الحمد لله ذي العرش المجيد والبطش الشديد المبدئ المعيد الفعال لما يريد المنتقم ممن عصاه بالنار بعد الإنذار بها والوعيد ، المكرم لمن خافه واتقاه بدار لهم من كل خير مزيد .
أما بعد فإن الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه وبين لهم الطريق المستقيم الموصل لرضاه وحذرهم من مخالفة أمره وعصيانه فكلنا خلق الله خلقنا جل وعلا لعبادته سبحانه فالذي يطيع حقق السعادة في الدنيا والآخرة والذي عصاه ناله الشقاء في الدنيا والآخرة وكان مصيره إلى النار .
حذر القرآن من النار فقال جل وعلا(واتقوا النار التي أعدت للكافرين)) آل عمران 131
وكذلك السنة حذرت منها حتى نتعرف عليها ونبتعد عنها .
فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول(أنذرتكم النار،أنذرتكم النار)) حتى لو كان رجل في أقصى السوق لسمعه وسمع أهل السوق صوته وهو على المنبر.
رواه أحمد
وعن عدي بن حاتم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (اتقوا النار وأشاح ثم قال :اتقوا النار وأشاح ثم قال :اتقوا النار ثم أعرض وأشاح حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال:اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة.))
خرجاه في الصحيحين
وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال(إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيها ، فأنا أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها ))
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : لما أنزلت هذه الآية ((وأنذر عشيرتك الأقربين)) دعا الرسول الكريم قريشا فاجتمعوا فعم وخص وقال))يا بني كعب بن لوئي أنقذوا أنفسكم من النار ،يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار،يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار،يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار،يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار،يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار،يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أغني عنك من الله شيئا.))
وكان رسولنا الكريم كثيرا ما يستعيذ بالله من النار وكان من أكثر دعائه اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
فهذا حاله صلى الله عليه وسلم وحال الصحابة الكرام من بعده وحال الصالحين من بعدهم فكلهم يخاف من النار لكن الخوف المقصود يكون نافعا ودافعا للعمل المنجي من النار نعوذ بالله منها .وفي صحيح مسلم عن الرسول صلى الله عيه وسلم قال))والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.))
النار للعصاة من الثقلين فالنارعظيمة حتى النار في الدنيا تخاف من نار جهنم . وقد تكاثرت النصوص في أن البكاء من خشية الله يقتضي النجاة منها والبكاء من نار جهنم هو البكاء من خشية الله. قال صلى الله عليه وسلم( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع.)) صحيح أخرجه النسائي والترمذي.
مكان جهنم نعوذ بالله منها : عن ابن عباس قال :الجنة في السماء السابعة ويجعلها الله حيث يشاء يوم القيامة وجهنم في الأرض السابعة .وسأل علي مرة يهودي :أين النار ، فقال:تحت البحر.قال :صدقت ،وقرأ((واذا البحار سجرت )) ثم قرأ(( والبحر المسجور))
وفي سنن أبي داود عن الرسول صلى الله عليه وسلم)):لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا))
نشرت فى 28 يوليو 2011
بواسطة alfaresmido
الفارس أحمد عطا
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
116,098
ساحة النقاش