حين نتحدث بلغة مستوى الذكاء المقيس في سن السابعة عشرة، يمكننا أن نقول أن 20% منه على الأقل يتكون خلال السنة الأولى من العمر و50% منه يتكون حتى حوالي السنة الرابعة، و80% مه حتى حوالي السنة الثامنة و92% منه حتى السنة الثالثة عشرة. هذه النتيجة التي استخلصها "بنجامين بلوم" إثر فحص ألف دراسة اهتمت بنمو الأطفال، تمثل أحد العوامل التي لفتت الأنظار إلى أهمية الطفولة المبكرة، وفجرت الدعوة لتوفير التربية ما قبل المدرسية لجميع الأطفال، ومن هذه العوامل التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المجتمعات المعاصرة، والتي انعكست بدورها في تطور الفكر التربوي وعلوم النفس والاجتماع.

وقد ركزت المؤلفة اهتمامها على هذه التطورات فعرضت ما يتعلق منها بهذه المرحلة من العمر، في القسم الأول من الكتاب، وتوسعت في تطبيقاتها العملية في القسم الثاني منه، كما وضعت الكتاب كله في منظور نمائي يرى أن الغرض الأول لتربية الطفولة المبكرة جعل جميع العناصر الداخلة فيها من أطفال ومعلمين وآباء يتعلمون وينمون، وتكييف التخطيط ما قبل المدرسي مع حاجات كل طفل وخصائص كل بيئة.

ومن هنا ما يقدمه الكتاب يفيد المربين (آباء ومعلمين وإداريين) والمخططين على السواء، لأن توظيف الطاقات المادية والبشرية في التربية ما قبل المدرسية يمثل حلاً فعالاً للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تنوء بها المجتمعات المعاصرة ولا سيما النامية منها.


ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,408,050