أقترح مشايخ الأزهر على الفرنسيين بقفل الأزهر وتسميره

فلم يوافق القبطه فقال المشايخ " أكفــــــــــــوا شر دسائسكم ياقبطة "

 

قال الجبرتى المؤرخ فى يومياته فى يوم 27 منه الموافق 20 يونيو 1800م

ذهب سارى عام عسكر عبدالله جاك مينو وقائمقام والأغا وطافوا فى داخله ايضاً , وأرادوا حفر أماكن للتفتيش على السلاح وغير ذلك من دواعى الأمن , ثم غادروه بعد أن أمروا بنقل المجاورين له بنقل أمتعتهم والكتب الموقوفه وإخلاء أروقة الزهر من الساكنين والمقيمين فيها إلى أماك خارج الجامع , وكتبوا اسماء المجاورين فى ورقة وأمروهم ألا يبيت عندهم غريب ولا يؤوا عندهم افاقاً مطلقاً , واخرجوا طائفة من الترك العثمانيين .

وتوجه الشيخ الشرقاوى والمهدى والصاوى فى العصر إلى الجنرال المسلم عبدالله جاك مينوا وطلبوا منه قفل الجامع وتسميره , فقال الأقباط الذين تصادف حضورهم للشيوخ : " هذا لا يصح ولا يتفق " فحنق الشيخ الشرقاوى وقال : " أكفوا شر دسائسكم ياقبطة " وكان قصد المشايخ منع الريبة عنهم (خاصة أنهم لهم سابقه فى تمردهم السابق على نابليون بونابرت ) خاصة أن الزهر واسع ولا يمكن التحكم فيه وبمن يدخله , وربما دس العدو من يبيت فيه , وأحتج الشيخ ليبين حسن نيته تجاه الفرنسيين وحسن نية المسلمين الفقهاء , فوافق الجنرال عبدالله مينوا على طلبهم لأنه يوافق غرضه فى الباطن , وفى الصباح قفلوا الجامع الأزهر وسمروه من سائر الجهات . مدخل الجامع الأزهر كما رسمه الرسام "هادى" فى عام 1800 م

 

الأقباط والضرائب وغرامات الفرنسيين

ويورد المؤرخ المسلم جبرتى ما أمر به الفرنسيين من جمع الأموال والضرائب والغرامات من أهل البلاد وقسوتهم فى ذلك وفى هذا الجزء هو تحليل وتعليق من الموقع  على ما كتبه المؤرخ الجبرتى المسلم عن تصرفات الأقباط فى جمع هذه الأموال ونورد أولاً قوله بتلخيص :

" فى يوم الثلاثاء أول صفر - 24 يونيو 1800م ترك المشايخ وعائلاتهم القاهرة جميعاً فلما رآهم كبار الناس وصغارهم ظنوا أن فى الأمر شيئاً فعزم الكثيريين على ترك القاهرة فأصدر الفرنسيين أوامر بالإستيلاء على أى بيت غادر صاحبة القاهرة فرجعوا ثانية - وقرر الفرنسيين ضرائب وغرامات سماها الجبرتى فردة أخرى قدرها أربعة ملايين ويساوى المليون 186 ألف فرانسة بعد ما قاسوا من الشدائد ما لا يوصف ... ومات أكثرهم فى الحبس وهم تحت العقوبة وخرجوا من بلادهم .. ثم قام الجبرتى بشرح طريقة جمع الفرنسيين من عقارات والأملاك والبيوت "

" وفى يوم السبت 26 من صفر - 19 يوليو 1800 م أفرجوا عن الشيخ السادات وأستولوا عن كل ممتلكاته وأراضية هو وزوجاته وحددوا اقامته وعدم أتصاله بالناس . "

فى يوم 23 يوليو كانت تنهب البيوت بأقل شبهه وتوارى سارى العسكر ولم يقابل احداً وكذلك عظماء الجنرالات وعاملوا أهل البلاد بالذل والهوان وتطاول عليهم الفرنسيين وأعوانهم وأنصارهم من نصارى البلد الأقباط والشوام والأروام بالأهانة حتى صاروا يأمرونهم بالقيام والوقوف عند مرورهم !!!!! ثم شددوا على ذلك حتى إذا مر بعض عظمائهم فى الشارع ولم يقف إليه بعض الناس على أقدامه رجع إليه أعوانه وخدمه وعبيده وقبضوا عليه وأودعوه للحبس عدة ايام بالقلعة ويضربوه , ثم يطلقوا سراحه إذا كان يعرف أحد من الكبار الذين يعرفون الفرنسيين . وأطلق الفرنسيين سراح مصطفى باشا من الحبس وأهدوا إليه هدايا وأمتعه وأرسلوه إلى دمياط فأقام أياماً ثم توفى .

