قام بجمعة /أ -محمد محمود القاضى مدرس اول شرعى بالمعهد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتأتي جريمة دولة اليهود الجديدة تجاه أسطول المعونات لإخواننا المسلمين في غزة دليلاً جديدًا على حقيقة مقاصدهم ونياتهم لمن أراد أن يبصر -إن كان عنده بصر-، ولمن أراد أن يسمع -إن كان عنده سمع-، ولمن أراد أن يعقل -إن كان عنده عقل-، وإن كان الظن أن أكثر دول العالم ومن ضمنه الأنظمة العربية والإسلامية قد قررت قرارًا إستراتيجيًّا: ألا ترى ولا تسمع ولا تعقل إلا السلام الأبدي والالتزام الأبدي -أبد حياتهم هم ومَن على شاكلتهم- بما تم الاتفاق مع اليهود عليه..! حتى لو كان فيه نقض كل العهود والمواثيق الأخرى: الدولية منها، والإسلامية، والعربية! بل لو كان فيها نقض الدين من أصله، وتكذيب القرآن العظيم، والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لا صوت يعلو فوق صوت السلام!
وإذا كان الحصار الإسرائيلي لغزة لا يتم إلا بحصار مصري، وطيران العدو وآلياته وبَحريته وجميع سلاحه لا يعمل إلا بوقود عربي، وأموال عربية وإسلامية تضخ الحياة في شرايين الاقتصاد العالمي -اليهودي في نهاية الأمر- تضع ثرواتنا في أيدي أعدائنا يقتلون أبناء أمتنا بها؛ فكيف يمكن لعاقل أن يصدق التشجيب والتنديد والإدانة والمطالبة بفك الحصار مع الاستمرار في محادثات السلام اللانهائية؟!
وإذا كان هناك من يريد أن يعرف حقيقة اليهود؛ فهذه صفاتهم في كتاب ربنا -ومن أصدق من الله قيلاً-؛ نذكرها نصيحة للمسلمين حتى لا يغرهم غرور، ولا يخدعهم مداهن، من أجل كفرهم وفسقهم وظلمهم عاديناهم؛ رضي العالم أو سخط، أظهروا عداوة لنا أم ادعوا صداقتنا، سمحوا لنا بوسائل دعوتنا أم أوقفوها:
1- أشد الناس عداوة للمؤمنين هم والذين أشركوا: وقد دخل فيهم من قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، والذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم، قال الله -تعالى-: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة:82)(1).
2- يكفرون بالله ورسله ويفرقون بين الله ورسله: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً . أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا) (النساء:150-151).
3- يتعنتون مع الأنبياء ويطلبون منهم المعجزات ثم ينقضون العهود، ويكفرون ويقتلون الأنبياء: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا . وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا . فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً) (النساء:153-155).
4- الكفر بالأنبياء والطعن في أعراضهم، وأعراض الصالحين والصالحات: (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا) (النساء:156).
5- الادعاء بقتل المسيح -عليه السلام- وصلبه، وقد سعوا في ذلك فما أمكنهم الله منه: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) (النساء:157-158).
6- ظلمة يصدون عن سبيل الله كثيرًا، أكلة الربا الحرام، وأكلة أموال الناس بالباطل: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا . وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) (النساء:160-161).
7- مسارعون في الكفر، سماعون للكذب، أكالون للرشوة والسحت، يحرفون الكلم المنزل، قلوبهم نجسة: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ . سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) (المائدة:41-42).
8- كفار يشترون بآيات الله ثمنًا قليلاً، ويحكمون بغير ما أنزل الله: (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ . إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:43-44).
9- يريدون فتنة المؤمنين عن القرآن المنزل إليهم، يتولون عن الحق بعد معرفته، وهم فسقة يبتغون حكم الجاهلية: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ . أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:49-50).
10- يستهزئون بدين الإسلام وبالصلاة والأذان؛ لانعدام عقلهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (المائدة:57-58).
11- يحقدون على المؤمنين ويكرهونهم على إيمانهم بالكتب السماوية كلها، وأنهم ليسوا فساقًا مثلهم: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة:59).
12- ملعونون مغضوب عليهم، عباد الطواغيت شر ممَّن مسخهم الله قردة وخنازير، شر الخلق وأضلهم: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (المائدة:60).
