جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
<!--<!--<!--<!--
إنَّ ما يحدث الآن في مصر وبعض الدول العربية من ثورات ومظاهرات لإسقاط الأنظمة الحاكمة وما يترتب على ذلك من إراقة للدماء ومن جرائم نهب وقتل وسرقة واغتصاب و....و إلى آخر ما نحن فيه الآن كل ذلك يحدث تحت مسمى التغيير للأنظمة الفاسدة أو الكافرة التي لا تحكم بغير ما أنزل الله على حد قولهم وتطهير كل ما هو فاسد، الله اكبر، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر علماء الأزهر ومشايخ وعلماء المسلمين وطلاب العلم الشرعي، وشخصيات عامة قيادية ، الكل نسى أو تناسى الحكم الشرعي في ذلك ، أصبح من كان ينكر ذلك بالأمس مؤيّد له اليوم تحت ( " فقه الواقع " "والفتوى أو الأحكام تتغير مع تغير الأزمنة "و.... و "علمائنا المشايخ قالوا بالجواز " ) ، سبحانك ربى اللهم هدينا إلى الحق وارزقنا إتباعه ، وفعلاً صدقَ مَن قال : " إذا اشتعلت نار الفتنة فلم يُسمع لصوت العقل والحكمة "، الأمر جدٌّ خطير أرواح تُزهق وعيون تُفقأ ونساء تُغتصب وأموالٌ تُنهب ، ضاع الأمن والأمان تحت بند الثورة والمظاهرات السلمية ، ومليونية كل جمعة وما أدراك ما مليونية كل يوم جمعة ،
ما الذي أصاب مصر وعقلاء مصر وحكماء مصر الكل تائه بين الحقيقة والوهم، فالحقيقة مؤلمة وقاتمة فهم يهربون من هذه الحقيقة التي سوف تكشف زيف ما يفعلون وما يقولون ، الكل منتظر نصيبه في الكعكة، الكل يضحك على نفسه ويُغرّر بالآخرين وهم لا يدرون أنهم يضحكون على أنفسهم لأنهم لن ولم يصلوا إلى هدفهم المنشود الذي يسعوا إليه بكل الطرق ، ألا وهو الوصول إلى الحكم وضحوا بكل ما هو ثمين وغالى من أجل الوصول إلى الحكم وإقامة الدولة الإسلامية ، ناسيين أو متناسيين أننا أمام قانون رباني لا نستطيع أن ننتهكه، ويحضرني الآن بهذه المناسبة ما قاله ستيفن كوفي في كتابه الرائع " العادات السبع " : " نحن لا نستطيع أن ننتهك القانون ولكن كل ما نستطيع أن نفعله هو أن ننتهك أنفسنا أمام القانون " ، فالقانون ثابت لا يتأثر بمن ينتهكه بل الذي يتأثر هو من يخالف هذا القانون وأنا اقصد القانون الرباني فالقيم والمبادئ ثابتة ، فهؤلاء انتهكوا أنفسهم أمام قانوناً رباني دلّنَا فيه سبحانه وتعالى أن نسلكه ونطبقه حتى نصل إلى ما نحن نريده ونحلم به ألا وهو إقامة دولة الإسلام ، وكما نعلم جميعاً :إن لله عز وجل في عباده وفى كونه الذي خلقه وأحسن خلقه ونظّمَه وأحسن تنظيمه ، له في ذلك كله سننٌ لا تتغير ولا تتبدل سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ، ولن تجد لسنة الله تحويلا . هذه السنن لا بد للمسلم أن يلاحظها وأن يرعاها حق رعايتها وبخاصّةٍ ما كان منها من السنن الشرعية ، هناك سنن شرعية وهناك سنن كونية وقد يقال اليوم في العصر الحاضر سنن طبيعية ، هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم والكافر والصالح والطالح ، بمعنى : مَن الذي يقوّم حياة الإنسان البدنية ؟ الجواب: الطعام والشراب والهواء النقي ونحو ذلك فإذا الإنسان لم يأكل، لم يشرب، لم يتنفس الهواء النقي، فمعنى ذلك أنه عرّض نفسه للموت موتاً مادياً. . هل يمكنه أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية ؟ الجـواب: لا: سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً، هذا كما قلت آنفاً يعرفه معرفة تجريبية كل إنسان لا فرق بين المسلم والكافر والصالح والطالح ، لكننا يهمّنا الآن أن نعرف أن هناك سنناً شرعية ، يجب أن نعلم أن هناك سنن شرعية مًن اتخاذها وصل إلى أهدافها وجمع منها ثمرات ، ومن لم يتخذها فسوف لم يصل إلى الغايات التي وضعت تلك السنن الشرعية لها ، تماماً كما قلنا بالنسبة للسنن الكونية إذا تبناها الإنسان وطبّقها وصل إلى أهدافها ، كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها ، من أجل تحقيقها وألا فلا .. وهذا ما يحدث الآن وتوضيح ذلك وهو بيت القصيد ، كلنا يقرأ آية من آيات الله عز وجل ، بل إن هذه الآية قد تُزيّن بهاج دور بعض المدارس أو جُدُر بعض البيوت وهى قوله تعالى .