أصول الدرما
للمأسملهاة (التراجيكمدى )
الشخصيات – الفكر – الفكرة - اللغة
الشخصيات
الشخصية هى الإنسان ، ذات واعية مدركة لحقيقة نفسها وحقيقة من حولها ، فهي مميزة عن باقي المخلوقات بما فضلها الله من عقل فى المخ مفكر يمتلك حرية نفسه ، وعقل فى القلب حكم غير ملزم لها ولكنه بمثابة الميزان الذى يوزن عليه منتوج عقل مخها 0 وهى من تقوم بالفعل وتعمله وتتحمل تبعاته بناء على فكرها واختياراتها وتفضيلاتها وحاجتها وأهدافها ، وهو مناط حسابها وتقييمها وصلاحها من عدمه0 الشخصية من تتمتع بعقل فى القلب وهو بمثابة الضمير الأمين الحامل للفكر الصالح ذى العقيدة السامية والتي تحدد نوعية إرادتها وقراراتها وأفعالها وهذا يخص البطل النبيل ، أما باقي الشخوص فإن الوازع الأخلاقى أو العقائدي أو الشيطاني أيما يكون ، فهو المحدد لقراراتها والمنظم لسلوكها والمحرك لأفعالها والمحدد لاختياراتها ، وبالتالي تتحمل نتيجة أفعالها واختياراتها0
1- من أصحاب النفس المطمئنة العامرة بالإيمان ، تصارعها النفس الوجلة المتردية في الشر الخالية من الإيمان 0 أو صاحب النفس اللوامة التى تلوم صاحبها على ترك الطاعات وارتكاب المعاصى ، والتى أقسم بها الله لأنه تعالى يحبها 0
2- اسم علم دال كاشف عن مدلول جنسه ، ذكرا كان أم أنثى 0 ومن الممكن أن يكون اسم القصة أيضا ويفضل ذلك ، جميع قصص الأنبياء جاءت بأسماء أبطالها ، فجاء الاسم مثانى مفردا اسم علم واسم القصة الذى يكشف عن فحواها وفكرتها الكبرى التى تدور حولها ، وذلك فى قمة البلاغة اللغوية ، وقمة الفلسفة 0
محمد يدل على شيء وأبو جهل يدل على شيء آخر ، موسى يدل على شيء ، وفرعون يدل على شيء آخر0
3- واضح لا لبس فيه ولا غرابة ولا غموض يجبر على الاحترام والقبول ، لا إلى الاستهزاء والنفور0
صفات بطل المأسملهاة :
1- أفضل منا ، بمعنى أفضل من المستوى العام الذى عليه غالبية الناس مثلنا ، حتى إذا زل وهذا أكيد يصبح مثلنا0
2- ليس بالأسطورة ، أى إنسان مثل كل الناس من لحم ودم لا يستطيع أن يأتي الخوارق 0
3- فاضلا ونبيلا و عظيما ، لا سفيها ولا مترديا فى الرذائل ولا يأتي الفواحش 0
4- لا إلى ما هو عليه الناس ، بمعنى أنه ليس كثير الأخطاء ، فليس له إلا خطأ واحد0
5- لما يجب أن يكون عليه الناس من الأخلاق والتقوى والطاعة واجتناب المعاصي وطاعة الله0 أنه من المفترض قدوة حسنة ومثل أعلى يتعلم ويقتدي به عامة الناس0
6- فكر صالح وهو يمثلك أنت قبل أن يكون فكر البطل0 ليكون سببا فى الإصلاح والصلاح والهداية والبشارة لنا ، وداعيًا ومحرضا إلى توحيد الله وعبادته وحده بإلهامه إياك هذه الموهبة العظيمة ، فيا سعدك ويا حسن حظك أيها المؤلف عندما تجعل إبداعك وسيلة للدعوة إلى الله ، وسيجعلك الله بإذنه سراجًا منيرًا لمن استنار بما تكتب وتعظ وتعظم الله وتحض على تقديسه وعبادته وحده ، فعملك بإذن الله وأمره سيظهره