جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الأهرام 24/5/2008م السنة 132 العدد 44364 عن خبر بعنوان [ النيل يحتضن معبد إسنا ] كتبت: بسمة خليل
واخيرا سيتحرر المعبد من العشوائيات التى تحيط به
معبد إسنا.. أروع معابد العصر البطالمي يحتضن النيل الخالد في قلب الصعيد يحكي تاريخ مصر عبر كل العصور.. بهو الأعمدة في مدخل المعبد عبارة عن صالة من أجمل صالات المعابد الفرعونية علي وجه العموم بالإضافة إلي سقفه الذي يمثل السماء بما تحويه من كواكب وابراج فلكية إلي جانب النقوش الملونة علي جدرانه والتي ترجع للعصر الروماني.. هذا المعبد تحفة معمارية فريدة غاية في الجمال والروعة سيشهد خلال الايام القليلة القادمة اهتماما كبيرا بعدما تزاح من امامه العشوائيات التي شوهت مكانه ليكون علي النيل مباشرة في مرمي البصر للسائحين خلال رحلاتهم بالبواخر النيلية من الأقصر ــ أسوان والعكس.. وحتي يكون بهذه الصورة الرائعة التي لم تكتمل بعد.. كان هناك جهد كبير يحكي صلابة المصريين في حماية التاريخ الانساني فما هو أصل الحكاية..؟
في البداية يقول الأثري عطية رضوان ــ رئيس الادارة المركزية لاثار مصر العليا انه قبل البدء في تطوير وتوسعة حرمه المعبد استوجب العمل سحب المياه الجوفية من داخل وحول المعبد لتعقب ذلك عمليات التطوير والترميم منذ عام ونصف العام تقريبا وتم تخفيضها بما لا يضر المعبد اطلاقا حيث تم تكثيف الجهود وعمل دائرة حوله لتوسعة حرمة المعبد وتقليل نسبة المياه الجوفية من خلال عمل مستويين لسحبها علي أن يكون المستوي الأول أسفل المعبد والثاني فوق سطح الأرض في الشوارع المحيطة به لمنع تسرب المياه التي تؤدي إلي تآكله مؤكدا بأن ارتفاع المياه الجوفية داخل المعبد يرجع لاكثر من سبب أهمها قناطر إسنا التي رفعت منسوب المياه عن الحد الطبيعي, بالإضافة إلي مياه الرشح من الحدائق المجاورة ومياه الصرف الصحي
إزالة العشوائيات
ويضيف رئيس الادارة المركزية لاثار مصر العليا أنه يعقب تلك المرحلة إزالة كافة المباني العشوائية المحيطة بالمعبد من كل الاتجاهات وذلك من خلال التفاهم مع أصحابها بعد حصرها بواسطة هيئة المساحة لتحديد قيمة كل منزل وتدبير المبالغ المالية اللازمة لهم بمعرفة المجلس الأعلي للآثار.
ويعقب تلك الخطوة إقامة حفائر للكشف عن بقايا المعبد الموجودة أسفل المباني منذ مئات السنين علاوة علي إعادة تنسيق مدخل المعبد والشارع المؤدي له والذي توجد به مجموعة من البازارات السياحية والعمل علي تحديثها لتكون صورة مشرفة امام السائحين بالإضافة الي تطوير الميناء والمرسي النهري لكي ترسو عليه المراكب السياحية التي تنقل الزوار اليه, وكذلك توحيد ألوان المباني المجاورة للمعبد مثلما حدث في معبد إدفو وترميم البيوت الموجودة في الطريق المؤدي للمعبد والمناطق المحيطة به, مشيرا إلي أنه تأتي بعد ذلك مرحلة الترميم الدقيق وفيها يتم التخلص من الاملاح المترسبة علي جدران المعبد نتيجة تراكم المياه الجوفية فيتم تنظيف النقوش والجدران وإعادتها لطبيعتها الأولي من خلال إزالة طبقة الاملاح والغبار المتراكمة عبر الزمن باعتبارها مرضا لابد من التخلص منه ومعالجته وبالفعل تم نزع المخلفات واثرها العالقة من الجانب الأيمن للمعبد ويجري استكمال باقي جوانبه, مشيرا الي ان عملية الترميم تمت بمعرفة فريق متخصص مصري خالص حاصل علي دورات تدريبية في هذا المجال.
