<!--<!--<!--
أيُّ الشمـــــائلِ في نـــــداكَ تُعـــــابُ ؟
أنتَ الكـــــريمُ ونبعـــكَ الوهّــــابُ
إنْ كــانَ في الصــدقِ المديـــحُ فما أرى
إلاكَ بحـــــراً في العلــــــــومِ يُجابُ
أو كــان يمنحنـــــي الــــوفاءُ تـــودداً
فَلأنْتَ في كَرَمِ العطـــاءِ سحــــابُ
أَمُعلِّـــــــــمُ الأجيــالِ كَـــمْ غـــــذَّيْتَنَا ؟
أدباً شعـــــاركَ مَرْجِـــــــعٌ وكتابُ
يا شمعــــةً تَسِـــــمُ الضيــــــاءَ تألقــاً
في نورهــــا تتفاخــــرُ الأحقـــــابُ
يا حــــاملاً نُبــــــْلَ الرســالةِ صـــــادقـاً
فَلأنْتَ في حَلَـكِ الظـــــــلامِ شِهابُ
روَّيْـــــتَ أحلامَ الطفــولــةِ بالنـــهـى
وصَقَلْــــــــتَ أنفسهمْ وذاكَ ثوابُ
الطفـــلُ عنــــــدكَ وهبــــةٌ وأمــــانةٌ
حِفْـــظُ الأمانـــــةِ مكسِبٌ وطِلاَبُ
والنـشءُ ينـهــــلُ مـــــن علومكَ ما بهِ
تسمــــــــو العقولُ وتزخرُ الألبابُ
غــذّيتَ بالخلـــقِ العظيـــمِ عُقولَهــــمْ
وتَحَقَّـقَـــــتْ بعــــدَ العذابِ رِغابُ
فَهُـــــمُ الــــورودُ العاطـــــراتُ بـروضنا
ومن الــــورودِ تُـــــوَزَّعُ الأطيــــــابُ
يا رافـــدَ الأجيــالِ عِلمـــــــاً ناضـجـــاً
هـــامَتْ به الأعــــلامُ والكتَّــــــابُ
تقضـي الليـــــالي في سهـــادٍ دائــــــمٍ
والعمــــــرُ مـــــاضٍ، والحياةُ سرابُ
وتظـــلُّ تنســــجُ مــن ضِيائكَ مشعـلاً
يهــــــدي البشــــائرَ نــورُكَ الوثَّابُ
تبنــي وتبنــي للحقيقـــــةِ صـــرحَهـا
رُغـــــمَ المصــاعِبِ رأيُكَ الغـــــلاَّب
أبدعـــــتَ فيهـــم عِـــزَةً وشَهــــــامةً
فاخْضَوْضَـَرتْ بخطـــــاهُمُ الأعشاب
سلكــــوا هضابَ الأرضِ في تِسْيارِهِمْ
بـداً ومـا عاقَ المسيــــرَ هضـــــابُ
عَلَّمْتَــهُـــمْ أنَّ الكفـــاحَ مقــــدسٌ
والسيــرُ في درب الكفـــاحِ عــــذاب
وبأن للــوطـــــــنِ الحبيـــبِ كرامـــةً
حَمَلَتْ صفـاءَ دمائِـــها الأعصـــاب
ماذا أعـــــــدِّدُ من هباتِـــــكَ مخلصاً؟
فَلَكَــــمْ تضــمُّ هباتِكَ الأهـــدابُ؟
تعطــي وتوهــــبُ من نَداكَ مُكـــرّماً
كَـــــرَمُ المعلّــــمِ روضةٌ مِعْشــابُ
تلكَ المواسمُ كـــــــم جَنَيْتَ قطافَها؟
فسمـــا القِطــــــافُ وراجَتِ الآداب
فَلأنتَ للنشءِ الصغيــــــرِ بصيــــرةٌ
وَهُـــمُ بقربِـــــكَ إخــــوةٌ وَصِحابُ
العطـــــفُ عِنْدَكَ للصغـــــــارِ أبوّةٌ
والعـــدْلُ عنــــدَكَ جَوْهَـــــرٌ خلاَّبُ
قد بُـــــــورِكَ الغَــــــرسُ الذي روّيتَهُ
خُلْقَــــاً وعِلمَـــاً مــــا عليهِ حِسابُ
وَجَعَلْــــــتَ منْهَجَـــكَ الحنانَ مُوزَّعاً
لا يستـــرُ النهـــــجَ القـــــويمَ نقاب
قَوَّمْتَ طبـــعَ العــــابثين وصُنْتَهُـمْ
ورَدَّدْتَهُـــــــمْ عمــــا يســيءُ فثابوا
وأصبتَ بالرأي الحكيـمِ نفوسَهُــــمْ
فهفـــــوا إليـــكَ وكلُّهمْ أحبــــاب
وَدَفَعْتَهُـــــمْ للأمنيـــــاتِ أعِـــــزَةً
فمضوا كِراماً واسْتَقَامَ نِصَـــــــابُ
ذابـــــــوا بِعطرٍ من وفــــائِكَ عابقٍ
لَكَــــأَنَّ عِطْــــرَكَ جَــــدْوَلٌ ينساب
تِلكَ المبــادئ كم رفعتَ شِعارَهــــا؟
حـــبُّ المبــــادئِ رُغبــــةٌ وطِــــلاب
طــــــوبى لمنْ حَمَــــلَ الأمانةَ راعياً
شَهِــــــدَتْ لـــــه الأقْــوامُ والأتْرابُ
تَتَفاخَرُ الدُنيـــا بِمَنْ عَشِقَ العلـــى
وعلــــى يديـــهِ تُحَطَّـــمُ الأَنْصـابُ
لكأنَّ قَطـــرَ الغادياتِ سبيلــــــــهُ
يسقي العِطَاشَ فَتَعْذَبُ الأَنْخَــــابُ
هو شَمْعَةٌ رَفَّتْ على جفنِ الضُحى
هَلْ يَحجبُ النورَ المشعَّ حِجــــــابُ؟
لَقَبُ المُعَلِّـــمِ فَخْـــــرُ كلِّ رسالةٍ
وَبِإِسْمِــــهِ تَتَفــــــاَخَرُ الأَلقَــــابُ
ساحة النقاش