أسس وقواعد الرواية والدراما من القرآن .. فتحى حسان محمد

     

مفهوم التراجيديا القومية وانواعها

     نقصد بالقومية جماعة من الناس يربطهم العرق أو الجنس أو اللون أو اللغة أو الدين أو المكان و العادات والتقاليد  أو المعتقد أو أى حدود تجمع بينهم ، حتى ولو كان حاجة ما وهدفا ما هو الذى يجمع ويوحد بينهم وهنا نبل الحاجة وعظم الهدف هم الذين يحددون عظم المأساة القومية من وضاعتها ، ويحدد نوعها  سواء كانت  سوداء ، أم عظيمة  ، أم ألهية 0 وتنتهى حياتهم بفاجعة تقضى على حياتهم ، أو على بعضهم دون الآخر الذى يظل يعيش يتجرع المرارة ويجر أذيال الخسارة ويرفل فى الندم0

ــــــــــــ

التراجيديا القومية السوداء

    وهم جماعة من الناس لا يطيعون القوة العليا ويخالفونها ويتحدونها ويعاندون مشيئتها  ويسيرون عكس إرادتها ، فتمتحنهم ، ويسقطون فى الامتحان ، فيستحقون عقابها الذى تنزله بهم ولا تبقى ولا تذر عليهم تفجعهم فى حياتهم وتقضى عليها ، وما تتركه منهم يشعر بالخسارة الكبيرة , مما تجبره على الندم العظيم 0وتتمثل هذه المأساة القومية فى مثل العصابات الإجرامية ، وتجار المخدرات والسلاح واللصوص ، ومجموعة الفساد والرشاوى0 ومن مثل ذلك الكثير ، وتكون نهايتهم بفاجعة كبرى وبلية عظيمة لا تبقى ولا تذر عليهم ، ويكون عقابهم الذى يستحقونه غير مأسوف عليهم ، وتكون نهاية محزنة مؤلمة موجعة لهم ، مفرحة لنا نحن المشاهدين لأنه تحقق فيهم عدل الله، وهو ما يشعرنا بالراحة والطمأنينة والسكينة المخلصة من الأرق والتعب والإجهاد ، مما تشفى النفوس من مطامعها وانحرافاتها وتحملها على الطهر والصلاح والطاعة ، وتطهرها من الشوائب التى علقت بها ومن التلوث الذى أمرضها0 لأن الإنسان مكون من روح ومادة وسلامته وقدرته على ممارسة الحياة تستوجب سلامة الروح والجسد لأنهما متكاملان ومترابطان ، فالجسد وعاء الروح وهي لا تكون في صفاء وطمأنينة إلا بسلامة الجسد من الأمراض , ولا يكون الجسد في صحة وسلامة وعافية إلا بسلامة الروح من الأمراض التي تعتريه , والمؤكد أن لأمراض الجسد علاجا معروفا من خلال الطب والتداوى به الذى يشفى الجسد ، أما الروح فدواؤها وعلاجها من مشاهدة روح مثلها تراها رؤى العين وسمع الأذن أو تسمع عنها أو تسمع لها تؤثر فيها حتى تتحد معها تتأثر بما تتأثر به ، ولكن فى لحظة النهاية لحظة تحقق الفاجعة المؤلمة للروح المماثلة المشاهدة تكتشف الروح أن ما يقع ويتحقق ليس فيها ولكن فى الأخرى , مما تحملها على التخلص من الخوف الذى سيطر عليها فى لحظة الحسم ، وتشعر بنفسها أنها بعيدة وفى منأى عما تشاهده وتراه , مما يحملها على الراحة والطمأنينة وهما علاجها الفعال الذى طهرها من الضيق وخلصها من الاكتئاب وأمدها بالأمن  ، إن علاج أحوال الروح وما يعتريها من أوهام ووساوس وخلجات وانتكاسات وتلوثات في التفكير والتركيز دواء غير محسوس بانعكاس أثر المشاهدة الدرامية بأنواعها ، والقصصية بأنواعها كذلك ، لأن علاج النفس أمر معنوي له أثره البالغ في الوقاية من أمراض الجسد ، لأنه حال مرض الجسد وسلامة الروح ، تمد الروح بجذوة المقاومة للمرض وتساعد على قبول وتفعيل العلاج العضوي المادي من عقاقير وغيرها من أدوية 0

