<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]--><!--<!--

محاضرات في الإعاقة البصرية

إعداد دكتور /طارق معوض

 

الخصائص والسمات للتلاميذ المكفوفين

وطرائق الكتابة والقراءة لديهم

-الكفيف:

وهذه الكلمة مأخوذة أصلاً من الكف ومعناها المنع، والكفيف هو الضرير وجمعها أكفَّاء([1])، ويميل المكفوفون إلى وصفهم بهذه الكلمة لما لها من تأثير نفسي لديهم.

المكفوف من الناحية الطبية:

 

هي " تلك الحالة التي يفقد فيها الفرد القدرة على الرؤية بالجهاز المخصص لهذا الغرض وهو العين، وهذا الجهاز يعجز عن أداء وظيفته إذا أصابه خلل وهو إما خلل طارئ كالإصابة بالحوادث أو خلل ولادي يولد مع الشخص " ([2]).

وهو الشخص الذي تقل حدة إبصاره بأقوى العينين بعد تصحيحها 6/60 متراً أو 20/200 قدماً أو يقل مجاله البصري عن زاوية مقدارها 20° ([3]).

 

 

أولاً : فئات التلاميذ المكفوفين :

يمكن تقسيم التلاميذ المكفوفين تبعا لنسبة كف البصر وزمن حدوثها إلى مجموعتين أساسيتين :

‌أ -  المكفوفون كلياً : وهم المصابون بفقدان تام للبصر، أو حرمان وظيفي للعين، وتكون قوة إبصارهم صفر، وتنقسم هذه المجموعة إلى قسمين :

        1 -    مكفوفون كليا منذ المولد أو قبل سن الخامسة .

        2 -    مكفوفون كليا بعد سن الخامسة.

‌ب -  

6

60

 
المكفوفون جزئياً : وهم المصابون بقصور في حدة الإبصار، فلا تزيد عن        في العين الأقوى بعد التصحيح بالنظارة الطبية أو بقصور في مجال الإبصار ليغطي زاوية لا تزيد عن 20 درجة، وتقدر كمية    المفقود من البصر في هذه بحوالي 80%.([4])

ويتدرج المكفوفون جزئياً تبعاً للتعريف السابق إلى ما يلي :

        1 -    مكفوف يستطيع القراءة بالفونت المتوسط بالنظارة العادية .

        2 -    مكفوف يستطيع القراءة بالفونت الكبير بالمعينات البصرية .

        3 -    مكفوف يستطيع الحركة أو التنقل بمفرده .

        4 -    مكفوف يفرق بين الألوان .

        5 -    مكفوف يفرق بين الأشياء .

        6 -    مكفوف يرى خيالات .

        7 -    مكفوف يرى الضوء .

وقد اتخذ سن الخامسة أساسا لتقسيم فئات المكفوفين استنادا إلى أن الأطفال الذين يفقدون أبصارهم قبل الخامسة من أعمارهم يصعب عليهم الاحتفاظ بصور بصرية نافعة للخبرات التي مروا بها، أما الأطفال الذين يفقدون إبصارهم كليا أو جزئيا بعد سن الخامسة فيكون لديهم فرصة للاحتفاظ بإطار من الصور البصرية بدرجة أو بأخرى .([5])

وتحديد تلك الفئات يعد أمرا" مهما" في إعداد البرنامج المقترح للتعبير الكتابي الوظيفي .

ثانياً : خصائص وسمات التلاميذ المكفوفين :

لقد كرم الله عز وجل المكفوفين ؛ إذ عاتب نبيه محمد r في أمر عبد الله بن أم مكتوم وكان مكفوف البصر حيث جاءه يطلب العلم، فانشغل عنه بأمر نشر الدعوة الإسلامية فنزل في حقه قرآناً

 

إذ يقول الله تعالى : } عَبَسَ وَتَوَلَّى & أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى & وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى { .                              سورة عبس: الآيتان (1-3)

إذ يعتمد الإنسان على حواسه  : (السمع، والبصر، واللمس، والشم، والتذوق) في الحصول على المعلومات والتعرف على البيئة المحيطة .([6]) لإنسان يستمد معلوماته من خلال حواسه بهذا الترتيب من الأدنى إلى الأعلى:

التذوق، اللمس، الشم، البصر، السمع .

ومعنى ذلك أن المعلومات التي يكتسبها الإنسان عن طريق السمع أكبر من التي يكتسبها عن طريق البصر .

وقد أكد الباحثون على أن الإنسان يسمع أكثر مما يقرأ ومما يرى بمراحل كثيرة.

