،تعددية للطرفين او الغاء التعددية ..اريد جوابا جادا!
+ الغاء التعددية قطعا..هذا ما افضله انا!،واطالب منظمات حقوق الانسان العالمية ومنظمات الدفاع عن حقوق المرأة ان تضع حدا لهذه المهزلة،وتسلط عليها الضوء بشراسة تقابل شراسة غطاءها القانوني!..
- سيدتي بكل صدق ووضوح..أنا افضل ترشيد التعددية وتهذيبها بتشريع قوانين صارمة تخدم الأرامل والمطلقات وما اليه،وتسير بهذا الإتجاه فقط ،فهذا بتصوري يحل الكثير من المشكلات الأجتماعية..
+ انه لمن الفاقة ان نحل مشكلة بمشكلة اكبر!..ما الفائدة ان نحل مشكلة امرأة على حساب امرأة اخرى هانئة،او اسرة مستقرة!.. ما قيمة ان ننقذ ضحية من ضحايا المجتمع وصراعاته كأن تكون ارملة،فنخلف ضحية بالمقابل لا ذنب لها في تلك الصراعات ونتائجها!..
علينا ان ننظر الى الصورة من كل الزوايا،وندرك تداعيات حلولنا فلا نستخرج الحق من جوف الباطل مفتخرين..آن الآوان يا سيدي ان تحل هذه المجتمعات مشاكلها الأجتماعية العويصة بدراسات حديثة ومعالجات انسانية جادة ترفع المجتمع الى آدميته،ولا تعتكز على مخلفات تاريخها الجنسي لحل المعضلات
فهذا كسل مريب وبلادة فكرية لا تناسب العصر.. 
- تاريخها الجنسي!! طيب.. طيب..وداعا الآن...كوني بخير..
+ اراك ساخرا!
- لا والله العظيم! 

المصدر: لحج نيوز
almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 234 مشاهدة
نشرت فى 4 يوليو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

125,824

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن