من التاريخ

يوميات مواطن عادي(179) حوار هام مع حسني مبارك

بقلم أ/ صلاح إبراهيم

بدأ السيد الرئيس السابق يحس بالألفة وسهلت بذلك مهمتي .. إذا وجد فيَّ صديقا ً قديما ً تاه منه في زحمة حياته الجديدة بغناها الشديد بالمسئوليات والأعيان والوجهاء وذوي السلطة والنفوذ .. وكلها أشياء زهدت فيها أسرتنا لأنها عرفت  قيمتها الحقيقة رغم بريقها الزائف .

وبادرته بالسؤال التالي

كانت الإضرابات والاعتصامات المتتالية والتي بدأت منذ 2006 بصورة تلقائية غير منظمة.. ثم تشجع الناس فنظموها تنظيما ً دقيقا ً .. وكان ذلك مؤشرا ً قويا ً للثورة الشاملة .. فكيف لم تنفعكم تلك النذر ؟

مشكلة الموظف المصري أنه يريد كل شيء .. فالوظيفة بنظمها الحالية والمتوارثة منذ عهد الزعيم  ناصر وما زاد عليها من مزايا في أيام الرئيس السادات أصبحت عبئا ً كبيرا ً على كاهل الدولة .

فالموظف يعمل الآن حسب نظم غير موجودة في جميع أنحاء العالم .. فهي نظم اشتراكية عفا عليها الزمن .. فللعامل فيها جميع المزايا بما فيها صعوبة الفصل مهما قصر في عمله .. رغم أن الفصل مطبق في  جميع أنحاء العالم .

 فالعامل يمرض ويتمارض ولا يترك جنازة أثناء العمل إلا شيعها .. رغم أنه في غير وقت العمل يتكاسل عن السير بضع خطوات في جنازة صديقة .

 وقد يقطع العمل بحجة الصلاة ويصلي الفرض وجميع السنن القبلية والبعدية..  ويترك العمل ليحضر الخبز أو يحضر الطفل من عند الجدة أو الحضانة .. وقد يخرج من العمل ليتسوق أو يجلس على المقهى القريب.

وإذا رزق برئيس حازم يواليه بالشكاوي الكيدية التي تجعل وقته يذهب هباء منثورا ً بين الشئون القانونية أو النيابة الإدارية .

وهؤلاء الموظفون يصفهم الناس بأصحاب الناب الزراق أو الأزرق .. يخشاهم الزملاء والرؤساء والجمهور .. وصوتهم مسموع وطلبهم مرفوع .. كل ذلك تحت مسمى "المكاسب الاشتراكية" .

ورغم ذلك حصلوا في عهدي السعيد بلى الذراع على حق الإضراب .. وهو غير موجود حتى في المانفيستو نفسه.. إذ أن من يجرؤ على الإضراب أو التحريض عليه ولو بشطر كلمة .. فجزاؤه الفصل والتشريد .. ولكن بلدنا بلد العجائب.

ولذلك اعتبرنا أن هذه الإضرابات نوع من دلع الموظفين .. وهم جزء من الحكومة وكانوا لا يقصرون معنا في الانتخابات أو الاستفتاءات..  فلهم علينا حق التدليل..  وإذا حان وقت الجد كان من السهل علينا حسم الأمر .

ولكن الإضرابات زادت بصفة ملحوظة وأخذت صفة الروتين اليومي .. وكان من الواضح أنها حين تكتسب زحما ً فيمكن أن يخرجها  ذلك عن حد السيطرة ؟

لا .. لا .. حكام الدول النامية لا يلقون بالا ً لأي تمرد من أهل الدنيا .. لأنهم من السهل استيعابهم بشيء من  لعاعة الدنيا .. لأننا كنا نضحك منهم لأنهم لا يضربون إلا في أوقات العمل الرسمية .. ورغم ذلك يصرفون رواتبهم كاملة بالإضافة .. إلي الحوافز والتوابل والبهارات .. فهؤلاء غالبا ً ما لا يؤيدهم الله في مطالبهم.

ممن كنتم تخشون إذا ً ؟

كنا نخشى من أهل الله .. لأن هؤلاء لهم مطالب محددة لا يطلبونها لأنفسهم خاصة .. ولكنهم يطلبون ما يصلح أمر الناس وما يقربهم إلي الله .. هؤلاء كنا نعدهم عدا ونضعهم تحت أعيننا .

ولماذا لا تحققون لهم مطالبهم ؟

أول مطالبهم أن تعيش كأفقر رجل في الرعية .. وهذا طبعا ً مطلب مستحيل ..بل أن منهم من يطلب من الحاكم أن يعيش كسيدنا على كرم الله وجهه الذي عرض سيفه للبيع ليشتري أزارا ً بعد أن أصبح أزاره لا يصلح حتى في ستر العورة..  وكان يدافع به عن سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ).