وقد أشار القرآن الكريم إشارات ضمنية إلى مكانة السمع حيث قدم السمع على البصر وحيث إن مادة : س.م.ع في القرآن وردت أكثر من مادة : ب.ص.ر والسنة فيها إشارات إلى ذلك......ومن ذلك وصف الجنة: " فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " .

ففي الحديث ترتيب منطقي من الأدنى إلى الأعلى، ويؤكد ذلك خبرة الباحث الشخصية إذ انه من فئة المكفوفين .

ويشترك التلاميذ المكفوفون مع غيرهم من المبصرين في بعض الخصائص، إلا أن هناك بعض الخصائص التي يتميز بها التلاميذ المكفوفون عن غيرهم من المبصرين، حيث إن كف البصر قد يؤثر على نمو بعض القدرات الأخرى لديه .

ومن هنا فإنه ينبغي على من يعمل مع المكفوفين أن يكون على علم  بأثر كف البصر على قدراتهم حتى يتمكن من أداء مهمته وتزداد كفاءته ([7]).

وفيما يلي عرض للخصائص والحاجات اللغوية المميزة للتلاميذ المكفوفين بالمرحلة الإعدادية والإفادة منها في تنمية مهارات التعبير الكتابي الوظيفي .

        1 -    حاسة السمع :

لما كان السمع ذا مكانة كبيرة ومنزلة خاصة في حياتنا، نجد أن القرآن الكريم قد أولى هذه الحاسة ما تستحقه من أهمية، حيث يقدمه الله - جلت قدرته - على البصر في الآيات التي يرد فيها ذكرهما معا،كما في قوله تعالى : } إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً { .

 سورة الأسراء الآية (36)

والمتأمل لكتاب الله (عز وجل) يجد أن السمع قد تقدم على البصر في سبع وعشرين موضعاً وهذا يدل على أن حاسة السمع أدق وأرهف وأرقى من حاسة البصر([8]).

ولو عرضنا أسماء الله الحسنى مرتبة لوجدنا أن لفظ السميع قد جاء قبل لفظ البصير، وهذا دليل أخر على أن السمع يسبق البصر في العديد من الأمور، وهذا يدل على أن السمع يضارع البصر في الأهمية، بل يفوقه في العديد من الأحوال، كما أن لسان حال الباحث يؤكد هذا وأن معلوماته ومعارفه وخبراته قد استقبلها عن طريق حاسة السمع .

إذ تعتبر حاسة السمع من أنشط الحواس عند الشخص المكفوف، فهو يعتمد عليها اعتمادا كبيرا في إدراك ما يحيط به، وتمثل الخبرة السمعية المركز الأول بين أنواع الخبرات التي يحصل عليها المكفوف إذ إن السمع عنده يختلف عنه عند الشخص المبصر([9])، وكذلك العلاقة بين الصوت ومصدره، لأن إدراك هذه العلاقة يستلزم اتصالاً مباشراً بمصدر الصوت حتى يتيسر للشخص أن يستكشف مصدر الصوت، ولا يتم ذلك إلا بالحركة الحرة التي حرم منها المكفوف، والصوت الذي ينبعث من مصدر لم يلمسه ولم يتحسسه لا يعني شيئا بالنسبة له، ونستطيع أن نقول إن السمع يعطي فكرة عن مقدار بعض الشيء واتجاهاته ولكنه لا يعطى أية معلومات عن طبيعة هذا الشيء وفائدته الأساسية، وبذلك فإن فائدة السمع بالنسبة للشخص المكفوف تنحصر في تفهم المعلومات الشفوية ([10]).

وإذا كانت هذه الحاسة بهذا القدر من الأهمية، فالأقل تقديراً أن نعتني بها، وندرب التلاميذ المكفوفين على استخدامهم للأصوات المختلفة بكفاءة في حياتهم المدرسية والثقافية والاجتماعية حتى نساعدهم في زيادة الثروة اللغوية لديهم والتي عن طريقها يستطيعون التعبير عن أفكارهم بأسلوب جيد

 

        2 -    حاسة اللمس :

تتم عملية اللمس عن طريق الجلد الذي يحتوى سطحه على مستقبلات عديدة تمكن التلاميذ المكفوفين من الإحساسات العديدة لاستقبال المثيرات المتنوعة لإعطاء حقائق عن العالم الملموس كالسخونة والبرودة والضغط والألم وطبيعة الملمس وحجمه وغير ذلك .

يطلق الإحساس باللمس على جميع الأعضاء التي تحس بأثر الطرف الآخر عن طريق الحس كالشم والتذوق باللسان والأنف والأذن والعينين، ولكن جرت العادة باعتبار سطح الجلد  الذي هو الموضع المعد للإحساس باللمس ([11]).

