خرجت أمس مسيرات ومظاهرات في عدد من المدن المصرية تندد بالاعتداء الإسرائيلي علي الجنود المصريين علي الحدود. ففي القاهرة خرجت مسيرة من مسجد عمر مكرم بعد أداء صلاة الجمعة نددت بالاعتداء الإسرائيلي والذي راح ضحيته جنود وضباط مصريون.
وذلك استمرارا لحالة الغضب منذ أن وقع الاعتداء علي الجنود المصريين وطافت المسيرة بميدان التحرير وذلك بعد تأكيد المشاركين فيها لأفراد الشرطة العسكرية أنهم لن يمكثوا في الميدان, ورددوا هتافات تعكس حالة الغضب من الممارسات الإسرائيلية من بينها الموت الموت لإسرائيل, وتسقط تسقط إسرائيل, والشعب يريد طرد السفير.
كما رددوا مطالب أربعة هي غلق السفارة وطرد السفير, وقطع الغاز عن إسرائيل وفتح الحدود.
كما ردد المتظاهرون هتافات: بترددها جيل ورا جيل بنكرهك يا إسرائيل.
وخرجت مسيرة التحرير متجهة صوب السفارة الإسرائيلية لتستكمل تظاهرها ضد الاعتداءات الإسرائيلية.
ومن جانبه شن الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم هجوما عنيفا علي اتفاقية كامب ديفيد ووصفها بأنها اتفاقية العار علي مصر لأنها لا تحمي دماء أبنائها.
ووصف السلام القائم بين مصر وإسرائيل بأنه سلام الجبناء والخائفين.. متسائلا كيف نقبل باتفاقية تمنعنا من أرضنا والاستثمار فيها والعيش عليها.
وأوضح خلال خطبة الجمعة أنه لا ينادي بالحرب.. ولكن ينبغي أن نكون علي أتم استعداد لخوض أي حرب ولا نلتفت للشائعات التي أدمنت إسرائيل استخدامها وأن نقف جميعا يدا واحدة أمامها.
وطالب المجلس العسكري باتخاذ الاجراءات اللازمة ضد هذا الاعتداء وأنه سوف يجد وراءه80 مليون مصري يقفون وراءه حتي ولو كان هذا القرار هو الحرب, مشددا علي ضرورة سحب السفير المصري وطرد السفير الإسرائيلي.
وأكد أنه لا يجوز أن نستجدي من إسرائيل الاعتذار ويجب التصرف حيالها بندية فإن عصر الصمت والخنوع انتهي, هكذا جعل منا مبارك الذي كان لا يعلق علي أي حدث اعتداء لإسرائيل وأطالب من هنا بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمي.
وأشار الي أننا في حاجة لحكام مثل عمر بن الخطاب وأبي عبيدة يعملون لصالح الأمة وليس حكاما يكنزون الذهب والفضة ويعشون في القصور وبين الجواري وينسون أمتهم ويضيعون حرامتها ويهدروا دمها.
وطالب بضرورة تعديل اتفاقية كامب ديفيد بما يخدم مصلحة مصر وأبنائها ويرفع الوصاية عن أرضها ويسمح لنا بحماية حدودنا كما ينبغي والاستثمار علي أرضنا دون قيود أو شروط.
وأوضح أنه يكفي أن أقول انه في ظل الاتفاقية مات علي يد الصهيونية المجرمة29 جنديا مصر خلال23 حادثا علي الحدود المصرية, مؤكدا لن نصمت بعد اليوم أبدا ولن نستجدي من إسرائيل الاعتذار.
هذا ولم تشهد جمعة طرد السفير الإسرائيلي والتي دعت اليها القوي السياسية وعدد من التيارات الدينية اقبالا كبيرا حيث شارك عدة آلاف في المظاهرة أمام مقر السفارة الإسرائيلية بالجيزة عقب صلاة الجمعة.
وقد سيطر علي أجواء التظاهرة إطلاق الألعاب النارية والصواريخ تجاه الطابق السادس عشر الذي يقع فيه مقر السفارة الي جانب الهتافات التي طالبت بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات مع إسرائيل وإحراق أعلام إسرائيل.
وكان المتظاهرون قد بدأوا في التجمع قبل صلاة الجمعة حيث تجمع العشرات أمام مقر السفارة وشاركوا المعتصمين الذين اعتادوا المبيت طوال الأيام الماضية ثم أدوا صلاة الجمعة أمام السفارة بشارع ابن مالك وخطب أحد شباب المعتصمين في المتظاهرين وطالبهم بالتوحد والتكاتف في مواجهة العدو الإسرائيلي معتبرا أن هذا جهاد في سبيل الله لرفعة ونصرة الدين الإسلامي ودفاع عن دماء الشهداء الذين سقطوا علي الحدود المصرية برصاص الغدر الإسرائيلي أثناء دفاعهم عن حدود مصرنا الحبيبة بينما أدي مجموعة من المتظاهرين صلاة الجمعة في المسجد المواجه للسفارة ثم توجهوا عقب الصلاة للمشاركة في التظاهرة, كما توافد المئات من ميدان التحرير عقب أداء صلاة الجمعة بمسجد عمر مكرم لدعم ومساندة أخوانهم أمام السفارة, وقد ظل المتظاهرون يرددون الهتافات المعادية لإسرائيل والمطالبة بالقصاص من اليهود القتلة وقطع العلاقات مع إسرائيل والغاء اتفاقية كامب ديفيد وتعمير سيناء وانتشار الجيش المصري في جميع أرجائها ووقف الاعتداء الإسرائيلي علي غزة وإعادة إعمارها, ومن بين الشعارات التي رددها المتظاهرون مش هنقبل الاعتذار تل أبيب هتولع نار و تسقط تسقط إسرائيل و أول مطلب للجماهير غلق سفارة وطرد سفير و ثاني مطلب للجماهير قطع الغاز عن إسرائيل وأثناء قيامهم بترديد الشعارات قاموا بحرق الأعلام الإسرائيلية ودهسها بالأحذية بينما قام البعض باطلاق الألعاب النارية والصواريخ في الهواء في اتجاه الطابق الذي تقع فيه السفارة.
كما قام أحد الأشخاص باطلاق الأعيرة النارية في الهواء من مسدس صوت وظلت الأعداد تتزايد ساعة بعد الأخري.
وقد فرضت أجهزة الأمن بالجيزة بإشراف اللواءين كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة وفايز أباظة مدير المباحث الجنائية والعميد جمعة توفيق رئيس مباحث غرب الجيزة كردونات أمنية مكثفة حول مقر السفارة من جميع الاتجاهات بالاشتراك مع القوات المسلحة التي استخدمت أكثر من15 مدرعة وسيارات تابعة للجيش حول السفارة والعمارات المجاورة لها بينما أشرف اللواءين سيد شفيق مساعد مدير الأمن العام ومحمود فاروق مفتش الأمن العام علي نشر جنود الأمن المركزي وتوجيههم لمنع اقتحام السفارة.
وقد قام المتظاهرون برسم علم إسرائيل أعلي كوبري الجامعة ثم توجهوا إليه وقاموا بدهسه بالأحذية وأوقفوا حركة المرور عليه لأكثر من مرة, بينما امتلأت جميع العمارات المقابلة للسفارة والكائنة بها السفارة بالأعلام المصرية التي علقها المواطنون بالشرفات والبلكونات وأعلي أسطح المنازل تعبيرا عن تضامنهم مع المتظاهرين.
وفي سياق متصل حضر الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس في ساعة مبكرة من صباح أمس وألقي كلمة علي المتظاهرين قائلا نحن نقول لإسرائيل لن نفرط في نقطة دماء مصرية بعد الآن نحن اليوم نطالب المجلس الأعلي للقوات المسلحة بألا يفرطوا في نقطة دم واحدة للمصريين ويعلموا علم اليقين أن وراءهم85 مليون مواطن كلهم فدائين وكلهم مستعدون أن يستشهدوا من أجل حرية الوطن ومن أجل شعب مصر لن ولم ننس نقطة دم سقطت من جندي مصري, وقام الجميع بالتصفيق له وتحيته.
وفي الإسكندرية انطلقت مظاهرة بمشاركة العشرات من المواطنين من أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة أمس للتنديد باستشهاد الجنود المصريين.
ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية والفلسطينية واتجهوا في مسيرة إلي مقر القنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية بمنطقة كفر عبده- شرق المدينة للتعبير عن رفضهم لما اعتبروه انتهاكا للسيادة المصرية وخرقا للمعاهدات والاتفاقيات الدولية.
وردد المتظاهرون( المنتمون إلي عدد من التيارات السياسية والمستقلين) الهتافات المنددة باطلاق الرصاص علي الجنود المصريين والمطالبة بإجراء تحقيق دولي, وعدم تنازلهم عن حقوق شهداء الواجب, وأطلقوا علي مسيرتهم الاحتجاجية الحملة الشعبية لطرد السفير الإسرائيلي, وسحب السفير المصري.
وتأتي تلك الوقفة الاحتجاجية في إطار سلسلة من الفعاليات تنظمها العديد من القوي السياسية والشعبية بالإسكندرية علي مدار الأسبوع منذ وقوع الأحداث الأخيرة بسيناء.
وفي العريش نظم أبناء سيناء وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة أمام مسجد الرفاعي وقد أصدرت القوي السياسية بالمحافظة بيانا جاء فيه أن جماهير سيناء تعلن دعمها الكامل للقوات المسلحة المصرية وتعلن عن رفضها للقلة الخارجة عن الاجماع الوطني والمتطرفين الذين يستهدفون أمن هذا الوطن داعين القوات المسلحة الي الاستمرار في مطاردتهم والضرب بيد من حديد بما يكفل تخليص البلاد من الخارجين علي اعرافنا وتقاليد وطنيتنا وكذلك منع تسلل العناصر المتطرفة التي تهدد أمن مصر من حدودها وتسليم كل من اشارت لهم أصابع الاتهام خلال احداث سيناء أو من قاموا باستهداف مصالح الشعب المصري وقواته المسلحة.
كما أدن البيان الاعتداءات الإسرائيلية وقتلة جنودنا علي الحدود وهو ما يمس كرامتنا الوطنية التي تحتم علنيا الإعلان باسم الشعب المصري لجميع طوائفه عن اسقاط وإلغاء كامب ديفيد والمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي والبقاء في حالة تأهب استعداد للمواجهة التي نراها وشيكة بعد أن تغيرت الإرادة السياسية المصرية.
وطالب البيان إسرائيل بالإفراج عن أسر المعتقلين في سجون إسرائيل فورا وعودتهم للوطن مصر وأشار البيان الي أن أبناء سيناء المرابطين علي الحدود لن يسمحوا بعد اليوم لإسرائيل وأعوانها باستهداف أمن مصر واستقرارها وسيقدمون الروح والمال والولد كما كنا دائما دافعا عن مصر وأرضها وجنودها.
ومن ناحية أخري شاركت أسر الضباط المصريين والمختطفين منذ6 أشهر وعقب اندلاع ثورة25 يناير في مسيرة حاشدة بالعريش أمس نظمها أبناء سيناء بعنوان في حب مصر.
وقد طالب أسر الضباط المختطفين من أبناء سيناء بمساعدتهم في البحث عن أبنائهم حيث قالت والدة أحد الضباط المختطفين إننا جئنا إلي هنا لنطالب أهالي العريش بمساعدتنا في العثور علي أبنائنا وأنا أري ولدي في وجوه شباب ورجال سيناء وأشعر أنكم أولادي وان قلبي يحترق علي فراق ابني وأكدت أنه لم تخبرهم أي جهة عن أسباب اختطاف الضباط أو مطالبهم.
فيما اعتبرت الحاجة سوسن الفخراني والدة النقيب محمد حسين المختطف أن ما يطمئنهم عدم وجود أي دلائل علي تعرض المختطفين من أبنائهم لأي أذي باستثناء الاختطاف القسري.
ساحة النقاش