دعاها الشوق
دعاها الشّوق هل علمت مكاني؟
ونبضي قـــد رأى فيها المعانــي
وهـــل وصلت إليها اليــوم منـّي
رسالـــة وردة خطفــــت بيانــي؟
وزفـّــتْ قبلتي الحــــرّى إليهـــــا
أساطير البنفسج فـــي الجنـــانِ؟
أراك على غصون الهجـــر طــلا
وبرعمـــهُ يبــــوح لــك الأمانــي
وعنـــد شواطئ الأحــزان موجا
أغوص بلجّـــه حتـّــى يرانـــــي
أراك ومـــا شُغلـــت بغير بـــوح
لعشق قـــد وَشمْتُ على لسانــي
وأنـــت هنـــاك بين الزّهــر نور
أسير إليـــه مـــن فرط افتتانـــي
وأنت هناك تأســـرك القوافــــي
تعانين القيـــود كمــــا أعانـــــي
وأنـــت هنـــاك عنقــــود بهــــيّ
ترفـّــع أنْ يُمسّ بكـــفّ جــــــانِ
ترنـّح قلبـــي واحتســـت الثـّريّـا
رضاب الوجــــد سهدا كـــــلّ آنِ
مشى بي في خريف العمر غيـــم
تمطـّر كالنـّدى فــــوق الأمانـــي
فأنبت بذرهــــا الدّرر العــــذارى
محصّنة تسطـّر مــــا شجانـــــي
سقــــاك الله يا نهــــرا أبيّـــــــــا
تمُــــرُّ علـــى حقــــول الأرجوانِ
بقلبـــــي وردة منهــــنّ تنمــــــو
بشريانــــي وقاصيــــة المكــــانِ
وكنت رجـــوت أن تبقى ضيائـي
فـــــلا يغنينـــي عنــها النـّيّـــرانِ
فهــــل لــي والأمانــــي عابسات
دنـــوّ مـــن حديثها ذي البيـــانِ؟