إذ تمثل هذه الحاسة المركز الثاني لدى المكفوف من حيث قيمتها، فعن طريقها يكتسب الشخص كثيرا من الخبرات الحسية .([12]) وهى الحاسة الأولى لاكتساب المدركات المكانية بالنسبة للأشخاص المكفوفين .([13])، ويزيد أهمية هذه الحاسة أنها تعد مصدراً مهماً من مصادر اكتساب الخبرات، وتعتبر الوسيلة الرئيسة التي يعتمد عليها المكفوفون في الكتابة والقراءة من خلال ما كتب بطريقة بريل .

وقد صممت مانجولد (1977) Mangold برنامجا لتنمية حاسة اللمس عن طريق تعليم الأطفال المبتدئين قراءة بريل، ومن أهم المهارات اللمسية التي يحتوى عليها البرنامج، والتي ينبغي اكتسابها قبل تقديم أبجدية بريل ما يلي :

-         مهارات التهيئة العامة .

-         مهارات التتبع.

-         التنسيق والاستقلالية في استخدام اليدين  .

-         التمييز بين الأشكال المتشابهة والمختلفة ([14]).

إذ يمكن عن طريق تنمية حاسة اللمس اكتساب الكثير من المعلومات، والمعارف، والخبرات التي تكتسب بواسطة القراءة والكتابة بطريقة بريل وكل ذلك يسهم في زيادة الحصيلة اللغوية لدى التلاميذ المكفوفين مما ينعكس بدوره على قدرتهم في عملية التعبير الكتابي .

 

        3 -    النمو المعرفي :

إن التطور الحركي يساهم في تطور الفرد من الناحية المعرفية ؛ لأن الطفل يتعرض للأشياء ويكتشفها فتزداد مهاراته الإدراكية ويتطور لديه مفهوم وجود الشيء والذي يعتبر مرتكزا للمفاهيم اللاحقة، وكلما تطورت اللغة لدى الفرد، ازدادت مفاهيمه ونمت إلى مدى واسع وعميق .

وكلما ازدادت الخبرات الحسية تعلم الفرد وتدرج في المعرفة بطرائق منظمة واستطاع السيطرة على الأشياء المحيطة به وضبطها ([15]).

إذ تقوم حاسة البصر بدور مهم في النمو المعرفي للفرد، فهي مصدر مباشر ومستمر للمعلومات الدقيقة عن الأشياء في البيئة، هذا بالإضافة إلى ما يؤديه البصر من دور كبير في قياس حواس السمع واللمس وإمداد الفرد بالمعلومات ([16])، فمن الطبيعي أن يقوم كف البصر  بدور في تقييد هذا المصدر المباشر للمعلومات مما يعنى تأثيره على النمو المعرفي للتلاميذ المكفوفين ([17]).

وقد حدد لونفيليد (1981) Lowenfeld ثلاثة محددات أساسية للنمو المعرفي للمكفوفين وهى:

     1-       محددات ترتبط بتنوع الخبرات ومداها .

     2-       محددات ترتبط بمجال الحركة والتنقل .

     3-       محددات ترتبط بإمكانية ضبط البيئة والسيطرة عليها ([18]).

وهي نتيجة منطقية لأن ما تراه العين وما تستطيع إدراكه أوسع مما تستطيع الحواس الأخرى معرفته، لذلك تكون حصيلة المبصرين من المعلومات أغنى منها لدى المكفوفين، ولكن عند إعطاء المكفوف الخبرات الملائمة والمناسبة لطبيعة كف البصر والوقت الكافي للإفادة من هذه الخبرات فانه سوف يكتسب المفاهيم نفسها والمهارات المعرفية مثل المبصرين ([19]) .

ومن خلال قدرة المعلمين علي استثارة التلاميذ يستطيع التلاميذ المكفوفون أن يتقدموا في نموهم المعرفي بمعدل يقترب كثيراً من معدل النمو عند التلاميذ المبصرين، كما يسهم في إكسابهم للمعارف والمفاهيم اللغوية .

إذ يمكن عن طريق توفير الكتب والمراجع المكتوبة بطريقة بريل، والمسجلة على أشرطة تسجيل، وتوفير الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل " الحاسوب الناطق، والأنشطة التربوية مثل (الرحلات، الزيارات، الندوات، المحاضرات، المسابقات اللغوية)، وغيرها التمكن من المهارات المعرفية للتلاميذ المكفوفين والتي تسهم في تنمية مهارات التعبير الكتابي الوظيفي لهم.

 

4-النمو اللغوي للتلاميذ المكفوفين :

 

 النمو اللغوي العام للتلميذ المكفوف يبدو مكافئاً للنمو اللغوي للتلميذ المبصر، فمن النادر أن نجد تلميذاً مكفوفاً متمتعاً بحاسة سمع جيدة ولم ينم لديه التواصل اللفظي، فغياب البصر لا يعتبر حاجزاً كبيراً أمام نمو اللغة والكلام ([20]).

