<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

إستراتيجية مهمة من أخطر الإستراتيجيات التي اعتمدها الغربيون وعملوا بها، فحققوا بها الكثير من التحولات والنجاحات في حياتهم؛ حيث يمتلك الإنسان منظومة متكاملة من مفاهيم وأسس ومبادئ تحقيق النجاح في حياته يعتقد بها ويعمل بها ولها، فيحسن إستغلال طاقاته وملكاته كما يحسن توجيهها في الإتّجاه الصحيح. تبناها أعلام الإدارة الغربية الحديثة وعلى رأسهم: ستيفن كوفي، وبرايان تراسي، وتشارلز جارفييلد وآخرون، كثيرون ممن أسهموا بشكل كبير في تطوير وريادة الإدارة الغربية؛ أعني بالفعل الحضارة الغربية الحديثة فلا حضارة بلا إدارة.
- المفهوم الأوّل:
إنّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بقدرات عجيبة، وطاقات كامنة، وإمكانات واسعة إذا أطلق لها العنان وسخرها لتحقيق أهدافه في الحياة، فإنّه بذلك يستطيع أن يفجر طاقاته، ويصل إلى أفضل مستوياته الإيمانية والأخلاقية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية والإبداعية. وإذا أهمل هذه القدرات والملكات، فإنّه يعيش حياة مشلولة الفاعلية، حياة غير منتجة، يلفها الروتين والركود والتبلد.
- المفهوم الثاني:
إنّ الإسلام مخلوق توجهه قيم ومُثُل، ولكنه على المستوى اليومي تسيره عادات، وهناك ثلاثة أنواع من العادات:
1- عادة نافعة.
2- عادة ضارة.
3- عادة ليست نافعة وليست ضارة.
وإنّ الإنطلاق الحقيقي نحو التغيير الإيجابي والنمو الشخصي في الحياة العملية والإجتماعية يتمثل في بناء وتعزيز العادات النافعة والتخلص من العادات الضارة، وعدم الركون وتضييع الوقت في العادات التي ليست نافعة ولا ضارة؛ بل تقليصها لصالح العادات النافعة وتعزيزها.
- المفهوم الثالث:
إن هناك عشر عادات رئيسية في حياة الإنسان، إذا تعرف عليها واستطاع بناؤها فستغير حياته إلى الأفضل وتفجر إمكاناته وطاقاته الكامنة، وتحقق له – بإذن الله – ما يصبو إليه من سعادة ونجاح في علاقته مع ربه، وفي حياته الشخصية والإجتماعية، وفي عمله وفي كل جانب من جوانب حياته.
- المفهوم الرابع:
إنّ النجاح في حياة الإنسان يحتاج لعملية داخلية من التغيير. أي أن تقوم بتعديل سلوكك وتبدأ أولى خطوات التغيير بنفسك، وتقوم بالمبادرة الذاتية نحو التغيير. هذه العادات لا تعطيك النجاح، لكنها توضح لك الطرق المؤدية إليه.
وسلوك الطريق والسير فيه ومتابعة مراحل مهمتك بنفسك، ومن ثم فإنّ العادات العشر اختبار لقدرتك على التغيير، ومؤشر لدرجة تفجيرك لطاقاتك الكامنة. إنّها مفتاح بين يديك؛ إما أن تتعرف عليه وتقلبه بين يديك ثمّ تتركه جانباً، وأما أن تتعرف عليه وتجعله جزءاً من مقتنياتك الثمينة تستعمله دوماً وتوظفه في فتح أبواب الحياة والسير في طريق النجاح.
* العادات العشر وعلاقاتها بتحقيق النجاح:
ويعتبر النجاح نتيجة لمجموعة من العادات، ولكنها عادات عظيمة راسخة يتطلب بناؤها الكثير من الجهد والوقت تحتاج للصبر والتصميم والتضحية، لكن نتائجها نتائج حاسمة قد تقلب الحياة رأساً على عقب، وتجعل المستقبل أفضل بكثير.
ولقد تأملت كثيراً قضية النجاح في حياة الإنسان، وجمعت كلُّ ما أستطيع حول هذه الموضوع لأكتشف القواسم المشتركة التي تقود إليه، فوجدت أنّ النجاح ليس فقط مجموعة من المفاهيم والمبادئ والمقولات التي نتعلمها أو نسمعها من الآخرين؛ بل هو عملية مستمرة من التجربة الإنسانية والخبرات المتراكمة والمهارات المتأصلة على فترة طويلة من الزمن.
النجاح يعني كفاح الشخصية الإنسانية وتعاملها الفعال مع معطيات الزمان والمكان في ضوء الإمكانات والقدرات المتاحة. إنّه يعني التعود على الحياة بطريقة معينة، ومواجهة المشكلات بطريقة فاعلة، والتعود على معاملة الناس بطريقة متميزة، والتعود على التعامل مع الوقت بطريقة محددة، والتعود على ممارسة المهنة أو العمل أو الوظيفة باحتراف وإنضباط ورؤية مدروسة؛ أي إنّ النجاح هو مجموعة من العادات، وبقدر ما يبني الإنسان هذه العادات ويطورها في شخصيته ويستثمرها في عمله وفي حياته الخاصة يكون نجاحه وتحديده لمكانته الإجتماعية ومستواه الوظيفي ودرجة احترافه.

المصدر: إبراهيم رمضان الديب

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,396,024