هي السيدة زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية ، و أمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث ، التي قيل عنها ” لا تعلم امرأة من العرب كانت أشرف أصهرا من هند بنت عوف ، أم زينب و ميمونة و أخواتهما ” . و هي أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث لأمها .
و هي إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث تزوجها ( عليه الصلاة و السلام ) في السنة الثالثة الهجرية ، و ذلك بعدما استشهد زوجها عبيدة بن حارث بن عبد المطلب ( ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ) يوم معركة بدر . و هي رابع أمهات المؤمنين .
و اختلف في من تولى زواجها من الرسول ( عليه أفضل الصلاة و السلام ) ، ففي الإصابة عن ابن السائب الكلبي : أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) خطبها فجلعت أمره إليه فتزوجها . و في إحدى الروايات الأخرى ، ذكر أن عمها قبيصة ابن عمرو الهلالي ، هو من تولى زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . و يقال أن الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) أصدقها بأربعمائة درهم ، و بنى لها حجرة بجوار السيدة عائشة بنت أبي بكر ، و السيدة حفصة بنت عمر ( رضي الله عنهم جميعا ) .
و لم تمكث أم المساكين ( السيدة زينب بنت خزيمة ) في بيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) طويلا . و على الرغم من اختلاف الروايات في المدة التي قضتها أم المؤمنين السيدة زينب بنت خزيمة في بيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ، حيث ذكرت بعض الروايات أنها مكثت حوالي ثمانية أشهر ، إلا أن معظم الروايات ذكرت أنها لم تتجاوز الثلاثة أشهر ثم توفت . و على الأرجح أنها توفت و هي في الثلاثين من عمرها ، و هي أول من دفن في البقيع من أمهات المؤمنين ، و بالتالي كانت ثاني زوجات الرسول رحيلا في حياته بعد السيدة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) . و لم تمت أي من أمهات المؤمنين غيرهما في حياة النبي ( عليه الصلاة و السلام ) .
لماذا سميت السيدة زينب بنت خزيمة بأم المساكين ؟
سميت السيدة زينب بنت خزيمة الهلالية ( رضي الله عنها ) بأم المساكين في الجاهلية ، حيث عرفت بالإنفاق و الكرم على الفقراء و المساكين ، و بعد دخولها الإسلام زاد حنانها و عطفها عليهم . فكانت رضي الله عنها لا يأتيها دينارا و لا درهما إلا أنفقته على الفقراء و المساكين و على إطعامهم و كسوتهم . و ذكر أنها كانت تبذل قصارى جهدها في رعاية الأيتام و الأرامل ، و تفقد شئونهم ، و رعايتهم .
و عرفت اثنتان أيضا من أمهات المؤمنين و هما ، السيدة زينب بنت جحش ( رضي الله عنها ) ، و السيدة العالية بنت ظبيان التي طلقها الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) ، و تزوجت قبل تحريم نكاح أمهات المؤمنين .