اللغة بالنسبة للتلميذ المكفوف تصبح مصدراً للاستثارة الذاتية بدرجة أكبر مما لدى التلميذ المبصر ([21]).

كما أنها وسيلة مهمة من وسائل الحصول على المعرفة.([22]) فالتعبيرات اللغوية التي يتم تصويبها تفرغ من المحتوى بالنسبة للتلميذ المكفوف، إذ قد تكون نتيجة مباشرة لنقص في التعبير اللفظي نحو الشيء ([23]).

وجدير بالذكر أن كف البصر لا يؤخر النمو اللغوي للمكفوف أو يعوق قدرته على استخدام اللغة، ويؤكد ذلك نتائج تطبيق اختبارات الذكاء اللفظية على المكفوفين من أنهم لا يختلفون في مستوى الأداء اللفظي عن المبصرين، وأيضاً ما أظهره اختبار الينوي Illinois test للقدرات النفس - لغوية بين المكفوفين والمبصرين ([24]).

كما يضيف أصحاب هذا الرأي أنه إذا كان الإدراك السمعي يعد المدخل الحسي الرئيس الذي يتعلم التلميذ من خلاله اللغة فإن كف البصر لا يعوق قدرته على توظيف اللغة، فالمكفوف قادر على سماع اللغة، بل يكون أكثر تحفزاً ودافعية من المبصر لاستخدام اللغة ؛ لأنها وسيلته الرئيسة في الاتصال بالآخرين إذ يكتسب التلاميذ المكفوفون اللغة عن طريق الاستماع (السمع)، والتحدث (النطق)، والقراءة (اللمس)، والكتابة بطريقة بريل .

ويتسم التلميذ المكفوف ذو الذكاء الطبيعي بالقدرة على إجادة التعبير، فهو يجد في الحديث طريقة للتعبير عن ذاته وسط الجماعة، كما يحب الألعاب التي تستخدم اللغة([25]) .

مما سبق يمكن القول بأن كف البصر لا يعد معوقاً للنمو اللغوي للتلميذ المكفوف، وأنه ليست هناك فروق ذات دلالة إحصائية في النمو اللغوي بين المكفوفين والمبصرين كما ثبت من دراسة جارتون (Garton) ([26])، توبن (Tobin) ([27])، وأن الهدف الأساسي الذي يجب أن نسعى إليه هو إتاحة الفرصة للتلميذ المكفوف لاكتساب الخبرات والاحتكاك بالبيئة مما ينمي لديه الثروة اللغوية المناسبة لمرحلته العمرية، وتنمية قدرته على التوظيف الأمثل للغة .

ومن ثم يستطيع المكفوف أن يحقق نجاحا في التفاعل الاجتماعي سواء في المواقف التعليمية أو المواقف الاجتماعية العامة .

إذ يجب العمل على تزويد التلاميذ المكفوفين بالمفردات والمرادفات اللغوية وتنمية حصيلتهم اللغوية، وتزويدهم بالفنون اللغوية المختلفة وذلك من خلال القراءة بطريقة بريل والاستماع للكتب الناطقة، والاستماع للمذياع، والاستفادة منها في اكتساب مهارات التعبير الكتابي الوظيفي .

 

5-القدرة على التخيل والتصور :

    ينقسم الباحثون إلى فريقين فيما يتصل بالقدرة على التصور البصري لدى المكفوف، فيذهب فريق إلى أن المكفوف رغم عجزه عن الرؤية قادر ببصيرته أن يرى الأشياء ويصفها بدقة شأنه في ذلك شأن المبصر، ويستند هؤلاء فيما يذهبون إليه على ما يقدمه المكفوفون من بعض ضروب الوصف التي تحتاج للرؤية مما يعجز عنه بعض المبصرين أحياناً وهذا ما قاله بشار بن برد الشاعر المكفوف يصف فلول الجيش والتقائه مع العدو وانتصاره .

وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى
.

 

وبالشوك والخطى حمر ثعالبه

غدونا له والشمس في خدر أمها

 

تطالعنا والظل لم يجر ذائبه

يضرب يذوق الموت من ذاق طعمه

 

ويدرك من نجى الفرار مثالبه

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا

 

وأسيافا ليل تهاوى كواكبه([28])

ومما سبق يتضح أن للمكفوفين تصورهم الخاص بهم، والذي يحاكي تصورات المبصرين، إن لم يفوقهم في بعض التعبيرات الوصفية والحسية، وهذا يؤكد على أنه ليس للمكفوفين لغة أو مفردات تخصهم كما يشيع لدى البعض .

