الإعاقة السمعية
إن من أفضل الأمور في حياة الإنسان العلم والمعرفة الذي ميز الله به الإنسان عن سائر مخلوقاته . ومن أهم معطيات العلم ما توصل إليه علمائناً في معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الإعاقات المختلفة .
أولاً : أسباب وعوامل الإعاقة السمعية حسب زمن حدوث الإصابة
وتشمل ثلاثة أنواع رئيسية قبل وأثناء وبعد الولادة :
أ – مسببات قبل الولادة : وتشمل الأسباب الخلقية أو الجبلية :
1 – الأسباب الوراثية :
تعتبر الأسباب الوراثية من العوامل الرئيسية للإعاقة السمعية حيث نجد أن حوالي 60 ٪ من حالات الإعاقة السمعية في الطفولة المبكرة مرتبط بالوراثة ولكن يجب التأكيد علي أن زيادة قدرة الإنسان على التحكم في العوامل البيئية والتي لا يمكن فصل تأثيراتها عن الوراثة سوف يؤدي لانخفاض هذه النسبة .
وتشير العوامل الوراثية إلى تلك العوامل والاستعدادات التي تنتقل من الوالدين إلى الأبناء عملية الإخصاب عن طريق الجينات التي تحملها الكرموزومات ، فإذا ما تزوج شخص يحمل كروموزومات تحتوي علي صفات ضعف في خلايا السمع أو العصب السمعي من امرأة تحمل نفس الصفات ، فإن هذا الضعف قد يظهر في الجنين , وقد يؤدي ذلك إلى ولادة طفل معوق سمعياً ، ويحدث ذلك إذا تزوج الرجل إحدى قريباته ( مثل ابن العم وابن الخال .... الخ )
وتظهر الإصابة بالصمم الوراثى منذ الولادة ( صمم أو ضعف سمع ولادى ) أو بعدها بسنوات – حتى الثلاثين أو الأربعين – كما في مرض تصلب عظيمة الركاب لدي الكبار .
ويمكن الحد من هذه الصمم الوراثي عن طريق النصح بعدم زواج الأقارب وفحص الزوجين قبل الزواج .
2 – أسباب خلقية :
مثل إصابة الأم الحامل خاصة خلال الشهور الثلاث الأولى من الحمل بالحصبة الألمانية . أو مرض الزهري ، أو إدمان الأم للمخدرات ، أو تعاطي الأم بعض العقاقير دون استشارة الطبيب كما أن إصابة الأم بمرض البول السكري أو أمراض الكلي والقلب قد يكون له تأثيراً سيئاً علي تكوين الأذن يتمثل في نقص في تكوين الأذن الخارجية أو الوسطي أو العظيمات السمعية مما ينتج عنه صمم توصيلي وهو قابل للعلاج ، ونقص في تكوين الأذن الداخلية ( القوقعة – الخلايا السمعية ) مما ينتج عنه صمم استقبالي عصبي وهو صعب علاجه ، وينبغي التأكيد هنا علي أن شدة الإصابة بالإعاقة السمعية تختلف حسب شدة المرض التي تعرضت له الأم وكمية ا؟لأدوية المعطاة .
ب – مسببات أثناء الولادة
وترجع هذه العوامل إلى ظروف عملية الولادة وما يترتب عليها بالنسبة للوليد وتشمل :
1 – الولادات المتعسرة أو الطويلة :
حيث يمكن أن يتعرض معها الجنين لنقص الأكسجين مما يترتب عليه موت
الخلايا السمعية وإصابته بالصمم
2 – الولادات المبكرة :
وتكون قبل اكتمال قضاء الجنين لسبعة أشهر في رحم الأم مما قد يعرضه
للإصابة ببعض الأمراض نتيجة عدم اكتمال نموه ونقص المناعة لديه .
3 – عدم توافق فصائل الدم في الأب والأم ( R .H ) :
والطفل الأول لا يتأثر بذلك ، بينما الأطفال الذين يولدون بعد ذلك قد
يتعرضون للإصابة ، حيث أن كرات الدم الحمراء تتكسر وينتج عنها وجود
مادة صفراء تترسب في المخ ، وفي المراكز السمعية العليا ، وتؤدي
للإصابة بالإعاقة السمعية
4 – استخدام الطبيب للألأت مثل الجفت أثناء عملية الولادة .
جـ – مسببات بعد الولادة :
وترجع هذه العوامل إلى الإصابة ببعض الأمراض ، والتعرض لبعض الظروف التي قد تؤدي للإعاقة السمعية ، وتشمل :
1 – إصابة الطفل ببعض الأمراض مثل الحصبة ، أو التيفود ، أو الأنفلونزا ، أو
الحمي النكفية ، أو الحمي القرمزية ، أو الالتهاب السحائي ، أو الحمي
الشوكية
2 – زيادة الضغط على الأذن بسبب التعرض للانفجارات الشديدة ، والموسيقي
المرتفعة ، والضوضاء والأصوات العالية .
3 – التعرض للحوادث والإصابات مثل ارتجاج المخ ، أو الصدمات ، أو الصفع
على الأذن ، أو دخول أجسام غريبة في الأذن مثل الحصى والحشرات .
4 – التهاب الأذن الوسطي وما ينتج عنه من خروج صديد من الأذن ، وكذلك
التهاب الأذن الخارجية .
5 – إصابة بعض كبار السن بالصمم ، نتيجة ضمور أنسجة السمع ، وهو ما
يعرف بصمم الشيخوخة .
6 – صمم هستيري وعادة ما يعزي إلى ضغوط انفعالية فقد يفقد الهستيريون
صوتهم ويصبحون صما لأسابيع أو شهور تحت ضغط الصراعات الانفعالية
الشديدة ، وفي هذا النوع يكون دور الأخصائي النفسي والأخصائي
الاجتماعي على قدر كبير من الأهمية في دراسة الجوانب المؤثرة في نشأة
واستمرار هذه الحالة .
7 – فقدان الكلام أو الصمم قد يكون عرضاً من الأعراض المصاحبة للتوحد
الطفولى ، وفى تلك الحالة لا يتكلم الطفل لأنه بلغ في انعزاله التام عن
المجتمع أنه لم يعد يجد ضرورة للاتصال بالغير عن طريق التعبير بالكلام ولا
بأية وسيلة أخري .
ساحة النقاش