العدد9 لسنة 2016
مبدعون من بلادي... جواد الكعبي..
بقلم : علاء الأديب
شاعر مبدع مثابر مجد ...
نظم الشعر بالفصحى وباللهجة العراقيّة الدارجة .
فأبدع في كليهما لكنّه تميّز بالدارجة أكثر من الفصحى لولعه به.
لفتت انتباهي صوره الشعريّة الرائعة ونسجه لحروفه بحرفنة واتقان.
ينحدر من محافظة ميسان قضاء علي الغربي من جنوب العراق من مدينة القصب والبردي والأهوار الزاخرة بأصالة الشجن العراقي .فاستلهم من ذلك المعين امتداده.
ولد في بغداد في الكاظميّة .
حين زار القضاء اول مرة وجد دجلة يشطره نصفين كانهما الكرخ والرصافة .. ومن هنا بدات قصة عشقه للهور حيث رجع اهله بعد ولادته من بغداد الى هور المصندك تحديدا .. وكانت والدته رحمها الله تضعه على قطعة قماش مثبته باربعة اوتاد وسط الماء .وكان عمره سنتان حيث رضع حنان وعمق الهور مع حليبها كانت تقرأ له الشعر فكان ينام في حضنها الدافى بالحنان ..تعلم الشعر من دموعها حيث كانت كثيرة العبرة واخذ ترافة الشعر من خشونة كفوفها .
بدا يقرا الشعر ويحفظه وهو في الثانية عشر من عمره .
حيث تولع بقصائد متوحشة لنزار قباني.
وكان يقرأ لكبار الشعراء كالمتنبي والجواهري وابو العلاء المعري .. حاول ان يكتب الشعر العربي الفصيح .. الا انه وجد نفسه في الشعر العراقي الشعبي حيث كان الأقرب الى نفسه كتبت اول قصائده في عقد التسعينيات .
حيث كان يكتب لنفسه وللشعر فقط ولم يكن لديه طموح أو هدف بأن يصبح شاعرا لكنه كان يكتب ويقرأ كثيرا الى ان التقى بالشعراء من جيله في العراق بيد أنّه لم يشاركهم انشطتهم. تفرغ بعدها لدراسة العروض الشعري وأوزان وألوان الشعر الشعبي الذي تنحدر الوانه من بحور الشعر الفصيح من ثم انتمى الى اتحاد او جمعية الشعراء الشعبيين في بغداد وكانت له لقاءات متلفزة واذاعية .ومازال يكتب الشعر للشعر ولا يحب أن يمتهن الشعر فهو يعمل في مجالات بعيدة جدا عن الشعر
يعتبر الشعر رسالته واهم شيء هوانتمائه لقصيدة المنبر الحسيني.
يكتب جميع الوان الشعر
شعاره في الحياة (سابقى تلميذا حتى اتعلم)
اروع حكمة سمعها (كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا
يرمى بصخر فيعطي اطيب الثمر)
من قصائده
مو جبير المايدنك للزغار
الزين يفرش عينه ورموشه غطه
الكمكم يحنب على ادلال المضيف
شانه بيهن يرتفع ومزامطه
الاصيل اللايحه مرافكته دوم
موش من ياخذ يبين بالعطه
الرجال اسرار بيهم راسه حار
صكر بافعاله وترف مثل الكطه
الينحني من التواضع هذا سيف
دوم محنية السيوف الباشطه
الكرم من تولي تعفي وهذا زود
قدم اعذاره بنخوتك من خطه
لاتعابي الدنية الك وترد عليك
كلشي دين الغانمه والمسخطة
صير وي العايزة مخيط يروف
العجيد البخت جاها ومخيطه
شكد لذيذ البشر من تلكاه كريم
لذه بيها سوالفه ومخالطه
كله نشعه وهيبه مالح وابن ابوه
كلبه كد الوطن روحه الخارطه
*********************************************.**
شمسين نزلن عاالارض شمس الله وي شمسي انه
ظليت حاير مبتلي ...................مابين حانه ومانه
مو عين يابوية صحت خزرته طكة موزر
طكني بدليلي وسلمت من كثر مابي غزر
التفتت وزاد الالم........... احاه يكلبي تفطر
دولاب فرج... فلشج....... ريتج بلم يفلانه
ياعمي جنها مشمشة ترفة بغنج .......تتبطر
بين الشفايف بسمتي مخلوط ويه.... العنبر
وعالشفة خدران الورد حقة الورد من يخدر
تهمس همس من سولفت .....خمرة بورد سكرانه
جوري وعسل شكتب غزل حار القلم باوصافك
مانام ليلة ولاغمض جفنه الذي من. ....... شافك
مو مال تسع اشهر ابد تسعين ربك ...........عافك
الحور يم امك اجن خافن تظل ..............حيرانه
شمسين نزلن عاالارض شمس الله وي شمسانه
***************************************************
(((((((( مامش ناس ))))))))))
ادور ناس ..يا هالناس وين الناس ( ومامش ناس )
.. مات بروحي شاعر ترف كله احساس
من شفت الطفل جرح احلامة العوز
.. واحلام الطفولة تفرع وتنداس
ومن شفت الورد عفر خدودة الموت
.. وعالصبير كالو ناعم وينباس
ومن صار الكمر مايستر العشاك
.. ولا نشوة سمر ظلت بجعب الكاس
ومن شفت الوطن عز الظهر ينباك
.. ونواطيرة التحوفة واصبحو حراس
ومن كام اليصلي يبوك بالركعات
.. وهو كبال ربه وراكبه الوهواس
آنه البيه حركة بشوغة الشجرات
.. من يجسر عليها بلاية رحمة الفاس
غم هذا الوكت يطلب الدفلة بطيب
.. ويختنكن انفاسه يم ضريح الياس
عجايب يازمن عالراس اصبح ذيل
.. وصار الذيل راس وصعد فوك الراس
**********************************************
ومما نظم بالفصحى لوطنه المثخن بالجراح :
مالي ارى خير العراق وقد
غدا .. نهبا لكل مكابر وجبان
افلا يكون الخير ابلغ نعمة
لو كان يرفع عيشةَ الانسان
لكنّ صوتا في العراق اجابني
أن العراقَ مراتعُ الاحزان
كم من حسين مات فيه لرفضه
عيش الخضوعِ بذلّة وهوانِ
وختاما نتمنى لشاعرنا القدير ان يكون امتدادا للمبدعين ممن سبقوه في مجال الشعر الشعبي العراقي الذي كان ومازال رافدا مهما من روافد الأدب العراقي الخالد.
وإلى محطة أخرى من محطات
مبدعون من بلادي
أستودعكم الله
والى اللقاء.
علاء الأديب
تونس - نابل