العدد 8 لسنة 2016
خُدعَةُ النَّفس
للشاعر : حسن عيسى
أَلا لَيتَ سَيْري في الوِصالِ لَكُمْ عَدوا
وَأَحدو الفؤَآدَ الصَّبِّ في قُربكُمْ حَدوا
أَذوبُ اشتَياقاً في البِعادِ مِلاوِعاً
وَلكِنْ بِتِمثالٍ لَكُمْ أَندُبُ السَّلْوى
وَما هيَ إِلّا خُدعَةٌ في قَناعةٍ
أُمَنِّي بِرَوْعِ النَّفسِ في شُغلِها لَهوا
بُليتُ بكُمْ عِشقاً وَتِلكَ فَضاعَةٌ
وَلكِنَّها الآلاءُ مَنْ عَدَّها البَلوى
فَما الحُبُّ إلّا قُطبُ كُلُّ فَضيلَةٍ
بِهِ حِسبَةُ النِّيَّاتِ كَشفاً وَما تُطوى
مُناجاتُكُمْ لها الوِرقُ صاغِيةً
بِهَجعةِ لَيْلٍ تَسْمَعُ الشَّجوَ والنَّجوى
وَكانَتْ رواياتٌ مِنْ العُشقِ صاخِبَةٌ
أَثارتْ هديلاً مِنْ أَنينٍ بِما تُروى
فَجاءَ َبُكاءُ الوِرقِ عَنْ عُجمةٍ بها
وَمَنْ بِلِسانِ الّلحنِ يفهَمُها شَدوا
وَعِشقُ الفتى ما صَحَّ مِنْ عَزمِ ثابتٍ
فَلا يَرتَقي مَنْ كانَ في عِشقِهِ رَخوا
حَلاوَةُ عُشقِ العاشِقينَ تلاحِمٌ
بوَصلٍ تَسامى الصَّابُ في مُرِّهِ حِلْوا