أسس وقواعد الرواية والدراما من القرآن .. فتحى حسان محمد

أسس الدراما

البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

البدايـــــــــة

البداية لاختصار هى حدث مثير مشوق ممتع جذاب غامض خيالى أو اقعى مبنى على المستحيل الممكن

الله يخلق كل شيء من بداية تبدأ منه نحو اكتماله ومنتهاه ، وبما أن الإنسان مخلوق لا يستطيع أن يخلق فهو يصنع  والصنع له بداية حتمية تتكون من أشياء موجودة لكنها متناثرة ليست لها بنفسها معنى واضح ، وليس بينها رابط ، ليصنع منها الصانع قواما جديدا وشكلا فريدا بغرض جديد واسم جديد بهدف نبيل لتؤدى حاجة جليلة وخدمة عظيمة ، فأنت أيها المؤلف مستخلف عن الله بما منحك من موهبة  تصنع جزءا من الدنيا التى خلقها الله وتصنع تشبيها لها ، بحسن صنعة ونبل هدف ، كما خلقها الله وصورها بدقة وكل مخلوق ميسر لما خلق له ومطلوب منه أن يقوم بدوره ويؤديه ، متبعا أوامره ومنتهيا بنواهيه ، ولا تزيد ولا تنقص ، لتحقق أكبر قدر من الإقناع والمعقولية ، فالإنسان أعظم مخلوقات الله ، وبكل ما أوتى من قوة فهو له مقدرة محدودة - برغم أنها مطلقة - على الفعل كما نعرفه ونعيه جميعا ، فالإنسان لا يستطيع أن يأتي بالخوارق ويحول المستحيل ليجعله ممكنا إلا بإعانة من الله تلك القوة العظمى العليا التى لا تدانيها قوة ولا تساويها عظمة ، ومن هنا تأتى المعقولية ومشابهة الحياة ومحاكاة الواقع المقنع 0 والله القادر على كل شيء خلق الدنيا فى ستة أيام بسبع سماوات طباقا ، وخلق الإنسان فى سبعة أطوار ومراحل ليجعله أحسن الخلق0

   البداية هى الفعل الأول الذى لا يسبقه شيء بالضرورة ، ويتكون من مشاهد متتالية تربط بينها حبكة عظيمة يلحم بعضها ببعض على أساس من الحتمية والاحتمال لتكون عظيمة ومقنعة ، يبنى عليها أحداثا من أفعال أخرى تتحقق بالضرورة لتصل إلى وحدة أخرى؛ وتشي بمضمون القضية التى ستطرح بدون أن تكون القضية سابقة التجهيز عن البداية الحقيقية المشاهدة ، فليس باستطاعتنا أن نعرف ما لم نره أو نسمع عنه ، فلا تبدأ بقضية دون أن تكشف أسبابها من البداية الطبيعية المنطقية المقنعة , عندما يبوح البطل ويكشف عما يريد الحصول عليه مستعرضا كل ما يتعلق به ، ثم يبدأ فى طرح المشكلة التى تواجهه ، ومن ثم ندرك نحن حتى دون أن يتكلم أنها لا تكفى ولا تفى بمتطلبه الذى يريد الحصول عليه0

