بينما كنت أتنقل بين رفوف تلك المكتبة القديمة...أنفث الغبار عن الكتب...أطالع محتوياتها..أقرأ إسم الكتاب والمؤلف...أعيده لمكانه...لآخذ آخر... فإذا بعنوان استوفقني "لا تقتربوا مني فأنا متلبّس بجني"...فتحته واذ بعينيَّ تجحظان لبعض شعاع رأيته يتصاعد منه..أغلقته بسرعةٍ إلتفت حولي فإذا بالمكان خال من الاشخاص عدا ذلك العجوز المتسمر على كرسي خلف مكتب قديم الطراز...يغفو حيناً لتصفعه القحة فيستيقظ حيناً آخر.... تقرفصت على الأرض كسارقة هاربة من الشرطة وانا ألتفت يميناً ويساراً خشية أن يلقى القبض عليّ...عاودت فتح الكتاب ومازال ذاك النور يتصاعد وبدأت أسمع موسيقى انبعثت منه كتراتيل ساحرة وفجأة لمعت الصفحة أمامي كمرآة لبحيرة وتراءى لي وجه يطفو على سطحها ..دققّت به واذ بي أرى ملامحي من خلالها اخذتني الدهشة من ذاتي فكيف لوجهي أن يقبع فيها ....وبينما أنا اتأمل بصورتي بدأت أرى اذنيَّ تتسعان و تكبران وترتفعان .. ومعالم وجهي تتغير الى أتان وأُستبدلت صوت الموسيقى بنهيقٍ ...خفق قلبي بسرعةٍ ولامست اذنيَّ بلا وعي فلم أجد ما شاهدته ....أغلقت الكتاب بسرعة البرق وألقيت به على الارض...وفررت هاربة وصوت العجوز يُضوي بمسمعي ... لا تقلقي لا تقلقي يا ابنتي انه كابوس..
واستيقظت....
نشرت فى 10 فبراير 2016
بواسطة alankaa
مجلة رابطة العنقاء للابداع الادبي
بسم الله الرحمن الرحيم -أهلاً وسهلاً بكم معنا في هذا المنتدى الثقافي الأدبي ..و الذي يرعى الإبداع الأدبي بكل صوره من حيث الاهتمام بالمبتدئين الموهوبين والتفاعل مع المبدعين الكبارِ ليرتقي الجميعُ ،، ..اهلاا و مرحبا بكم . »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
110,073