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم } ؛ لافتات توضع وتكتب بخط ذهبي جميل رقعي أو فارسي إلى آخره وتوضع على الجُدر ، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدُر مُزيّنة بها أم قلوب المسلمين فهي منها خاويةٌ على عروشها ، فنحن نعلم أن قوله تبارك وتعالى " إِنْ تَنْصُرُوا الله " شرطٌ جوابه ينصركم الله ، إن تأكل إن تشرب إن.. إن. الجواب تحيا ، إن لم تأكل ، إن لم تشرب ..ماذا يحدث تموت كذلك تماماً المعنى في هذه الآية " إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ " وكما يقولُ الأصوليين " مفهوم المخالفة " يعنى إن لم تنصروا الله لم ينصركم هذا هو واقع المسلمين اليوم ولذلك أنا قلت آنفاً لن ولم يصلوا إلى هدفهم المنشود الذي يسعوا إليه بكل الطرق ، ولكن كيف ننصر الله ؟ معلوم بداهة أن الله عز وجل لا يعنى أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية ، وبالمظاهرات وبالمليونيات وبالإعتصامات ، لا ، إنّ الله عز وجل غالبٌ على أمره فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً هذا أمرٌ معروفٌ بديهياً ، لذلك كان معنى أن تنصروا الله أي أن تتبعوا أحكام الله فذلك نصركم لله تبارك وتعالى ، والآن هــل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط ؟ هل قاموا بهذا الواجب أولاً ؟ ليتحقق لهم جواب الشرط وهو نصر الله لهم، والجواب: تجدوه عند كل واحدٍ منكم طبعاً ما قام المسلمون بنصر الله عز وجل. ونحن نعلم أن عامة المسلمين قد انصرفوا عن معرفتهم أو عن تعَرّفّهم على دينهم وعن تعلّمهم لأحكام دينهم ليفهمونَ الإسلام والأكثرينَ منهم لا يعرفون إلا إسلاماً منحرفاً عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، لذلك فمن أراد أن ينصره الله فلا بد له أن ينصر الله أولاً بمعرفة الإسلام معرفة صحيحة كما جاء في القرآن والسنة ثم العمل به ثانياً ، وإلا كانت المعرفة وبالاً على أصحابها كما قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ { الصف2 - 3 ، إذن نحن بحاجة إلى تعلم الإسلام وإلى العمل به ، وهناك دليل آخر ينتهكه هؤلاء المسلمون وهو قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) ؛ فهل نحن أهل لتغيير نظام الحكم وتغيير النظام وتطهير البلاد من الفساد و... و... ؟؟؟ وبمعنى آخر هل نحن تغيرنا أولاً للصورة التي نريد أن نغير النظام والبلد إليها ؟ ؟ ؟ وإجابة هذا السؤال هو السر في فشلنا في كل شيء، وقديماً قالوا : " من استعجل الشئ قبل أوانه أبتلى بحرمانه " إذن: نحن أمام أحداث مؤلمة ومؤسفة راح ضحيتها الكثير ما بين قتلى وجرحى ، وهنا أسئلة كثير تفرض نفسها على الساحة وتتردد في كل وقت وكل حين ولا نجد من يروى غليلنا في الإجابة عليها وكأننا أمام طلاسم وأسرار ، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين ومن تلك الأسئلة الشائعة : هل كل من قتل في المظاهرات والمليونات منذ 25 يناير حتى الآن يطلق عليه شهيد ، وما حكم هؤلاء الذين يضطهدون في مصر مثلاً ويُقَتلون ويجابهون من قَبَلِ الجيش والشرطة المصرية أو. . . أو ... إلى آخره . هل هؤلاء شهداء ؟ ؟ ؟
هل ما حدث يعتبر خروج على الحاكم ؟. وما حكم الخروج على الحاكم ؟ . وغير ذلك من الأسئلة المتداولة بين الناس ولا يجدون لها إجابة وافية شافية.
وأخيراً هل سيصل الإسلاميين للحكم ومن ثمَّ إقامة الدولة المسلمة ... ؟ أم هناك سيناريو آخر ..؟
ساحة النقاش