أما القدرة على التخيل فهي تنقسم إلى عمليتين متميزتين : الأولى عملية استرجاع الصور الحسية في الذهن، والثانية : عملية ربط هذه الصور بعضها البعض لتكوين صور ذهنية جديدة ([29]).

وتؤكد الدراسات أن كف البصر يسبب بعض القيود على الخبرات التخيلية وعلى الخبرات بوجه عام، وتختلف هذه القيود تبعاً لنوعية المكفوفين، إذا كان مكفوفا كلياً من المولد أو إذا كان كف البصر بالتدريج .

وتؤكد سميرة أبو زيد أن المكفوفين من المولد ليس لديهم القدرة على التصور البصري، نظراً لأنه لم يسبق لهم أن مارسوا إحساسات بصرية، أما أولئك الذين فقدوا البصر بالتدريج فإنهم يمتلكون قدراً من التصور البصري يتفاوت طبقاً لسن حدوث الإصابة بكف البصر، ولعوامل أخرى تتعلق بثراء التجارب والخبرات التي اكتسبوها في فترة حياتهم ([30]).

إن المكفوفين ولادياً والذين يفقدون أبصارهم في فترة مبكرة من حياتهم بحيث لا تكون لديهم أية ذاكرة بصرية لا تتكون لديهم أية أفكار حقيقية عن الألوان، ومن هنا يكونون أفكاراً بديلة عن الألوان تقوم على ارتباطات لفظية وحسية وعاطفية- على سبيل المثال - يسمع المكفوفون الأشخاص الآخرين وهم يتحدثون عن زرقة السماء ؛ ولذلك فان جميع الاحساسات المختلفة والانفعالات المرتبطة بالجو المعتدل اللطيف تبنى فكرة بديلة عن اللون الأزرق ([31]).

ولذا فإن كل ما يكتسبونه من صفات الألوان يعد جزءاً من الثروة اللفظية الاجتماعية التي يحتاجون إليها لتسهيل التواصل مع مجتمع المبصرين والتي تسهم في مساعدة التلاميذ المكفوفين على كتابة موضوعات التعبير . ولذا فمن الضروري على معلم اللغة العربية للتلاميذ المكفوفين أن يقدم لهم أنشطة متعددة تثير تخيلاتهم، وتعمل فكرهم حتى يستطيعوا أن يعبروا عما تخيلوه بأسلوب جيد، كما يمكن الاستفادة من بقايا الإبصار  لدى بعض التلاميذ المكفوفين في تدعيم شبكة المعلومات لديهم عن طريق زيادة تفعيل الأنشطة اللغوية والتربوية التي تزيد من حصيلتهم اللغوية، والتي تسهم في قدرتهم على التعبير الكتابي الوظيفي([32]).

6-الذكاء :

ينقسم الباحثون في تقديرهم لذكاء المكفوفين إلى ثلاثة أقسام، يرى القسم الأول-بدافع التعاطف الوجداني مع المكفوفين - إلى أن ذكاء المكفوف لا يقل عن ذكاء المبصر إن لم يتفوق عليه أحياناً . وهم يستشهدون في غمرة هذه الحماسة ببعض مشاهير العباقرة من المكفوفين في ميادين العلم والفن والأدب، ومن هؤلاء العباقرة (هوميروس) الذي قدم للأدب الإلياذة والأوديسا، وهما من أروع ما قدمته العقول البشرية خلال أجيال طويلة، ومنهم (لويس بريل Louaiss Braille) صاحب طريقة بريل للقراءة والكتابة التي لا يزال يستخدمها المكفوفون ويعوضون عنها فقدهم للبصرويمدنا تاريخ الأدب العربي بأسماء لامعة كان أصحابها مكفوفين أمثال (أبوالعلاء المعرى) الذي أصيب بكف البصر وهو في الثالثة من عمره، وهو يتبوأ في تصنيف الأدباء العرب مكانة مرموقة، وأيضاً (بشار بن برد) الشاعر الكبير، ونجد في أدبنا الحديث الدكتور (طه حسين) وهو يتبوأ في الأدب العربي الحديث ما كان يمثله أبو العلاء قديماً .

وإذا توخينا الدقة، يمكن أن نقول على لسان هؤلاء أن نسبة الأذكياء من المكفوفين أعلى منها لدى المبصرين إذا توفرت لهم الإمكانات . ويؤيد هؤلاء الرأي بدليل غامض، هو أن الله يعوضهم عن كف البصر بذكاء القلب ([33]).