 فهل إذا رضيت أنا .. فهل ترضى السيدة زوجتي .. وهل يرضى أولادي بألا يقربوا اللحم حتى يشبع عمي زيدان بتاع القصب.

قد يتساهلون معك في بعض هذه الأمور .

وهل سيتساهلون في تطبيق الشريعة بالكامل دون تدريج .

 أنت وعدت بتطبيق الشريعة في أول ولايتك.. فهل نسيت؟

لا طبعا ً.. لم أنس .. ولكني ربطت ذلك بشرط حين قلت حين تحين  الظروف المناسبة.. وكنت انتظر فرصة مناسبة كي أبدأ!

يا رجل خلال ثلاثين عاما ً في الحكم لم تحن الفرصة..  فمتى تحين إذن.. حين يرم عظمك في قبرك؟

أولا ً: الشريعة الإسلامية لا تصلح للتطبيق إلا في بلاد جميعها من المسلمين كالسعودية وباكستان وإيران وتركيا.

وفي السعودية مطبقة منذ أيام الملك عبد العزيز رحمه الله.. وتعود الناس عليها وأطمأنوا بها.

ولكن لننظر في باكستان حاول الجنرال ضياء الحق تطبيق الشريعة.. وطبقها فعلا ً وحارب السوفيت حربا ً شعواء.. حيث دخلوا أفغانستان وسهل دخول المجاهدين من شتى الدول.. وأنشأ جهازا ً عظيما ً لتسهيل عملهم وهو جهاز المخابرات العسكرية.. ووضع على رأسه رجل يندر مثيله وهو الجنرال عبد القادر آخترخان.. وأشرف بنفسه هو وعبد القادر على البرنامج النووي الباكستاني.. وأنفق عليه بلا حساب.. وهو البرنامج الذي وضع ألف حد لأطماع الهند في باكستان.

بل أن الرجل نجح في الوصول بالصناعات المدنية والحربية الباكستانية لأرقى مستوى.. ونجح في دمج المجتمع الباكستاني المعقد.. والذي يضم السنة والشيعة والشيوعيين والعلمانيين والمتشددين والمدنيين.. وعتاة العسكريين في بوتقة واحدة.

 وذلك كله جعل مخابرات الهند والصين والاتحاد السوفيتي والأمريكان والانجليز أصحاب المجد القديم في تلك البلاد.. والمبشرين من جميع الملل المسيحية يعادون ضياء احق .. ولم يبال الرجل بذلك.

فهل تعرف ما كان يحنقه قبل أن يلقي ربه في تفجير طائرته بصاروخ مجهول المصدر في 17 أغسطس عام 1988م؟!!

ومن أين لي أن أعرف وهل كنت رئيسا ً مثلك؟

كان يعاني من الاتهامات بالخيانة من المجاهدين أنفسهم.. والذي بذل المستحيل كي يقوم معهم بالواجب.

بكوا عليه كثيرا ً بعد الحادث وخاصة بعد أن خلفته السيدة بوتو وفعلت الأفاعيل  بهم .. كي تطردهم من باكستان لترضى الأمريكان.

وماذا يفيده بكاؤهم يا عزيزي؟!!

وماذا استفاد السادات من بكاء من قتلوه وقد حاول أن يطبق الشريعة؟!!.

وكذلك تم خلع النميري من أحزاب دينية وضعت يدها بعد ذلك في أيدي نصارى الجنوب الذين اتخذوهم كباري لتحقيق حلمهم في الانفصال.. وعمل دولة بلا مجهود.

ماذا استفيد أنا من هذا الكلام.. أنت وعدت بتطبيق الشريعة بكامل اختيارك .. وأنت غير مكره .. فلماذا لا تنفذ ما وعدت به؟

أنا لي مبدأ نفعني كثيرا ً أعمل به دائما ً  " الباب الذي يأتيك منه الريح سك واستريح".. وهذا باب يأتي بالزوابع حتى من الإسلاميين أنفسهم.. حيث لا يتفقون على رأي أبدا ً.

وللحديث بقية إن شاء الله في حوارنا مع الرئيس السابق/ حسني مبارك

المصدر: بقلم أ/ صلاح إبراهيم & الجماعة الإسلامية
aliabdallah77

الحمـدلله

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 483 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2011 بواسطة aliabdallah77
aliabdallah77
إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة فالله لا يحابي الجهلاء فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

607,019

لا تنسى ذكر الله

اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