وينجحه نجاحا عظيما طاغيا على ما عداه ، فاجعل ما تكتب مشبعا بالدين وفروضه ولا تخالفه أبدا مهما كان ، واجعل ما تكتب الحق حسب شرائع الله كالشمس في إشراقها وإضاءتها ، لا يجحدها إلا معاند أو فاسد أو جاحد أو جاهل وهؤلاء جميعا لا يهمونك مهما انتقدوك أو سخروا من عملك فهم فى الضلال والجهل0 وستدور الأيام وإن كانوا من الكتبة سيخسرون ولن يجدوا لهم جمهورا ، وسيرجعون مجبرين مقتنعين يمتثلون من نهج ما تكتب ، على هدى كتابنا هذا الذي سيكون له الغلبة بإذن الله فى العالمين مهما طال الزمن0
7-متسقة مع نفسها وثابتة على خصالها
من أول الفعل إلى آخره لا تتغير فتكون مؤثرة أى تستطيع أن تقول و تفعل ما تستطيع قوله و فعله ، بما يناسب طبيعتها وتكوينها الجسدي والعقلي بإقناع فى كل وقت وحين ، لما سقناه من قبل فى موسى الذي لديه عيب فى لسانه ولذلك لا يصلح أن يكون متكلما لبقا0
8- الصلاحية والمواءمة تكون صادقة نبيلة مع نفسها ومع الآخرين ، ما تقوله هو ما تستطيع أن تنفذه فعلا وقولا وتكون مقنعة لأن ذلك ينبع من طبيعتها0مثال يوسف بعلمه يعرف تفسير الأحلام وبارع فيها بصدق وقد برهن لنا عن ذلك ، فعندما يطلب الملك من يفسر له حلمه ويأتون بيوسف فنحن ندرك أن يوسف سيفسره على أكمل وجه وسنصدقه0
على الممثل أن يقوم بدور الشخصية التي تشبهه ، أو هو يشبه الشخصية التى يمثلها ويكونها تماما ، فلا تأتى براقصة لتقوم بدور فاضلة ناصحة عالمة متعلمة لأننا ندرك ونعرف – فى الواقع الحقيقي – من تكون الراقصة ، وفى زماننا نعرفهن بالاسم والرسم ، وللأسف نجدهن يقمن بأدوار البطولة لشخصيات نبيلة وجادة وخيرة ، فبالله عليكم كيف نتعظ منهن ؟ وكيف نخاف عليهن؟ وكيف نتعلم منهن؟ وكيف يكن لنا القدوة ؟ مهما كانت الشخصية نفسها التي يمثلنها وصارت هى هى الشخصية المكتوبة نفسها ، صحيح أنها تصير الشخصية لاحترافهن ولكن نظل نحن نعرف أصلها وفصلها ولن ننساه مهما فعلت وأتقنت فى أدائها وبرعت فيه 0لابد من الصلاحية الفنية أى ما هو معروف عن البطل النجم وما هو مشهور به يجب أن يقوم به لا عكسه 0فمن لهم فضائح أخلاقية وترديهم فى الرذيلة لا يصلحون ألبتة للقيام بأدوار بطولة من صفتها النبل والخلق الرفيع 0
9- الثبات والاستمرار : القوى يستمر من أول الفعل إلى آخره قويا لا يضعف والصابر لا يتسرع ، والأحمق لا يهذب ، كذلك المتعلم لا يجهل ، والأعرج لا يستقيم والضعيف الجسد لا يقوى ، والشجاع لا يجبن وغيرهم 0
10- مشابهة لشخوص الواقع
تشبهنا نحن فلا تأتى بفعل أو قول لا نستطيع نحن أن نقوله أو نفعله 0 ففى موسى عندما رأى فعل السحر من السحرة من حيات وثعابين خاف كما نخاف نحن عندما نراها 0والرسول محمد جرح وسال دمه فى المعارك رغم بسالته كحالنا نحن لو كنا مكانه ، وعندما أوذى من سفهاء الطائف وضربوه وأهانوه ولم يكن معه من يساعده وكان مغلوبا على أمره مهزوما فلجأ إلى الله كما نفعل نحن عند الضيق والانهزام أو الخسارة أو الرسوب أو غيره فنلجأ إلى الله ليرفع البلاء0