أما القسم الثاني من المهتمين بأمر المكفوفين فيرون أن المكفوفين أقل ذكاءً من المبصرين إذ يرون أن مسألة المقارنة بين ذكاء المبصرين وذكاء المكفوفين يرجع إلى المقاييس المختلفة التي وضعت لقياس الذكاء، وأن المقارنة هي التي تعطى الجواب لهذه المسألة ([34]).

ويرى القسم الثالث أنه قد دلت نتائج دراسة سيد خير الله ولطفي بركات([35]) التي طبقت على عينة من المكفوفين بأن الذكاء العام للفئة الأولى (المكفوفون) أدنى بنسبة غير ملحوظة من الذكاء للفئة الثانية (المبصرون)، أي أن الفرق بين الفئتين فيما يتصل بالذكاء العام فرق يمكن إهماله، أما في قياس المعلومات العامة فقد اتضح من تطبيق الاختبارات الخاصة بهذا المجال على فئتين متماثلتين من المكفوفين والمبصرين، أوضحت بأن المعلومات العامة لدى الفئة الأولى أقل منها لدى الفئة الثانية، وهى نتيجة معقولة بحكم مدى ما تراه العين، وما يتم إدراكه عن طريقها أوسع وأرحب مما يمكن إدراكه عن طريق الحواس الأخرى، ولهذا تكون حصيلة المبصرين من المعلومات العامة أغنى منها عند المكفوفين .

ومن ثم فإنه يتطلب تنمية شخصية التلميذ المكفوف إلى أقصى ما تسمح به قدراته واستعداداته، وتحرير ذكائه بحيث يصبح مرشداً لسلوكه، فيستطيع معالجة مشكلاته، ويسهم في حل مشكلات الجماعة التي ينتمي إليها.

والتعبير الكتابي يسهم في تحقيق ذلك إلى حد بعيد، فهو عامل محفز للذكاء حيث يتطلب التحليل والتوليف ([36])، كما أنه يدفع التلميذ المكفوف إلى جمع المعلومات والحقائق، والاستدلال والاستشهاد والتأييد أو التبرير أو الإقناع، ومن ثم يعمل على إطلاق ذكاء الفرد وتنمية فكره وشحذه وتعميقه، وينعكس ذلك على تصرفاته وسلوكه فيصبح سلوكه سوياً، يفكر بحرية ويناقش بعمق، ويبدي الآراء الرصينة المفيدة .

والتعبير الكتابي الوظيفي يتدرب فيه التلميذ المكفوف على تحديد المشكلة وجمع البيانات المتصلة بها، ودراسة الظروف المحيطة بها، والتفكير في حلها والحكم على الآراء والأدلة التي تفيد في الحل، وتمكنه من استخدام هذه الآراء والأدلة للوصول إلى نتائج مدعمة بالحقائق، وهذا يتطلب تدريب التلاميذ المكفوفين على الملاحظة الواعية لجمع المعلومات، والإفادة من خبراتهم السابقة في الحكم على الأمور .

كما يلقى على عاتق معلم اللغة العربية للتلاميذ المكفوفين أن ينمى مهارات التعبير الكتابي الوظيفي وذلك من خلال إجراء اختبارات لغوية تقيس ذكاءهم وأساليب تقويم مناسبة لهذه الفئة، لمعرفة مدى قدرة هؤلاء التلاميذ على استخدام  مهارات التعبير الكتابي الوظيفي .

7-التفاعل مع البيئة :

تقوم حاسة الإبصار بدور مهم في عملية التفاعل التي تتم بين الشخص وبيئته، لذا تعتبر حاسة البصر وسيلة استكشاف البيئة بمظاهرها الطبيعية والاجتماعية والسيطرة عليها، فالشخص المبصر يستطيع من خلال خبراته البصرية المباشرة وغير المباشرة أن يتعرف على مكونات بيته وأن يحدد مواقع الأشياء واتجاهاتها وعلاقاتها ببعضها وبعض([37])، ويدرك العوائق وتحديد الارتفاعات والانخفاضات، وبالتالي يضمن لنفسه التحرك بحرية وأمان واتزان في بيئته ([38]).

ويؤدى كف البصر إلى فصل الفرد عن البيئة التي يعيش فيها مما يؤثر في نموه النفسي إلى حد ما، ومن الآثار الناجمة عن عدم قدرة المكفوف في السيطرة على بيئته خوفه من مراقبة المبصرين، فإنه يشعر دائما بأنهم يراقبون سلوكه مما يجعله قلقا متوتراً، ولذلك نجده في بعض الأحيان متحرجاً ومتردداً في المواقف الاجتماعية، ويتبين لنا من ذلك أنه كثير التعرض للإجهاد العصبي والشعور بعدم الأمن مما يؤثر على اكتساب مهارات التفاعل مع البيئة ([39]).

