تحتاج المرأة في سن الخمسين إلى رعاية نفسية وجسمانية خاصة خلال هذا العمر لتفادي الأمراض وتحتاج لشبكة من العلاقات الاجتماعية تحميها من الوقوع في براثن الاكتئاب والعزلة.
وتشير الدكتورة سهير محمود أمين أستاذ الصحة النفسية بجامعة حلوان بحسب جريدة "الأهرام" إلى أن المرأة عندما تتقدم في العمر لا تحتاج فقط للرعاية البدنية ولكنها تحتاج الى الرعاية النفسية ايضا المتمثلة في الشعور بحب الآخرين لها الأمر الذي يضفي السعادة علي حياتها ويدفعها الي استثمار علاقات اجتماعية ترفع من روحها المعنوية وتجنبها الشعور بالاضطرابات, ومن أكثر المشاكل التي تقابل المرأة بعد الخمسين هو شعورها بالوحدة النفسية بعد أن يكبر أولادها وينفضوا عنها سواء كان للزواج أو للسفر للخارج لاستكمال دراستهم أو تعرضها لبعض الأحداث الضاغطة ومن هنا يتعرضن لأزمات.
وتؤكد الدكتورة سميرة أبو الحسن الأستاذة بمعهد البحوث التربوية جامعة القاهرة أن الشعور بالوحدة النفسية هو خبرة ذاتية يمر بها الناس علي اختلاف مراحلهم العمرية, وإن كانت تزيد مع التقدم في العمر, والنسبة ليست قليلة فمعدل انتشارها يصل الى 62% بين الناس ككل, وتعاني كثير من السيدات والمطلقات والأرامل بالذات من الشعور بالوحدة النفسية, حيث يتضخم شعورهن بعدم السعادة والتشاؤم بمجرد فقد الشريك, فضلا عن إحساسهن بالعجز نتيجة انعزالهن الاجتماعي وصعوبة مشاركتهن الآخرين في الحفلات والمناسبات, وقلة فرصتهن في إعطاء الثقة للآخرين, فشعور المرأة بالوحدة النفسية عموما لا يأتي من فراغ, ولكن يكون نتيجة لبعض الاحباطات أو الصعوبات أو الصراعات الشديدة التي هيمنت علي حياتها النفسية ووجود خلل في شبكة علاقاتها الاجتماعية, وعدم وجود عدد كاف من الأصدقاء, كما ينتج عن نقص الشعور بالمحبة والألفة مع الآخرين.
وتوضح الدكتورة سهير محمود أمين أن هناك علاقة قوية بين مشاعر المرأة بالعزلة والوحدة وتدهور الحالة الصحية والنفسية المتمثلة في الشعور بالضيق والضجر وفقدان بهجة الحياة مما يعوقها عن الاندماج في علاقات ناجحة مع العالم الخارجي, وقد اهتم المتخصصون بهذا المجال بوضع استراتيجيات إرشادية تساعد المرأة علي التخفيف من هذه المشاعر المؤلمة لكي تساعدها علي تقبل الواقع والاحساس بالرضا, وذلك من خلال التركيز علي بناء علاقات اجتماعية من الأصدقاء حتي لا تشعرها بالعزلة مع محاولتها اكتساب المهارات الاجتماعية لتنمية مستوي ملائم من العلاقة الناجحة مع الآخر مثل المبادرة, والتفاعل الايجابي القائم علي المشاركة الوجدانية, وأيضا مهارات الحديث, والتواصل الفعال, هذا بالإضافة إلي تنمية مهارات المرأة للتعبير الانفعالي, وذلك بإعطائها الفرصة للتعبير عن الافكار والمشاعر بحرية تامة خاصة في المواقع التي يتعاظم فيها الشعور بالضيق والقلق, والأهم من كل هذا كما يؤكد الخبراء محاولة الانخراط في العمل الاجتماعي التطوعي, والذي يمكن أن يثري حياة المرأة بالاختلاط بنوعيات مختلفة من البشر

المصدر: موقع لحواء

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,274,074