11- الصلاحية الفنية : الممثل المناسب فى الشخصية المناسبة ، بمعنى أن يكون الممثل نفسه بصفاته وتكوينه الجسدي والشكلي يشبه إلى حد كبير نفس صفات وخصائص الشخصية التي يمثلها من الفعل ويحاول قدر الإمكان أن يكون هو الشخصية وليس هو الفنان الممثل0
2 -الفكر
الفكر هو الضمير المحرك للشخصية ، وهو البوصلة التى توجهه لكيفية التصرف والإقدام ، وهو المتحكم فى تصرفاته وأفعاله وأقواله ، هو أيضا قوام الشخصية ، وهو المسئول عن حسابها وتميزها وسر كينونتها 0
الفكر هو العقيدة السماوية التى تعتنقها الشخصيات ويكون أساس أفعالها وتصرفاتها ونخص منهم الشخصية الرئيسية للبطل المؤثرة الفاعلة المقنعة الخيرة النبيلة صاحب العقيدة التامة السليمة الخيرة ، وتكون أساس أفعاله وأقواله وتصرفاته السليمة من الفاسدة ، واختياراته ما بين الحسن والسيئ ، وتفضيلاته ما بين الخير والشر ، وتقريره لحقيقة عامة صالحة ، ورأى سديد 0
الفكر هو المعتقد الذى استخلصه المؤلف ذاته من خلال تجاربه وقناعاته وعلمه ، وثبت له صلاحه وحسنه وثقته فيه ، ولذلك يريد أن يطرحه على الناس ليعملوا به ويعتنقوه ، وذلك يتحقق من خلال بطل قصته التى يكتبها ويحمل فكره ليكون فكر البطل ، ومن خلال المعتقد يتصرف البطل ويختار ويعمل ، شرط أن ينجح ويفوز ويفرح لا إلى غير ذلك أبدا ولا كان المعتقد فاسدا لا يصلح لأن يعرض على الناس ليأخذوا أحسنه ويعملوا به0
ثالثا : الفكرة
الفكرة هى القضية 00هى المشكلة التى تود كشفها وتناولها وعلاجها ، هى المحور ونقطة الارتكاز التى تدور محور القصة عليها ، كما تدور الشخصيات بها أو منها أو بسببها ، هى العلة الفاعلة المحرضة للشخوص 0هى الدافعة للمؤلف لكي يكتبها ويصوغها بطريقة جذابة ليعرضها على الناس ليكشف لهم فسادا ما أو انحرافا ما أو خللا ما فى المجتمع ، ويريد توضيحه وكشفه وتعريته ليبين فساده من صلاحه وآثاره على الجميع ، ويحاول أن يقومه ليهدى الناس إلى الصلاح والحسن لتتحسن عيشتهم ونهجهم وسلوكهم ، وينصلح بذلك حال بيئتهم ومجتمعهم الذى إن فسد فسدوا ، وإن ضاع ضاعوا0
تتولد الفكرة من الحالة التي فيها الخلل المجتمعي من المفاسد والسلوك 0 وما شابه ذلك من قضايا ومشكلات تدب فى الواقع وتخلق فيه فسادا0
الفكرة هى القضية التى يريد المؤلف مناقشتها وطرح الحلول لها من خلال بطله الذى يحدد له حاجته ويريده أن يحصل عليها ، فيضع العقبات ويتخطاها البطل بإقناع ومثال ذلك يتجلى فى كيفية صياغة وتحديد القضية من بدايتها إلى الحد الذى تحل فيه فى نهايتها وتحقق المطلوب من إثارتها وتناولها ، يتجلى ذلك فى قصة بنى إسرائيل فقد حدد الله القضية وكيف تنتهي تحقق المطلوب دون ذكر البطل الذى سينفذ ذلك ، لأن القضية تسبق الشخوص الفاعلين لها والقائمين.
ساحة النقاش