13- يزعمون الإيمان وهم مصرُّون على الكفر، ويسارعون في الإثم والعدوان والرشوة والحرام: (وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ . وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (المائدة:61-63).
14- يسبون الله -تعالى- ويتهمونه بالنقائص -تعالى الله عن كفرهم-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) (المائدة:64).
15- طغاة.. يزيدهم القرآن كفرًا على كفرهم لفساد قلوبهم: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا) (المائدة:64).
16- يكره بعضهم بعضًا وإن كانوا في الظاهر متحدين، ويعادي بعضهم بعضًا ويسعون لنشر الحروب والفساد في الأرض: (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة:64).
17- قتلة الأنبياء، والمكذبون بهم إذا جاءوا بما يخالف أهواءهم، عُميٌ عن الحق لا يتكلمون به: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ . وَحَسِبُوا أَلا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (المائدة:70-71).
18- معلونون على ألسنة الأنبياء منهم بعصيانهم واعتدائهم، وعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:78-79).
19- يتولون عبَّاد الأوثان وغيرهم من الكفار، وينصرونهم على المسلمين؛ لانعدام إيمانهم بالله والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والقرآن: (تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ . وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة:80-81).
20- يدعون أن معجزات الأنبياء سحر؛ قال -تعالى- لعيسى ابن مريم: (وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ) (المائدة:110)، وقال -تعالى-: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) (البقرة:102).
21- يردُّون من أطاعهم من المسلمين كافرًا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) (آل عمران:100).
22- يكفرون بمحمد -صلى الله عليه وسلم- رغم معرفتهم به وبصدقه كمعرفة أبنائهم: (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (آل عمران:86-88)، (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) (البقرة:146).
23- يزيدون في التوراة والكتب التي بأيديهم ما ليس منها مع تحريفهم لها، ويكذبون على الله: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:78).
24- مختلفون بالبغي، كفرة بآيات الله، قتلة الأنبياء والدعاة إلى الله: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ . فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) (آل عمران:19-22).
25- يرفضون التحاكم إلى كتاب الله بزعم أن ترك الحكم والتحاكم إلى ما أنزل الله معصية لا تستوجب الكفر، ولا الخلود في النار؛ افتراءً على الدين: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ . فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (آل عمران:23-25).
26- أتباع مَن عبد العجل من أسلافهم بغير توبة: (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) (البقرة:51).
27- يسهزئون بأوامر الله على ألسنة رسله، ويبدلون الكلام: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ . فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (البقرة:58-59)، فبدلاً من السجود دخلوا يزحفون على أستاههم -مقاعدهم-، وبدلاً من حطة -أي: حط عنا خطايانا- قالوا: حبة في شعرة -أي: حنطة-.
28- أذل خلق الله، مستكينون لأعدائهم، ويخضعون لهم عند الضعف، أكثرهم كبرًا وجبروتًا عند القوة لدرجة قتل الأنبياء: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة:58).
29- يستحلون محارم الله -تعالى- بأدنى الحيل، ويعتدون فيما أمروا باحترامه: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ . فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:65-66).
30- مجرد قُراء للتوراة بلا فهم ولا عقل ولا سمع ولا طاعة مع تحريفهم لها: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ . فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة:78-79).
وأما من السنة على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فنكتفي باليسير:
- هم المغضوب عليهم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في قول الله -تعالى-: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:7): (الْيَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَالنَّصَارَى ضُلالٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
- معلونون يتحايلون على الدين والحرام ليستحلوه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا) (متفق عليه).
- ملعونون اتخذوا القبور مساجد: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) يحذر ما صنعوا (متفق عليه).
- حرب على الإسلام وأهله إلى قرب يوم القيامة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: "يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ". إِلا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ) (رواه مسلم).
- أتباع المسيح الدجال: قال -صلى الله عليه وسلم-: (يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ) (رواه مسلم)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الدجال أنه يهودي (رواه مسلم).
فهذه حقيقة صفاتهم من الكتاب والسنة لمن شاء أن يبصر، ولمن شاء أن يسمع أو يعقل، وكذلك لمن شاء بعد ذلك أن يقول: إنهم أصدقاؤه الذين لا يحاربهم أبدًا..! هل يكون مؤمنًا بالله وبالرسول -صلى الله عليه وسلم-؟!
