إن الطفولة مرحلة نموٍّ يتصف بها الأطفال بخصائص ثقافية ، وعادات ، وتقاليد تشرّبوها من مجتمعهم ، وكذلك ميول وأوجه نشاط ، وأنماط سلوكية أخرى تميّزهم عن الكبار .إن طفل اليوم إنسان له جميع حقوقه التي أقرّها ديننا الإسلامي بالدرجة الأولى ، ومواثيق الأمم المتحدة بالدرجة الثانية . ومن حقّ الطفل إكسابه " هوية " مستمدّة من ثقافته . فالنبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم أول مَنْ أشار إلى دور الأهل والمجتمع في إكساب الطفل هذه "الهوية " حيث قال : (( كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يُهوّدانه أو يُمجـّسانه . )) إن الأطفال في أيّ مجتمع لا يشكّلون جمهورا متجانسا ، فهم يختلفون أولا باختلاف أطوار نموّهم ..لذا قُسّمت مراحل الطفولة وكما سبق إلى أطوارٍ متعاقبة ، لكلّ منها ثقافةٌ خاصةٌ تتوافق مع خصائص وحاجات الطفل في كل مرحلة .كما أن ثقافة الأطفال تختلف في مجتمع ما عنها في مجتمع لآخر تبعا لإطار الثقافة العامة السائدة والموجّهة للأفراد والجماعات ، وما يرتبط بذلك من وسائل التواصل والاتصال الثقافي بالأطفال . كما يسهل على الباحث التعرّف في ثقافة الأطفال على الملامح الكبيرة لثقافة المجتمع ؛ فإنْ كان المجتمع يُولي أهمية كبيرة لقيمة ما من القيم ، فإنها عادة تظهر في ثقافة الطفل وسلوكه . 

إن الثقافة مهما كانت وسيلتها ، ومهما تنوّعت أدواتها تبقى نتاجا اجتماعيا . والثقافة التي تُقدّم للطفل مسؤولية مجتمعية ؛ إلاّ أن الدراسات والأبحاث التي تتناول ثقافة الطفل ما زالت شحيحة في العالم العربي ومنعدمة عندنا في الجزائر .لم تصدر لحدّ الآن أعمالٌ مطبوعة ببلادنا تتناول هذا الجانب بصورة علمية منهجية ، تستند إلى إحصاءات دقيقة ، رصدت واقع ثقافة الطفل من منظار تحليلي نقْدي . وقد لا نعدم وجود أبحاث ودراسات في الجامعات قام بها طلبة في مجال تحضير رسائلهم وأطروحاتهم الجامعية ، إنما في رأينا طالما لم تُنشر ، ولم تتوفر بين يدي القارئ العادي فهي غير موجودة . بكلّ أسفٍ لا يزال الكتاب والباحثون يهتمّون بثقافة الكبار على اختلاف وسائلها ومضامينها ، متناسين ومتجاهلين في آنٍ واحدٍ ما لتوجيه الأطفال وحُسْن تنشئتهم ، وحُسْن رعايتهم فكريا من أهمية وفعالية .

 

المصدر: موقع النجاح

ساحة النقاش

salma333

أحسنتى
تحياتى لكى

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,399,742