إذ ينبغي على معلم اللغة العربية للتلاميذ المكفوفين القيام بالأنشطة التعليمية مثل: (الزيارات، والرحلات، والندوات، واللقاءات مع المسئولين عن البيئة التي حولهم) وذلك لمساعدتهم في معرفة كتابة مجالات التعبير الكتابي الوظيفي كمجال (الرسالة وبطاقة الدعوة، والإعلانات واللافتات، والتلخيص)، وغيرها والتي لها علاقة ببيئة التلاميذ المكفوفين .

ومن خلال الخبرة الذاتية والمعايشة الكاملة للمكفوفين بصفة عامة والمتعلمين بصفة خاصة تبين أنه توجد مجموعة من السمات التي يتسم بها المكفوفون ومن أهم هذه السمات ما يلي:

8-حب الاستطلاع :

عادة ما يكون التلميذ المكفوف محباً للتعرف على كل ما يقع عليه سمعه أو ما يلمسه، ويتضح ذلك في إنصاته لأدق الأصوات ومحاولة التعرف على طبيعتها وتفسيرها، كما يظهر رغبته هذه في الجوانب اللمسية من خلال لمسه وإمساكه للأشياء، ومحاولة التعرف على أبعادها المختلفة، لذا يقع على عاتق معلم اللغة العربية للتلاميذ المكفوفين عبئا كبيراً في مساعدتهم على الإطلاع على الكتابات المختلفة حتى تنمو لديهم الثروة اللغوية، كما يشركهم ويشاركهم في الأنشطة التي تعتمد على الحواس المتبقية لديهم، والتي تسهم في زيادة حصيلتهم اللغوية .

9-النزعة اللفظية :

إن المتعايش والمتفاعل مع المكفوفين يجد أنهم أصحاب نزعة لفظية، أي أنهم "متوقدو العقل، وحاضرو اللسان "، وأنهم قادرون على التوقع لما يلقى عليهم من كلام، وان لديهم رد الفعل السريع والمباشر، كما يمكنهم التلاعب بالألفاظ ريثما يتطلب الأمر، وهذا يرجع إلى : ما يفرضه كف البصر من قصور في التعبيرات بالعين والإيماءات والإشارات، وغير ذلك من الحركات التي تعتمد على الإبصار، فيستعيضون عن ذلك بالتعبيرات اللفظية التي تعوضهم عن كف البصر، وهذا الأسلوب يمكنهم من التواصل مع المبصرين، ومن هنا يأتي دور المعلم بالعمل على تنمية الثروة اللغوية لدى التلاميذ المكفوفين والاستفادة منها في مختلف مجالات التعبير الكتابي الوظيفي مثل: (كتابة الرسالة، والإعلانات، واللافتات، والتلخيص) للتلاميذ المكفوفين .

 

10-الاسترسال :

إن المتتبع للتلميذ المكفوف عندما يكون جالساً " وحده، يلاحظ أنه ساكن وصامت، وهذا يرجع إلى عدم الاستثارة البصرية لديه، فإذا ما أثير من شخص آخر بالتفاعل اللفظي أو الحوار فانه يسترسل في الحديث معه، وفي هذا الوقت يكون قد أدلى بدلوه في شأن الموضوع الذي استثير من أجله، مما سبق ينبغي على معلم اللغة العربية للتلاميذ المكفوفين أن يزيد من الأنشطة التربوية مثل: (المحاضرات، جلسات الاجتماعات، إقامة حوارات بينه وبين تلاميذه، وبين التلاميذ أنفسهم)، حتى يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم وعن مجالات التعبير الكتابي الوظيفي التي تتطلب منهم في جوانب الحياة المختلفة .

11-جماعة الرفاق :

يلاحظ المتتبع لحياة المكفوفين أن جماعة الرفاق لديهم تكون أكثر ما تكون من أقرانهم المكفوفين، وقليلاً ما نجد تلميذاً مكفوفاً له صداقات مع أقرانه المبصرين، وهذا يرجع إلى اختلاف ميولهم واتجاهاتهم، مما يقلل أو يحد من خبراتهم الشخصية، ولذا يجب على معلم اللغة العربية للتلاميذ المكفوفين بث روح الثقة في نفوسهم والتفاعل مع أقرانهم من المبصرين، وذلك من خلال إقامة العديد من الندوات الأدبية، والزيارات، والرحلات، وإقامة مسابقات لغوية بين التلاميذ المكفوفين وأقرانهم المبصرين وخاصة في كتابة مجالات التعبير الكتابي الوظيفي والتي توثق العلاقة بينهم .

12-اللزمات :

عرفت ايشل  Eichel (1978) اللزمات على أنها : " أي حركة متكررة أو روتينية لا تهدف إلى تحقيق أي غرض واضح ملحوظ " ([40]).