ونحن إذ نعلن براءتنا من اليهود اومَن والاهم، ومن أفعالهم نرى أن من واجب المسلمين وحكوماتهم ما يلي:
1- مناصرة المسلمين المحاصرين في غزة وإمدادهم بكل أنواع المساعدات من: طعام، ومساكن، ودواء، ومال، وسلاح، وغير ذلك؛ إذ هم على ثغر من ثغور الإسلام في مواجهة اليهود، وندعو القائمين على حكم غزة لنصرة الدين بإقامة الشرع فيما تحت أيديهم؛ فإن ذلك أعظم سبب لنصرة الله لهم؛ ونطالب باستمرار فتح معبر رفح على الدوام والسماح بدخول جميع أنواع المساعدات عن طريقه والإعلان عن عدم الالتزام باتفاقية المعابر التي تمس السيادة المصرية (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).
2- العمل على إيجاد جيوش مسلمة قوية قادرة على الدفاع عن بلاد المسلمين، ولا تعتمد في مصادر تسليحها وتدريبها وتخطيطها على الأعداء الذين ظهرت عداوتهم وحربهم للمسلمين في شتى بقاع الأرض، وبقاء كثير من بلاد المسلمين معتمدة على حماية جيوش الكفار هو من أعظم أسباب الذل والهوان، والضعف القاتل.
3- العمل بكل طريق لإخراج جنود الكفار -وقواعدهم العسكرية من جميع بلاد المسلمين- من الأمريكان وحلفائهم حلفاءاليهود ومسانديهم في عدوانهم، والحامين لدولتهم عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، وبقاء هذه القوات على أرض الإسلام هو احتلال مخل بسيادة الدول الإسلامية لا يقره الشرع، ولا يصححه إذن ولي أمر ولا غيره، وخيانتهم للمسلمين معلنة غير خفية، وعدوانهم على بلاد المسلمين انطلاقًًا من هذه القواعد مشاهد متكرر.
4- سحب الأرصدة المالية الرسمية والخاصة من البنوك الربوية الأمريكية والأوروبية وعامتها يهودية، وبورصاتهم واستثمارها في بلاد المسلمين الذين لهم الحق في ثروات أرض المسلمين في كل مكان.
وفضلاً عن التعامل بالربا المحرم؛ فإن بقاء هذه الأرصدة دعم اقتصاد الأعداء المساندين لليهود، بل دعم مباشر لاقتصاد اليهود.
5- منع الوقود والغاز من الوصول إلى اليهود وحلفائهم؛ فكيف تكون آلات حربهم ورفاهية سكانهم وجنودهم مدارة بوقود من عند المسلمين، وقد جرب العرب هذا السلاح في "حرب رمضان" 1393 أكتوبر 73م، ونفعهم أعظم النفع سياسيًا واقتصاديًا؛ فهو أمر ممكن، ولكن الشرط وجود الإرادة في ذلك.
6- نفض اليدين تمامًا من دعاوى السلام والمفاوضات والمبادرات بأنواعها بما فيها حل الدولتين؛ لأن ذلك فيه إقرار بحق اليهود في أرض فلسطين، وهي ليست ملكًا لأحد حتى يبيعها لهم بالثمن البخس، بل هي أرض الإسلام والمسلمين في كل مكان، وإعداد الأمة ليوم مواجهة آت لا محالة، وأول ذلك الإعداد الإيماني التربوي لأبناء الأمة والبعد عن إلهائهم بالملهيات والتوافه، وكل هذه الامور يمكن العمل بها لو تحققت الإرادة، وما لا يمكن في وقت من الأوقات من البعض يجب عليه السعي إليه واتخاذ الخطوات المؤدية إليه، وليس السير في عكس هذا الاتجاه والتعلل بالعجز والضعف الذي يزيدنا ضعفًا وعجزًا.
وإذا كانت جماعات ليست ذات جيوش نظامية وبتسليح محلي محدود قد أرهقت جيوش الأعداء متحالفين، وجيوش الاحتلال بكل عتادها وعددها عند وجود الإرادة السياسة؛ فكيف بالدول؟!
ألا هل بلغنا؟! اللهم فاشهد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أما من قال الله -عز وجل- فيهم: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى)، فهي في الموحدين منهم بدلالة باقيها: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) نزلت في النجاشي، ومن آمن مِنْ بطارقته
ساحة النقاش