قصة أبو موسى الأشعري رواها بن أبي شيبة في المصنف وبن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وإسنادها صحيح: لما أغشى على أبي موسى الأشعري وكان حوله أولاده، أبو برده وعبد الله وغيرهم، فقال لهم يا بني أذكروا صاحب الرغيف وأغمي عليه، لما أفاق قالوا له يا أبانا من صاحب الرغيف؟ فحكي لهم قصة رجل مثل جريج، لكن أنظر كيف زل هذا الرجل؟
رجل من بني إسرائيل عبد الله سبعين سنة، عابد وكان ينزل مرة كل سنة إلى البلد .
ففي مرة من المرات التي نزل فيها رأى امرأة جميلة قلبت لبه خطفت عقله فكان معها سبعة أيام في الفاحشة، ثم انكشف عنه الغطاء فهام على وجهه في البرية، صار يمشي من هول ما انكشف عنه الغطاء، كيف بعابد سبعين سنة ويواقع الفاحشة؟ ونزوله البلد يجعله يعمل هذا فصار يمشي، كلما يخطوا خطوة يسجد سجدة، ثم يقوم يخطوا خطوة يسجد سجدة، كل هذا وهو يريد أن يكفر عن الذنب الذي عمله، وظل على ذلك حتى وجد جماعة من المساكين يجلسون جميعهم عل مكان مرتفع وكان قد تعب جدًا يمشي لا طعام ولا شراب و يخطوا خطوة يسجد سجدة ,فلما وجدهم هكذا ألقي بنفسه بينهم .
وكان هناك راهب يرسل لهؤلاء الإثني عشر مسكيناً، اثنا عشر رغيفا كل يوم، فأصبح هؤلاء الجماعة ثلاثة عشر، وكان الرجل كالعادة يرمي له الأرغفة واحد اثنين حتى اثني عشر، وهذا رمى نفسه بينهم، فلما ألقى الأرغفة فتبقى آخر واحد دون رغيف، فقال له أين رغيفي، فقال له أنا لم أكتمك شيئًا، فقال له أنا لم آخذ رغيف، فقال هل أخذ أحد رغيفين، ولم يخطر بباله أن يعد الرؤوس، فقال أنا لم آخذ وحلف عليه بالله أنه لن يعطيه أي شيء اليوم .
الراهب سمع الحوار وعرف أنه أخذ الرغيف الذي يأخذه كل يوم فرماه له ثم مات من ليلته، فوزنت عبادة سبعين سنة بالسبع ليال فرجحت السبع ليالي ووزن السبع ليالي بالرغيف فرجح الرغيف، لذلك كان أبو موسى الأشعري يقول: (يا بني أذكروا صاحب الرغيف) وهذا مما يدل على أن العبد قد ينجوا بأهون شيء: فالعاقل لا يحتقر شيئًا من عمله ممكن الشيء الذي تفعله عفوًا بدون أن تجمع قلبك وغير ذلك يكون أبرك من كثير من عملك الذي تعتز به).
لأنه لا يعلم حقيقة أوزان العباد إلا الله -سبحانه وتعالى- قد يعتز الإنسان بالعمل ثم يفشل ، أنت تعرف مع بعد الشقه، أنت تعرف الطالب في الامتحان عندما يرسب في مادة ويقول لك أنا أجبت والدكتور ظلمني، وعندما تأتي لتصحح ورقته أو يرفع قضية ليصحح الورقة يجد أنه أخطأ ظل يدور حول السؤال وهو لم يجيب على السؤال ، وهو يعتقد في حقيقة نفسه أنه أجاب إجابة قاطعة يستحق بها الدرجة .
إِذا لَا تَحْتَقِرْ أَيُّ شَيْءٍ يَقْرَبُكَ مِنَ الْلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- تعرفون قصة المرأة البغي التي دخلت الجنة في كلب سقته، لو قلت لك بميزان الأعمال والنصوص امرأة زنت خمسين مرة وسقت كلاب الأرض
هل ممكن سقيا كلاب الأرض تكفر زنا خمسمائة مرة؟ أو زنا عشرين سنة، أنت أمام النصوص لا تعرف تقولها ومع ذلك عندنا النص في الصحيحين دخلت الجنة في كلب سقته،
والمرأة التي دخلت النار في هرة حبستها، لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ولا هي أطعمتها.
إذًا لا تحتقر أي شيء يقربك من الله -عز وجل- فالإنسان ممكن يكون عابد اوزاهدا ويقع، فاحذر. لَا ترَتَكّنَ إِلَىَ عَمَلِكَ وَلَكِنَّ دَائِما ترَتَكّنَ إِلَىَ فَضْلِ الْلَّهْ أَنْ يَعْصِمُكَ:وأن يبلغك ،.
فالمرء مع عبادته وزهده قد يبتلى بلاءً لا يخطر له على بال، والإنسان إذا ضعف مرة، أو خمس دقائق أو ثانية واحدة حتى يقع في ورطة لذلك لا أحد يتصور أنه بعبادته يستطيع أن يستقيم ويعتصم، يمكن يبتلى وهو عابد .
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك اللهم آمين