رسائلي عـادت
سري النسيم مكروبا
يتخفي حول أوراق الشجر
ونزلت الشمس عن عرشها
تخط أفكار الحياري صور
أعلنت أنها سلمت يومها
وداع من عبر
جلستُ كما حطت طيور
تواسي بهمسها من حضر
أطوي رسائل العمر
خطها علي جبيني القدر
وضعتها علي الطريق في صمت
تزفها نوات المطر
وبعد جهد طويل وإنتظار
سمعت أنات من صبر
صرحت محزوناً كالمجروحين آه آه ......
مستجيراً بالله من خطر
وأفزعني ما رأيت من حولي
أحزان العائدين من سفر
وعلي طريق الوفود
صرخة علي رؤسهم تنادي
يا رعايا نضب الماء عودوا
سبيلكم حطام السدود
وإنكشفت رعود البرق فيها
رأيت شيئاً ليعود
رسائلي عادت بعد أن تاهت عقود
ورسائل أخري معها ليس لها ردود
وبعد صبري علي الأيام
لقيت وجها
قال يا إبنة العم
يوم الهم ممدود
إنكسرت الأقلام في يم
كان رمز الخلود
وضاع الأمل بعد ما تم
تمزقت العهود
وماتت الزهرات في صمت
علي أعناق الورود
وإنحنت براعمها
حتي رأت قدرها في الماء
وعلمت وقتها أنه
لا أمل في البقاء وعادت النجوم تبكي
علي قبورها السماء
وأنا أبحث عن مصير زهرة وضاع اللقاء
ألقوها علي تل الخطايا
بلا أخطاء
صغيرة
تركها قطار الأيام بالعراء
بلا دفء ولا غطاء
إلا شجرة الصبار
منحتها من عطفها ظل
وأسقتها من دمعها دواء
تسمع شكواها ولها عيون
العجيب أنهم قالوا
أنها عمياء
بكت علي أحزانها أعوام
وصار لدمعها خدود
ولما وجدت في نفسها
أن صبرها محدود
نظرت في شرفة الماضي
فزادتها شرود
طوفان الغدر أنهار
ليس لها سدود
وجبال الشر من نار
كلما ذهبت تعود
جلست في أحضان ظل
أعيد بين سكونه خطراتي
أغمضت عيني علي براعم
أقسمت أن سفرنا أتي
وحركة الماء علي قدمي
ذكرتني غدرات موجه العاتي
ضياع الأمل بين أهل
قدر بات علي عتباتي
فبعد قول الحق فيهم
هو القادر علي ثباتي
فلا عم أشفي به كربي
ولا أم تسمي علي خطواتي
ولا عباءة أب بها ألتف
لأخفي في طياتها عبراتي
ولا أخ يحمل عني هماً
ولا يده تقبلت سلاماتي
فما وجدت رداً علي رسائلي
ولا رمزاً يفك لي شفراتي
ولما ضاعت بينهم الرسالة
أضافت الأحزان إلي سماتي
وعند النهار الذي مات في الضمير
جمع من الناس
عيونهم معصوبة
قلوبهم جمر من نسج الغرور
في أياديهم عروض
ليس لها تفسير
علي نواصيهم أوشام
بلا تبرير
أعلامهم منكسه
في قاع الغدير
وجاء المارق
الملك السارق بينهم
يتحضن في قلبه الأشباح
يا جراد بلا صوت
إلزموا جحور الصمت
أصابعي شارات السماح
أنتم مَبَارك الإبل
كل ما حولكم مباح
أنا الصلاح والفلاح والزعيم
أنا بين يدي نهر النيل يسير
كل ما عندي للراكعين حولي متاح
خطبة كئيبة ذهب
ولم يعد بعدها صباح
ومن بعدها سقط النهار
وبكت علي الليل أوتار
أبواب مغلقة خلفها أسوار
كل شئ صار مستعار
وعاش الناس أمواتا
بلا أعمار
علامات كلها أخطار
وصبايا علي أعتاب النار
أصحاب الدار عادوا
صاروا علي الأبواب زوار !
وفي ليل جاء بلا شفق
موسم الألفة قد غرق
أمواجه الغاضبه جاءت
سهم وإنطلق ثم عادت
مخذوله كأنها زيت وإحترق
البحر أمواجه إنحسرت
وكفت عن الحراك
رايات المراكب إنبطحت
تركت بقاياها هناك
أسماكه سلمت نفسها للشباك !
وتفرقت النجوم ساعتها
وصبيه تنشد للهزيمه
كعصفور منكسر ذليل عجوز
فتاة محلولة الشعر
تغني للرموز
أخلاق الناس جمعوها
في خزائنهم كنوز
خانوا العهود علي لسان
من قال لهم يجوز
وتعاهدوا جميعاً علي أن لا أحد
يفــــوز
أتواصوا به ؟!
وإنطمست الحدود
وضاعت البلاد
إنكسر سلم الصعود
وإنجرفت السدود
وليل الأسماء اليوم مفقود
المكان يضيق والليل ينهمر
الفئران حولي تلعق إفرازات المطر
أبواق تنذر بالخطر
شئ طار في السماء سهم وإنشطر
إصبع يشير إلي القدر
وضاعت الرسائل في قصر أحلامي
جروحي تجمدت علي ما فيها من ألم
الأرض ماتت
وتمثال يشير إلي ملامح من العدم
سمعت أنات
صرخة وليد تدوي بين أطلال الندم
أعلنوا الهزيمة
ميادين سقط عن قبابها العلم
رسائلي عادت بعد أن تاهت عقود
ورسائل أخري معها ليس لها ردود
وبعد صبري علي الأيام
لقيت وجها
قال يا إبنة العم
يوم الهم ممدود
إنكسرت الأقلام في يم
كان رمز الخلود
وضاع الأمل بعد ما تم
تمزقت العهود
وماتت الزهرات في صمت
علي أعناق الورود
وإنصرف السحاب
حتي تجاوز الحدود
وظللت أرقب السماء
عسي الله أن يأتيني بالردود
فالأمل معقود ولو مرت العقود ...
أبو هشام عادل عراقي
ساحة النقاش