     البداية تتكون من مجموعة من المشاهد ، منها مشهد مثير جذاب مشوق ممتع غامض سار مفرح ، لشخصية عظيمة  ونبيلة ،  له حاجة كبيرة يريد الحصول عليها  وهدف نبيل يريد تحقيقه ،  تختلف مع حاجات شخوص آخرين ، أو تتفق ، فينشأ الصراع على أشده ، وتكون المفارقة من أن الصراع يشب من أقرب الناس ، أو على الأقل من آخرين يعرفهم ،  فيتآمرون عليه للوقيعة به ،  ويبدأون فى استعمال الدهاء والمكر والحيلة ، بأن يظهروا له أنهم سيساعدونه فى الحصول على حاجته وبلوغ هدفه ، وهم يقصدون غير ذلك تماما ، وبالمكر والخديعة يتغلبون عليه ، ويضعونه فى أزمة كبرى تكاد تعصف بحياته – فنخاف عليه -  فيصبر عليها ويتحمل ، ويحاول تلمس طريقه ويجاهد من أجل ذلك أيما مجاهدة ،  بينما هم يصيرون سعداء لأنهم انتصروا وتغلبوا عليه ظنا منهم أنهم نجحوا فيما خططوا له 0 وتحدث المصادفة المفرحة حيث بالأدوات التى أوقعوه بها يستعملها هو ويحولها إلى أداة له تكون نفسها سببا فى الخروج من أزمته ، وتكون سببا فى نجاته مما يهدد حياته ، ويستطيع أن يواصل طريقه وتكون فرجا وسعادة له ، ولكن تحدث المفارقة العجيبة أن من يكون سببا فى نجاته ومساعدته من غير قصد هو نفسه سبب فى شقائه وحزنه بقصد وتعمد بوضعه فى ورطة أكبرى 0 فيصبر ويحتسب ويتحمل المعاناة والآلام وهو يصر على مواصلة طريق نحو حاجته وهدفه الذى يضعه نصب عينيه لا يثنيه عنه أى ممانعة أو صراع أو مجابهة مهما كانت  ؛ ويبذل مجهودا جبارا ويدخل إلى حلبة الصراع بكل ما أوتى من قوة يمتلكها من علم وعقل وصبر وحكمة حتى يستطيع أن يتغلب ويحول ما فيه من أزمة له إلى أزمة لمصارعيه الذين يستطيع التغلب عليهم  ، وتنقلب الحال وتحدث المفارقة مرة أخرى ,  أن من كان سببا فى شقائه وورطته بقصد وتعمد  يكون سببا فى سعادته بغير قصد ولا تعمد ، حيث يجد نفسه فى الطريق الذى رسمه لنفسه  ويقترب كثيرا من الحصول على حاجته 0

     منذ بدء أحداث القصة ولا شىء يسبقها ، وفيها نعرف ما الموضوع ؟ ما القضية ؟  ومن شخصيات القصة ؟ ومن الشخصية الرئيسية أى البطل ؟  سواء كان إنسانا أو غير ذلك ، المهم أن تكون الشخصية ذاتا واعية لكيانها مستقلة فى إرادتها تتمتع بالاختيار والتفضيل بين الأشياء ؛ لتتحمل نتيجة اختيارها 0 ويفضل أن تكون الشخصية إنسانا ؛ لأن الإنسان دون باقي المخلوقات يتمتع بعقل المخ والفهم ، وبالتالي يمتلك الاختيار والتفضيل ويتحمل تبعاتهما ونستطيع الحكم عليه ومحاسبته0وما حاجة البطل وغايته ؟  ماذا يريد أن يحققه ويناله ويفوز به ؟ وما صفات الشخصيات ؟  وفيها نعرف جميع الشخوص وحاجاتهم ، ويتكشف ويوضح و يخلق الصراع من الحاجات ، ونعرف من جهتا الصراع ؟ وأي الطرق يسلك ؟ وإلى أى قبلة يتجه ؟ والصراع يخلق من خلال تضاد حاجات ألشخصيات ، فكل شخصية تريد أن تفوز وتستحوذ على نفس الشيء ، الحب مع يوسف وإخوته لوالدهم فالجميع يريد أن ينال هذا الحب فتولد الصراع0 وهابيل وقابيل وتنافسهما فى حب أختهما التى يريدان الزواج بها فينشأ صراع 0 أو يكون أحدهما مانعا وحجر عثرة لحاجة الطرف الآخر  فرعون مصر يقول لقومه أنا ربكم الأعلى و يأتى موسى ويقول إن هناك إلها واحدا فقط  هو الله وليس الفرعون ، فخلق صراعا ، أو التحول فى القصد  مثل يوسف بالنسبة لامرأة العزيز مجرد عبد أو من حاشيتها وخدمها فتحول القصد منه  إلى الحب والعشق فنشأ صراع0 ومن خلال حاجة البطل نخلق الصراع ، وبرغم وجود الصراع إلا أن البطل يواصل طريقه وخط سيره نحو حاجته وهدفه وهو يحاول التغلب على العثرات التي يخلقها له الطرف الآخر0

aldramainquran

أسس القصة بصفة العموم الروائية والدرامية: البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية القواعد : الصراع - الحبكة - التغير - الانقلاب - اللغة المكونات : الاحداث - المكان - الزمان - المؤثرات - الفكر - الفكرة

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 343 مشاهدة
نشرت فى 2 مايو 2011 بواسطة aldramainquran

ساحة النقاش

فتحى حسان محمد

aldramainquran
أديب روائى ودرامى وكاتب سيناريو، مؤلف كتابيى أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم ، وأسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم ، ومجموعة من سيناريوهات الافلام والمسلسلات التى فى عقالها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,277