جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الكعبة المشرفة في العصر العثماني
انتقلت السيادة على الحجاز إلى العثمانيين، وبالتالي رعاية الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وصار السلطان العثماني يلقب بخادم الحرمين الشريفين، وعلى الرغم من السيادة العثمانية على كافة الأمصار إلا أن مصر كولاية عثمانية ظلت تتولى عمارة المسجد الحرام بأموال ومواد بناء ومهندسين و عمال مصريين أجريت العمارة الأولى بعد زوال دولة المماليك على المسجد الحرام عام 979 هـ / 1571 م، حين رأى السلطان سليم الثاني أن يجدد سقف الأروقة الأربعة للمسجد الحرام، وفي عهد السلطان أحمد (1012 هـ ـ 1022 هـ) حدث تصدع في جدران الكعبة وكذلك في جدار الحجر، وكان من رأي السلطان هدم بناء الكعبة وإعادة بنائها من جديد، إلا أن المهندسين أشاروا عليه بدلا من ذلك بعمل نطاق من النحاس الأصفر المطلي بالذهب واحد علوي وآخر سفلي ورغم ذلك لم تصمد الكعبة طويلا وتهدمت جدرانها عقب أمطار غزيرة عام 1039 هـ، فأمر السلطان مراد الرابع بتجديدها على أيدي مهندسين مصريين عام 1040 هـ، وكنتيجة للعمائر المختلفة التي تمت بالكعبة المشرفة في العهد العثماني صار الحرم مستطيلاً أقرب إلى التربيع وأصبحت المظلات التي تحيط بالمطاف من ثلاثة أروقة مقامة على صفوف من العقود والأعمدة الرخامية،
ويغطي كل تربيع قبة ضحلة مقامة على مثلثات كردية، وتقوم الكعبة في وسط المسجد الحرام من الخارج في المتوسط 192 مترا وعرضه 132 مترا وكان بخارج المطاف ثلاث سقائف على أعمدة من الرخام تواجه إحداها الجانب الغربي وكان يصلي بها إمام المالكية، والثانية تواجه الجانب الشمالي ويصلي بها إمام الحنفية، والثالثة تواجه الجانب الجنوبي ويصلي بها إمام الحنابلة، أما إمام الشافعية فكان يصلي خلف مقام إبراهيم ؛ وبجوار المطاف في شرقي الكعبة نجد المنبر الرخامي، وكان قد بعث به السلطان سليمان عام 966 هـ إلى المسجد الحرام حيث أقيم بدلاً من المنبر الخشبي، وكان هذا المنبر مصنوع بدقة وإتقان يشعران برقي الصناعة في ذلك العصر.
اللهم ما اجعله خالصا لوجهك يا كريم وانفعنا به واجعله فى ميزان حسناتنا