العدد 6 لسنة 2016

ساحة

عبد العزيز الحيدر

 

في ساحة المدينة الكبرى كان يتكأ على جدران متآكلة
الوهم هو صانعه
من ابتكاراته القديمة
وخربشاته
وانهيار الحضارة قبل زهوها هو الذي كسر جرتها
حين ضربها بعصي غضبه
في ساحة الكنيسة
كان يتقبل القرابين
عند ركن معتم
ومن تحت أجفان جاحظة من الضجر المر
كان يراقب أفعال الشماس
ومراسيم أداءه
والأخوات المعقودات الحواجب
وهن يذرفن اشتياقا أبديا لأنعتاق طال انتظاره
في ساحة المعركة
كان يمر على الجثث المحترقة
والجثث المنتفخة يقرأ ما يقرأ في أذانها قبل أن يرسلها بمعية
حراسه إلى كوكب ثان بديل
في ساحة المحكمة
كان يجلس إلى جانب القاضي
يطعمه ملعقة من الكآبة والكراهية بعد كل حكم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 160 مشاهدة
نشرت فى 26 مايو 2016 بواسطة albashiq
albashiq
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,240