الصحة النفسية والتربية الخاصة الاستاذ الدكتور / على محمود شعيب


ان في الجسد مضغه ان صلحت صلح الجسد كله وان فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ......صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
القلب عضله تضخ الدم في عروق الجسم لترسل له بالاوكسيجين اللازم لاحداث الحياة في كل خلاياه ثم تنقبض لتسحب الدم المحمل بثاني اوكسيد الكربون ليخرج الي خارج الجسم ....وهذه العضله تنبض بالحياة دون توقف لثانية واحدة منذ نزول الروح في هذا الجسد وهو جنين في رحم الام الي ان يتوفاه الله سبحانه وتعالي .... والقلب يرتبط بالحياة فان توقف توقفت حياة الفرد ودخل الي عالم اخر هو عالم الاموات ....والقلب جزء من كل ، فالجسم وتشريحة يتكون من الرأس وما تحوي والصدر وما يحوي والبطن وما تحوي والساقين ، فما هو علاقة صلاح الجزء بهذا الكل وما هو علاقة فسادة بقساد هذا الكل ؟ انها الروح ....نعم ذلك الجزء من الروح التي تسكن هذا الجزء دون الكل ، فمع صلاح هذا الجزء من الروح يصلح باقي الروح التي تسكن هذا الجسد ، ومع فساد هذا الجزء يفسد باقي الروح التي تسكن هذا الجسد .....والروح لا نعلم ماهيتها ولا تكوينها ولا مكان لها والادله علي ذلك كثيرة ... وما يلفت النظران هذا الجزء من الروح في القلب هو المسئول عن استمرارية حياة الفرد، فلو قطعت الساق او اليد لا يموت الانسان لان ذلك الجزء من الروح التي تسكنه ليست مسئوله عن حياة الفرد ...والقلب يتم فيه ومنه الاحساس بالاشياء التي يتوق لها الانسان فلو اعجب الانسان بشيء فانه يستشغرة بقلبه حتي وان لم يراه بعينه فالكفيف لا يري الاشياء ولكنه يستشعرها والاصم لا يسمع ولكنه يعشق ، وهذا عكس الثابت في اذهان البشر ان العقل هو الذي يحرك الانسان ، ولعل الدليل علي ذلك ان الانسان اذا دخل في الغيبوبة فان عقله في حالة الغياب والقلب هو الذي يعمل فلا يموت الانسان الا اذا ماتت الروح الموجودة بالفلب ..ومن اجل هذا سئل المصطفي عن الايمان فقال ما وقر في القلب وصدقه العمل ....الفلب مركز انطلاق الكثير من سلوكيات الفرد وليس العقل فالعقل موضوع اخر ، منه ينطلق الفرد بحياته ومنه يتحرك الفرد لكل سلوكيات حياتة ، فالغيرة محلها القلب والحب محلة القلب والعدوانية هي من القلب والخير كله منبعه القلب والشر كله منبعه القلب ....فان صفا القلب صفت حياة الفرد وان قسي القلب قست حياة الفرد.....والعقل هو مهندس عمليات القلب منه تاتي اساليب استشعار وتنفيذ القلب رغباته .....فالمركز هو القلب وغرفة عمليات الجسد هي القلب والعقل هو الذي ينفذ ففيه التفكير ومنه التخطيط ومنه الترجمة لاحاسيس القلب لسلوكيات فعلية واقعية معلنة نشاهدها جميعا ....وربط الله كثير ممن العبادات بالقلب وليس العقل ، فالايمان بالقلب وليس بالعقل ، والصيام بالنية والنية محلها القلب وليس العقل ، والحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن (اي نوي) الحج وهذا محلة القلب ، والشهادة محلها القلب فقال الله له كذبت انك لم تقاتل من اجلي ولكنك قاتلت ليقال انك شجاع ، والكرم محلة القلب فالكريم لا يبغي من كرمه الا وجه الله لا ليقال عنه انه جواد والعزم محلة القلب ، فان عزمت فتوكل علي الله بالسلوك الذي سيقررة عقل الانسان ...