1- تظاهر أنك أقل الناس معرفة:
يتحدّث المؤلف في هذه الجزئية عن اختبار سوف تجريه على نفسك، ويصفه بأنه ليس سهلاً على الإطلاق وقد تجده غير مقبول، وهو أن تتخيل أن جميع من تتعامل معهم وأن الأشخاص المحيطين بك على قدر من المعرفة والخبرة يفوقك بمراحل، واقتنع بينك وبين نفسك بأن كل هؤلاء الأشخاص سوف يعلّمونك شيئاً مفيداً.. فالسائق الطائش والمراهق سيئ الخلق مثلاً قد وُجدوا ليعلموك الصبر.
وفائدة هذا الاختبار تتمثل في أن تحاول تحديد ما تتعلمه ممن حولك، ولو فعلت ذلك فسيقل شعورك بالضيق والإحباط نتيجة لتصرفات الآخرين وعيوبهم بالفعل.
ويخبرنا الكاتب بهذا المثال قائلاً: افترض أنك في مكتب البريد، ولاحظت أن الموظف يتصرف ببطء متعمداً؛ فعليك بدلاً من الشعور بالإحباط أن تسأل نفسك هذا السؤال: ماذا يحاول أن يعلّمني؟ ربما عليك أن تتعلم كيفية التعاطف؛ فكم هو صعب أن تؤدي وظيفة لا تحبها، أو ربما تتعلم المزيد من الصبر؛ حيث إن الوقوف في طابور يُعدّ أفضل فرصة كي تتخلص من عادة نفاد الصبر، ووقتها ستشعر بالسعادة والمتعة؛ لمجرد أنك قد استوعبت الأمر، واستفدت من كل ما تراه سلبيا أو حاجزا يعوقك.
2- امتصّ غضب الآخرين بإظهارهم على حق:
أما هنا فيطلب منا المؤلف أن نختار بين إما أن نكون سعداء أو على حق، ويخبرنا أنه في بعض الأحيان قد يتعارض أن نشعر بالاثنين سوياً، وهذا لأن كوننا على حق والدفاع عن مواقفنا يستهلك قدراً كبيراً من الطاقة ويبعدنا عمن حولنا؛ فالحاجة لأن تكون على حق أو الحاجة لأن يكون شخص آخر على خطأ تشجع هذا الآخر لأن يتخذ مواقف دفاعية.
ويخبرنا الكاتب بأن نفكر في الأمر: فهل حدث أن فَعَل شخص ما نفس الشيء معك، ثم قلت له شكراً جزيلاً لك على كونك على حقّ وأنا على خطأ.. أو لأن فهمت أنك رائع يا هذا؟! هل تعرف شخصاً قدّم لك الشكر، أو حتى وافقك عندما صححت له الأمور، أو أظهرت صوابك على حسابه؟ كلا البتة الحقيقة هي أننا جميعاً نكره تصحيح الغير لنا؛ فجميعنا يرغب في أن يكنّ الآخرون الاحترام والفهم لمواقفنا؛ فإن إنصات واستماع الآخرين لنا من أهم الرغبات الموجودة في قلب الإنسان، وأولئك البشر الذين يتعلمون كيفية الإنصات للآخرين هم أكثر من يكنّ لهم الآخرون الحب والاحترام، أو من اعتادوا التصحيح للغير؛ فغالباً ما يتجنبهم الآخرون ويبغضونهم.
لذلك حاول أن تُشعر الآخرين أنهم على حق دون أن تقيدهم برأيك، أو تثبت أنك الأحق، دعهم "يفضفضون"، وابتسم لهم، وعندها سترى مدى الحب الذي سيظهرونه لك.
