متحف التراث البدوي بالعريش يعيد سرد قصة البادية على الطريقة المصرية

يضم مقتنيات يصل عمرها لأكثر من مائة عام

العريش (مصر): يسري محمد

تعد مقتنيات متحف التراث البدوي بالعريش، سردا لقصة البادية على الطريقة المصرية.. من هناء جاءت أهمية المتحف الذي لا يحظى بكثير من الشهرة بعد أن فكر فيه لأول مرة موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي إبان احتلال إسرائيل لسيناء، في محاولة لسرقة تراثها ونسبته للتاريخ اليهودي، عندما قام بجمع مقتنيات التراث البدوي من سيناء، وأقام بها متحفا بمدينة بئر سبع.

ويضم المتحف التراث البدوي مقتنيات يصل عمرها إلى أكثر من مائة عام، وتعبر عن كل مظاهر الحياة البدوية من أدوات طعام وزينة وأعشاب تستخدم في التداوي.

وقال كمال الحلو، رئيس جمعية متحف التراث السيناوي التي أقامت المتحف وتتولى الإشراف عليه، إن العمل على إقامة المتحف بدأ فور عودة سيناء إلى الإدارة المصرية. وأضاف أن مقتنيات المتحف تم جمعها من أهالي سيناء في الصحراء والمدن كتبرعات، مشيرا إلى أن بعض المقتنيات الموجودة بالمتحف يصل عمرها إلى نحو 100 عام، من بينها سيف مصنوع من الفضة المصقولة هو أقدم المقتنيات الموجودة داخل المتحف، وقد تم الحصول عليها من أحد مواطني سيناء من دون مقابل.

ويضم المتحف عددا من الأقسام أهمها قسم العمارة، ويضم نموذجا لبيت الشعر البدوي، ونماذج للبيت العرايشي في مراحل تطوره المختلفة، كما يضم نماذج للكليم اليدوي المنسوج والمرقوم والنول البدوي الأرضي الذي يستخدم في صناعة الأكلمة.

وأشار الحلو إلى وجود نماذج لبعض المنازل التي تعود إلى عام 1948، حيث كان المنزل عبارة عن دور أرضي مبني بالطوب اللبن. ويضم المتحف قسما للأزياء والحلي يحتوي على نماذج مختلفة من الأثواب البدوية المطرزة والمشغولة، كذلك نماذج من الأقنعة وأغطية الرأس، وأدوات الزينة المطلية بالذهب والفضة والكهرمان والخرز. كما يضم هذا القسم نماذج من البراقع والواقيات المحلاة بقطع من الذهب والفضة بقطع من الذهب والفضة والمعدن.

وعن الأثواب البدوية داخل المتحف قال الحلو إن عمر بعضها يصل إلى نحو 90 عاما، وإنها يتم الحفاظ عليها من خلال تبخيرها بالمتحف القبطي بالقاهرة كل خمس سنوات.. مشيرا إلى وجود عدد كبير من الأثواب البدوية داخل المتحف تعبر عن مختلف القبائل والأزمنة التاريخية بسيناء.

وعن أنواع الخيام الموجودة التي يعرضها المتحف والموجودة في المجتمع البدوي قال الحلو إنها عادة تضم حجرتين واحدة للرجال والأخرى للسيدات، وهناك أيضا بيت الشعر، ويقام من شعر الماعز لأنه لا يحتفظ بالماء، وتكون للبيت تسعة أعمدة موزعة على أركانه، منها المقدم والواسط والماضر والسيد والعامر والظافرة.

ويضيف أنه توجد داخل البيت «القفرة»، وهي عبارة عن فرشة توضع للجلوس عليها الأرض، وكان بيت الشعر يحتوي أيضا على «الجراب» للنوم بداخله. كما يضم المتحف نماذج «للعناج» وهو عبارة عن قطعة من القماش الأبيض كانت تستخدم للفصل بين حجرتي الرجال والنساء داخل الخيام.

ويضيف مطيع إبراهيم، المدير التنفيذي للمتحف «سجلنا كل ما يهم الحياة البدوية داخل المتحف ومن ذلك (سبوع المولود) وحصلنا على مقتنيات تعبر عن الأدوات المستخدمة خلال الاحتفال به، ومنها (الكابسات) التي يتم الحصول عليها من (الداية) أي القابلة، والكابسات عبارة عن قطعة قماش توضع بداخلها عملات وقرون ماعز صغيرة بشرط أن تكون قديمة جدا، حيث توضع بجوار الأم حتى لا تتعرض لانتكاسة صحية لها أو للمولود. ويعتقد البدو في هذه (الكابسات) كثيرا لدرجة أن القابلة لا تخرجها إلا بعد الحصول على ضمان كبير أو مقابل مصوغات ذهبية لضمان إعادتها مرة أخرى».

ومن أهم أقسم المتحف قسم الطب الشعبي، ويضم نماذج من الأعشاب الطبية التي يتداوى بها المواطن بسيناء وأدوات العلاج بالكي وبعض أنواع الخرز التي تستخدم في علاج بعض الأمراض.

كما يضم المتحف أدوات العلاج بالكي، ومنها «الطابق» وهو عبارة عن مسمر حديد طوله 10 سنتيمترات على الأقل، و«المرود» وهو عبارة عن سلك طويل يستخدم في الكي أيضا. ويزخر المتحف بالكثير من أدوات الطعام، من أهمها «الطواي» وهي تشبه مقلية الطعام و«الهنبه» وهي قطعة خشبية تستخدم لعمل السلطة وتكون مستطيلة الشكل، و«البطية» وهي تستخدم في وضع الطعام لنحو أربعة أفراد و«المنسف»، وهو يستخدم لوضع الطعام في حالة الولائم الكبيرة.

ويضم المتحف أقساما أخرى، منها قسم الأدوات الزراعية وتعرض فيه الأدوات الزراعية التقليدية التي كانت تستخدم في الماضي مثل «القرد» و«الدقران» و«الدراء» و«لوج الراس»، «الهوجان».

وفي قسم الاستماع والمشاهدة يعرض المتحف أفلاما لمختلف ألوان التراث السيناوي من العادات والتقاليد والأسواق الأسبوعية وطريقة تجبير الكسور، وبعض الصناعات الحرفية مثل صناعة الكليم اليدوي، وصناعة العجوة وأشغال الإبرة على الثوب البدوي والقنعة.. فيما تضم مكتبة المتحف مجموعة من الكتب التراثية التي تهتم بالبادية والبداوة والصحراء، وكتبا أخرى عن الرحلات وعن سيناء في ماضيها وحاضرها باللغتين العربية والانجليزية.

وأكد مطيع أن ثقافات المجتمع البدوي لم تتغير لسنوات طويلة بسبب ظروف الاحتلال التي كان فيها المجتمع السيناوي مجتمعا منغلقا. لكن بعد عودة سيناء إلى الإدارة المصرية وانتقال الكثير من المصريين من المحافظات الأخرى للعيش فيها أصبحت أكثر انفتاحا، مما يجعل من المتحف ضرورة لتوثيق تراثها والحفاظ عليه.

 

 

المصدر: الشرق الاوسط
  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 330 مشاهدة
نشرت فى 24 مارس 2010 بواسطة alhassnaa

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

12,289