ــــــــــــــ

التراجيديا القومية العظيمة

     وهم القوم المطيعون لله غير معاندين له ، مستعدين أن يضحوا بحياتهم فى سبيل الله ، أو سبيل الوطن ، أو سبيل قيمة عظيمة ، أو هدف نبيل ، يتوخون طاعة الله 0 وتتمثل - مثلا - فى الجيوش التى تعدها الدولة لحماية حدودها وأمنها من الطامعين والمغيرين والمحتلين والظالمين والمعتدين ، فيكون جهادهم عظيما وهدفهم نبيلا يسيرون فى طاعة الله الذى أباح الدفاع عن الأوطان ، وعن الحياة ، ومحاربة الذين يقتلون الناس بالظلم والعدوان مستعدين أن يستشهدوا ويفجعوا فى حياتهم ثمنا للانتصار وردّ الاعتداء وحماية الحدود والعهود 0أو من مجموعة من الحراس يأتمنهم صاحب الأمر أو الأمير أو الرئيس أو الملك على حفظ النظام وأمن الناس ، وقتال الخارجين عن القانون ، والناشرين فى الأرض الفساد بجميع أنواعه ، يصارعونهم ويجابهونهم ويتبعونهم للوقيعة بهم والقضاء عليهم ، مستعدين لبذل كل غال ونفيس حتى لو فقدوا حياتهم على ألا يتراجعوا حتى ينتصروا على الفسدة والفساد والانحراف والمنحرفين وغيرهم ، وتكون نهايتهم مأساة عظيمة تدعو إلى التفاخر والتباهي وتقدم العظة فى أكمل وأجل معانيها وصورها البديعة ، مما تكون قدوة واقتداء وعظة ، للمتكاسلين  والمتخاذلين منا ، وتطهر النفوس من الجبن والأنانية والخنوع0

ـــــــــــــ

التراجيديا القومية الإلهية

   وتكون النهاية من الفواجع الطبيعية مثل البراكين ، والزلازل ، والأعاصير ، والسيول وما شابه وليس للإنسان تدخل فى أحداثها ، بل يتأثر بحدوثها فيه 0 وهى من قضاء الله وقدره الذى هو من الغيب ولا نعرفه 0

وعليك أن تلجأ لهذا النموذج لقوم عصاة مجرمين يعيثون فى الأرض فسادا ، يقتلون الناس ، وينهبون أموالهم وأرضهم وممتلكاتهم ويحاربونهم فى أرزاقهم ، أو يفسدون إعمار الأرض ويقطعون السبيل لإعمارها ، فيمنون بمثل هذه النهاية فتكون بمثابة عقاب لهم فى الدنيا سواء فى أنفسهم بهلاكها ، أو فيما يملكونه ويحبونه من أدوات قوة أو أسباب سعادة ، تحيق بهم الخسران المبين الذى يجبرهم على الندم العظيم 0

من كتابى أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم

aldramainquran

أسس القصة بصفة العموم الروائية والدرامية: البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية القواعد : الصراع - الحبكة - التغير - الانقلاب - اللغة المكونات : الاحداث - المكان - الزمان - المؤثرات - الفكر - الفكرة

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 547 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2011 بواسطة aldramainquran

ساحة النقاش

فتحى حسان محمد

aldramainquran
أديب روائى ودرامى وكاتب سيناريو، مؤلف كتابيى أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم ، وأسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم ، ومجموعة من سيناريوهات الافلام والمسلسلات التى فى عقالها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,009