3- اصبر.. فالصبر مفتاح الفرج:
وفي هذه الجزئية يخبرنا الكاتب بأن الصبر نعمة كبيرة أنعم بها الله علينا، ومن الذكاء أن نستغلها؛ فالصبر يضيف إلى حياتنا بعداً من السكينة، ويجعلنا نتقبل الحياة بصدر رحب، ويحكي لنا مثالاً على هذا الصبر، ويقول: لقد حباني الله أنا وزوجتي بطفلتين إحداهما أربع سنوات، والأخرى سبعة، وفي كثير من الأحيان أثناء تأليفي لهذا الكتاب كانت ابنتي البالغة من العمر أربعة أعوام تدخل مكتبي، وتقاطع عملي، وهو ما قد يكون أمراً مشتتا بالنسبة لأي كاتب، ولقد تعلّمت في معظم الأحيان أن أرى البراءة في سلوكها؛ بدلاً من التركيز على الآثار المحتملة لمقاطعتها إياي؛ كأنني لن أتمكن من إكمال عملي، أو أنها سوف تقطع عليّ حبل أفكاري.. وهلمّ جرا.
فقلت لنفسي وقتها: إنها تأتي لمشاهدتي؛ لأنها تحبني وليس لأنها تتآمر ضدي بغية إفشال عملي، وعندما أذكّر نفسي بالبراءة في سلوكها كنت على الفور استحضر شعوراً بالصبر، وكان انتباهي يعود مرة أخرى للحظة الحاضرة، وكنت أتخلص من أي ضيق يكون قد أخذ في التراكم، وكنت أذكّر نفسي بمدى حظي أن يكون لي مثل هذه الطفلة الجميلة.
4- عوّد نفسك على الصبر:
وفي هذه الجزئية يخبرنا الكاتب ببعض النصائح التي تمكّننا من أن ندرب نفسنا ونتعود على الصبر؛ فيقول: بإمكانك أن تبدأ بقدر ضئيل من الوقت كخمس دقائق مثلاً، وأن تبني قدرتك على الصبر مع مرور الوقت، ولتبدأ بأن تقول لنفسك: حسناً، في الخمس دقائق القادمة لن أسمح لأي شيء يضايقني، وسوف أكون صبوراً.
ويخبرنا أن حياة كل شخص فينا مليئة باختبارات وتدريبات ستساعده على تمرين الصبر، ويجب أن يقبل الاختبار والتحدي؛ حتى يشعر بالسكينة والسعادة في حياته، ويستطيع وقتها أن ينظر للأمور بمنظور الصائب، ويضع كل موقف يتعرض له في المكانة التي يستحقها؛ فلا يهوّل أو يتفّه من شيء..
5- ابدأ بإظهار الحب:
في هذه الجزئية يخبرنا الكاتب بأن نتيجة سوء الفهم أو المشاحنات التي تحددث سواء داخل علاقات العمل أو العائلة، يتسبب عنادنا في أن ننتظر من الآخر دائماً الكلام أو حتى إلقاء التحية أو إظهار مشاعر الحب، وهو في الغالب الذي لا يحدث مما يزيد من مشاعر الكره والأمور تعقيداً.
ويخبرنا الكاتب بمثال على هذا، ويقول: إحدى معارفي -التي لم تكن صحتها على ما يرام- أخبرتني ذات مرة بأنها لم تتحدث مع ابنها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وعندما سألتها لماذا قالت لي إنها وابنها لم يكونا متفقين حول اختيار زوجته، وأنها لن تتحدث إليه مرة أخرى؛ إلا إذا حدّثها هو أولاً، وعندما طلبت منها أن تكون الشخص الذي يأخذ بزمام المبادرة، رفضَتْ ذلك تماماً، وقالت: لا يمكن أن أفعل ذلك؛ فهو الذي يجب عليه الاعتذار.. لقد كانت في الحقيقة تفضل الموت على أن تبادر بالحديث إلى ابنها، ومع ذلك بعد قليل من التشجيع، قررت أن تكون هي البادئة بالحديث، وقد اندهَشت عندما وجدت ابنها ممتناً لها لأنها بدأت بالاتصال به وقدم لها اعتذاره.
ففي مثل هذه الحالات عندما يقوم أي شخص (ويفضّل أن يكون كل شخص داخل الصراع) بزمام المبادرة للصلح وإظهار الحب للآخر، سيكون الجميع وقتها الفائز، أما إن عاند كل واحد وانتظر من الآخر أن يبدأ هو أولاً فستزيد البغضاء والكراهية، وتزيد الأمور التافهة كبراً.
ساحة النقاش