والقلب يلعب بنقاؤه وصفاؤة الراحه النفسيه التي ينشدها الانسان وليس العقل ، ويلعب بسوادة الاضطراب الذي يعانية الفرد في حياته ، فكم من افراد يعيشون ومعهم كل مقومات السعادة ولا تجدهم سعداء وكم من افراد لا يملكون اي مقومات للحياة ولكنهم سعداء ...والقلب له غذاء كي يستمر الا وهو الذكر الم تسمع لقول الله تعالي الا بذكر الله تطمئن القلوب؟ فالذكر منبعه القلب وهو غذاؤه والعقل بقرره باللسان فينطق والاصابع تسبح ، فالغفلة التي يكون عليها الفرد منا ليست غفلة العقل ولكنها غفلة القلب ....فكم من حسابات يقضيها العقل وفي النهاية مصيرها الفشل وكم من امور غير محسوبة تنجح وتاتي بنتائج مبهرة ....انها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي بالصدور ....ولعل هذا الجزء من الروح بجسد الانسان الساكن بالفلب هو الذي يضمر الخير والشر للاخرين ، حتي ان العامة يقولون : لا تخف من فلان فقلبه ابيض اي لا يضمر الشر ولكنه يضمر الخير ، ويقولون ان فلانا قلبه اسود اي لا تامن مكرة الذي يحيق لك في قلبه ..... والقلب وما حوي امانة تتحرك علي الارض بنور وقبس الله فان رضي الله عن عبد كشف له قلبه واناره له وهيء له فيه الكثير من العجائب ، فقد ينطق باشياء وتتحقق ويفعل اشياء غريبة عن المالوف ولكنها لا توزن بميزان العقل والماديات ... انظر الي قصة الخضر عليه السلام مع سيدنا موسي كليم الله ، فهذا عبد من عباد الله كشف له وانار له قلبه ففعل ما فعل بالسفينة وقتلة الغلام الذكي بغير ذنب واقامتة الجدار دون وجه منفعه للعقل ولكنها جاءت من القلب وليس من العقل ....ويؤكد ذلك ما يقوله الله ان اغلق قلب انسان : علي قلوب اقفالها ....فاذا اغلق الله قلبا اغلق معه العقل واغلق معه السلوك للخير .....والقلب مهما بذل الفرد فيه من جهد فيه فلا انارة له الا من الله فهو كالمصباح الكهربائي اللمحروق فالكهرباء في السلك ولكنه لا يضيء ....فاذا اضاء اصبح كالملاك .....والملائكة لا يدخلون النار لان لهم قلوب اضاءت بنور الله ولا تؤذي نفسها بمعصية الله فلها الجنة بما كسبت قلوبها ، والشياطين اظلم الله قلوبها فالكبر لا ياتي من العقل ولكنه ياتي من القلب واليطان تكبر واستعلي فاغلق الله قلبه فما فعل وسيفعل هو من مسار النار ..... سلامة القلب من الناحية البدنية والروحيه مطلوبان لصلاح نفس الانسان ، وان احترق القلب بدنيا وروحيا فسدت حياة الانسان .....صدقت سيدي يا رسول الله صلي الله عليك وسلم وال بيتك وصحابتك الاطهار الابرار .... اشهد انك رسول الله واشهد ان الله لا اله الا هو 
علي شعيب

alishoeib

Pof Dr Ali Mahmoud Shoeib

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 138 مشاهدة
نشرت فى 2 أكتوبر 2013 بواسطة alishoeib
alishoeib
يهتم هذا الموقع بكل ما يخص علم النفس والصحة النفسية والتربية الخاصه ، وتقديم الاستشارات لكل المواضيع النفسية ، والتعرض لاحدث الاتجاهات العلمية فى مجال الصحة النفسيه والتربية الخاصة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

102,175