قدس الاقداس اسفل المباني
ويضيف الدكتور خالد عبد الهادي خبير الأعمال الهندسية والترميمات والآثار ان مشروع توسعة حرمة المعبد يعتبر خطوة مهمة أن امتداد المعبد الطبيعي يوجد اسفل مبان موجودة حاليا خلفه لذلك يظهر لنا الجزء الامامي فقط أما قدس الاقداس فمازال أسفل المباني الخلفية ويرجع ذلك لان منسوب ارضية المعبد كان يساوي منسوب ارضية المدينة الاثرية القديمة اما منسوب المدينة الحديثة أعلي من منسوب أرضية المعبد بنحو8 أمتار وبالتالي لا يظهر المعبد من معظم الزوايا موضحا ان المعبد منذ نشأته مرتبط بالنيل مما يجعله في مرمي بصر الزائرين.
سحبنا المياه الجوفية
ويقول المهندس وعد ابو العلاـ مدير الادارة الهندسية لاثار مصر العليا والمشرف علي مشروع سحب المياه الجوفية ـ منذ عام ونصف العام تقريبا حيث بدأنا العمل في سحب المياه الجوفية من داخل معبد إسنا وذلك من خلال عمل دراسة بواسطة مركز البحوث التابع لوزارة الري وشملت عمل طلمبات غاطسة علي النيل مباشرة لسحب المياه وتخفيض منسوبه, موضحا أن هذا الحل دائم وليس مسكنا وفقا لمتطلبات الآثار ويبقي التنسيق مع المحافظة.
الطابع الفرعوني
ومن جانبه اكد السيد مجدي أيوب ـ محافظ قنا ـ أن المرحلة الاولي لتطوير المعبد تستهدف خفض منسوب المياه الجوفية وذلك بتكلفة خمسة ملايين جنيه بالاضافة الي ازالة العشوائيات والتعديات حول حرم المعبد باستثناء المسجد العتيق المجاور للمعبد لما يمثله من قيمة اثرية الي جانب إزالة جميع الاكشاك الخشبية والبازارات العشوائية بالمنطقة واستبدالها بمجموعة بازارات ذات طابع فرعوني يتناسب مع الواجهة الحضارية للمعبد.
حديقة دولية
ويضيف محافظ قنا انه يجري حاليا وضع معبد اسنا علي الخريطة السياحية وتسويقه عالميا خلال عام بعد الانتهاء من توصيل الكهرباء له ودخولنا في مرحلة الصوت والضوء بكل لغات العالم التي تحكي قصة المعبد ولانه يعد من أهم المعابد في منطقة جنوب الصعيد, مشيرا الي انه من المقرر إقامة مرسي آخر بالتنسيق مع وزارة الري والموارد المائية ينتهي العمل فيه خلال الفترة المقبلة لاستيعاب الاعداد الكبير من العائمات والبواخر السياحية بالاضافة الي الهويس الجديد في قناطر إسنا والذي أوشك علي الانتهاء سيساعد علي تطوير السياحة بالمنطقة خاصة انه يسمح حاليا بمرور وحدتين ملاحيتين في وقت واحد مما يؤدي الي القضاء علي تراكم العائمات السياحية انتظارا للمرور من قناطر إسنا.
.. وتبقي لنا كلمة.. التطوير والتحديث بمعبد إسنا يتم علي قدم وساق مطلوب وبصورة عاجلة إقامة البازارات خلف المعبد حتي لا تعوق رؤية وحركة السياح علي ان يكون مسار الخروج في اتجاه يتم وضع البازارات السياحية فيه حتي يتمكن السياح من التسوق بعد الانتهاء من جولتهم داخل المعبد بدلا من الباعة الجائلين في الشارع الضيق الذين يحاولون جذب السائح في كل اتجاه باعتبارها وسيلتهم الوحيدة لأكل العيش!
ساحة النقاش