وهناك العديد من اللزمات والتي تصاحب بعض المكفوفين في حركاتهم وسكناتهم ومن أهم هذه اللزمات وضع طرف الإصبع في العين، وهز الرأس يميناً ويساراً ومن أعلى إلى أسفل وبالعكس، وقضم الأظافر، وبعض الحركات الاهتزازية العصبية .

وقد ذكرت  Eichelايشل 1979 مجموعة من اللزمات مثل : (الحرمان البيئي، الاستشارة الذاتية، التعويض عن الأنشطة البدنية، النقص في التغذية البصرية الراجعة، التعلم من خلال التكرار، الخلل في التفاعل بين الطفل ووالديه) ([41]).

ولمعرفة الأسباب الكامنة وراء حدوث تلك اللزمات نجد أن بعضها يحدث نتيجة (عملية الاستماع، والانتباه، والإنصات، والتركيز) .

وبعض تلك اللزمات تكون نتيجة لما يفرضه كف البصر من أمراض نفسية وعصبية مثل : (القلق، والإحباط، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي) .

ومهما تكن الأسباب وراء هذه السلوكيات، فان الأبحاث والدراسات قد ركزت على إيجاد الوسائل والإجراءات والبرامج([42]) والاستراتيجيات([43]) التي تهدف إلى الحيلولة دون ظهور هذه السلوكيات بين التلاميذ المكفوفين([44]) وذلك باستخدام برامج التدخل المبكر([45])، أو التخلص منها إن كانت قد استفحلت وذلك بالاستفادة من بعض الاستراتيجيات الفاعلة([46]) كاستراتيجيات تعديل وبناء السلوك ([47]).

وعلى ذلك يجب على معلم اللغة العربية للتلاميذ المكفوفين التغلب على هذه اللزمات، وإبدالها بعادات مرغوبة، وذلك من خلال توجيههم وإرشادهم بما لهذه اللزمات من سلبيات على مظهرهم العام، وذلك بإشراكهم في أنشطة متنوعة وتكليفهم بأعمال إضافية تشغل أوقات فراغهم بتلخيص موضوعات القراءة والقصة، وكتابة تعليقات على حديث مسموع .

 

طرائق القراءة والكتابة لدى التلاميذ المكفوفين :

        1 -    طريقة بريل :

سميت بهذا الاسم نسبة إلى (لويس بريل). وهى عبارة عن نظام للكتابة البارزة يمكن بواسطته أن يتعلم المكفوفون عمليتي الكتابة والقراءة، وفيها يتم تمثيل الحروف من خلال هذا النظام بنقاط بارزة تعرف بخلية (بريل) وتأخذ هذه الخلية شكلا"مستطيلا رأسيا به ست نقاط (2×3) يتكون كل حرف من نقطة أو أكثر . وتتم الكتابة بطريقة بريل من جهة اليمين إلى جهة اليسار، بينما تتم القراءة من اليسار إلى اليمين عندما تقلب الورقة المكتوبة ([48]).

وهذه الطريقة بطيئة في كتابتها وتتطلب جهداً ليس بالبسيط وعلى الأخص بالنسبة لمبتدئ التعلم بهذه الطريقة .

لذا يتطلب تدريب اليدين والأصابع وتنمية القدرة اللمسية للتلميذ المكفوف، وهذا مما يساعده على تصحيح كتاباته بسهولة ويسر

 

        2 -    الآلة الكاتبة البريل (بركينز بريل) :Berkins Braille

تعد الآلة الكاتبة (بركينز) من أفضل الآلات المستخدمة في كتابة بريل، لأنها مصممة بحيث تحافظ على سلامة النقط عند تحريك الورقة إلى أعلى وأسفل، وباستخدامها يتم توفير الوقت والجهد على التلاميذ المكفوفين، كما أ

المصدر: طارق معوض
alghadalmoshreq

قريبا نشر منتديات مؤسسة الغد المشرق

  • Currently 16/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 3560 مشاهدة

ساحة النقاش

مؤسسة الغد المشرق

alghadalmoshreq
مؤسسة التنمية الاجتماعية ( الغد المشرق ) لذوى الاحتياجات الخاصة مؤسسة اهلية لاتهدف للربح تأسست تحت رقم 904 لسنة 2004 بجمهورية مصر العربية بهدف دعم وتنمية القدرات البشرية والمؤسسية خاصة لفئات ذوى الاعاقة والشباب والمرأة فى مجالات التنمية المجتمعية والتعليم والتنمية الاقتصادية وتوجيه سياسة الفرد نحو ايمانه بقدراته ومنها المشاركة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

372,881