فى يوم 22 أغسطس حتى 19 سبتمبر 1800 م أشتدت أحكام الفرنسيين فى المطالبة بالأموال وعين لذلك رجل نصرانى قبطى أسمه شكر الله فنزل بالناس منه ما لا يوصف , فكان يدخل إلى دار أى شخص لطلب المال الذى عليه ومعه عسكر الفرنسيين والفعلة وبأيديهم القرم فيأمرهم بهدم البيت إن لم يدفعوا المقرر عليهم , وكان يحبس الرجال مع النساء ويدخن عليهم بالقطن .

وفى 20 سبتمبر - 19 أكتوبر 1800 م وأستمرت الأمور تزداد وتضاعف والظلم يتكاثر .. وهدموا مناطق الحسينية وخارج باب الفتوح وباب النصر والمساجد والحمامات والحوانيت والأضرحة ويصدرون أوامر بهدم البيوت ويبيعون المتاع .. وكان يباشر هذه الأعمال النصارى البلدية (المسيحيين اهل البلاد) . .. .. .. وأستملوا البلاد والكفور من القبطة فأملوها عليهم حتى الكفور التى خربت من مدة سنين بل سموا أسماء من غير مسميات . "

وفى يوم الأثنين 3 نوفمبر حتى يوم 18 نوفمبر 1800م سرد الجبرتى طرق دفع الجزية أو الغرامات أو الفردة كما سماها بنفسه إلى الفرنسيين وفى يوم 18 نوفمبر ظهرت شائعة أن الجنرال يعقوب القبطى قد تكفل بقبض المبالغ المالية التى فرضها الفرنسيين على أهالى مصر وسوف يقلد شكر الله ومن معه جمعها وقد وصفهم الجبرتى قائلاً : " ويقلد فى ذلك شكر الله وأضرابه من شياطين أقباط النصارى "

الإنهيـــار الإقتصادى

وأدت سياسة الفرنسيين الضرائبية إلى إنهيار فى التعامل الإقتصادى فى مصر فقال الجبرتى : فراوا أن هذا شئ لا طاقة للناس به من عدة وجوه :

الأول : توقفت الأعمال , وكسدت البضائع , ولم يعد أحد بسافر , وقلت الأموال فى يد الناس , ودفع الناس ما فى أيديهم للفردة التى أمر بها الفرنسيين .

ثانياً : الموكلين بجمع الفردة (الجزية) السابقة وزعوا على التجار وغيرهم , وكل من كان له أسم فى السجلات لمدة سنتين , ذهبت كل أمواله وأفتقر وخلا حانوته (دكانه) وكيسه (محفظته ) فألزموه بشقص (سهم ونصيب يدفعه) وكتب أسمه فى الذين يدفعون بإستمرار وبإلزامه بالدفع ولكن ليس معه ما يدفعه .

ثالثاً : أن الحرف التى دفعت 30 ألفا يجب أن تدفع ثلاثة ألاف أخرى فى السنة مع ان عددهم قل وأغلقت حوانيتهم لفقرهم خاصة بإلزامهم بدفع مليون آخر ففروا من أماكنهم ولم يقدر البعض على دفع ما على كامل الحرفة .

الجنرال عبدالله جاك مينو يطلب فتوى من الشيوخ بشأن المجاذيب

وأرسل سارى عام عسكر الجنرال عبدالله مينو يسأل المشايخ عن الذين يدورون فى السواق , ويكشفون عوراتهم , ويصيحون ويصرخون ويدعون الولاية , وتعتقد فيهم العامة , ولا يصلون الصلاة التى يصليها المسلمين , ولا يصومون , هل هذا جائز فى دينكم , أم هو محرم ؟

فأفتى الشيوخ واجابوه : " أن ذلك حرام ومخالف لديننا وشرعنا وسنتنا " فشكرهم الجنرال الفرنسى على ذلك , وأمر الحكام بمنعهم , والقبض على من يرونه كذلك , فإن كان مجنوناً ربط بالماريستان (مستشفى المجاذيب) .. إما إن كان غير مجنون فليرجع عن حالته أو يخرج من البلد .

رئيس الأطباء الفرنسى يرسل رساله طبية فى علاج الجدرى

وأرسل رئيس الطباء الفرنسى نسخاً من رسالة ألفها فى علاج الجدرى لأرباب الديون : لكل واحد نسخة على سبيل المحبة والهدية , ليتناقلها الناس , ويستعملوا ما أشار إليه فيها من علاج لهذا الداء العضال .. فقبلوا منه ذلك , وأرسلوا إليه خطاب شكر له على ذلك , ويعلق الجبرتى على هذا الخبر قائلاً : " وهى رسالة لا بأس بها فى بابها <!--webbot bot="Timestamp" S-Type="EDITED" S-Format="%m/%d/%y" startspan --><!--webbot bot="Timestamp" i-checksum="13245" endspan --><!--mstheme-->

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 137 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2010 بواسطة ali2011

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

163,515