العدد 4 لسنة 2016
الشّعرُ المُدانْ...
للشاعر : محمد نجيب بلحاج حسين

كلانا... أتى من خريف بعيد
كبعد الصّبا عن سنين الهوان...
شُغِلتُ بِتَكثيف ِ شَعْرِ المَشيبِ...
و تبْديدِ ما كان مِن عُنْفُوانْ...
و مثّلتُ دوْرَ الٌذي لا يبالي...
وأرخيْتُ قصدًا عِنانَ الحصانْ...
وها إنٌني بعد عُمْرٍ تولٌى...
أراكِ فألقى صدى مِهْرجانْ...
كلانا أتى من خريفٍ بعيدٍ...
كبُعدِ الصٌِبا عن سنينِ الهوانْ...
###
غُبارُ الوقارِ ، ذَوى في مداري...
فهُدّتْ سواري عُرى الاتٌزانْ...
وفِنْجانُ بُنٌي تَهادى ارتِعاشًا...
بِدقّاتِ قلبٍ... تَهُزّ الكَيانْ...
ظننتُ اشْتياقي ، خبا بالفراق...
و دمعُ المآقي...تجافى وخانْ...
تراءى ذُهولي ، كطِفْلٍ خَجولِ...
يُعاني ارْتِجافا إزاء امتحانْ...
كلانا... أتى من خريف بعيد...
كبُعد الصّبا عن سنين الهوانْ...
###
<أحقّا ، تقولينَ ، أصْبحتَ جدّا ؟
و لامسْتَ بالشّعرِ نبْضَ الحِسان؟...
وهل كنتَ فِعلا تُعاني بعشقي؟...
أمازال بالصّدر بعضُ امْتِنانْ؟...>
أجيبُ ، ونملٌ سعى في عروقي...
وفوق الجبين استوت قطرتانْ...
<نعم ، واقتَرفْتِِ الحياةَ بِدوني...
وأهملتِ حبّا...غزيرَ الحنانْ...>
تقولين: < أتْقنتُ شأنَ ارتِحالي...
وفي كلّ أمري ، كسبتُ الرّهانْ...
ولكنّني ~ لَوْ ~ أعيد اختياري...
سألقاك ، نجما ، يُزينُ المكانْ...>
كلانا أتى من خريف بعيد...
كبعد الصّبا عن سنين الهوانْ...
###
أقولُ: < وَلوْ أنّ "لَوْ " أنْصفتني...
لحلّقتُ كالطّيرِ ، فوق الجِنانْ...
لَحقّقْتُ ما لا تَعيهِ الأماني...
و ما فوق ما فوق سحر البيانْ...
دعيني على الأرضِ ، أُنْهي عذابي...
ولا تُبْهريني... بِبَوْح افتِتانْ...
تجاعيدُنا لم تَعُدْ في اتّساقٍ...
ونبضُ الحماسِ انتهى واستكانْ...
سأبني...
لِشعري وعشقي...
قُصورا...
بها للهوى... يعقِدانِ القِرانْ...
فبالشّعْرِ عِشقي ، سيلقى خُلودًا...
وللعشقِ شِعري ، سيبْقى مُدانْ...
كلانا...
مضى...
في...
قطارِ اغْتِرابٍ....
وفي....موعد الصّدقِ....
فاتَ الأوانْ....
فات الأوانْ...
فات الأوانْ...


