نداء عاجل لإنقاذ الأردن من مخططات الأعداء : مشروع البنيلوكس الثلاثي ( الإنجلو – صهيوني ) لا يقلّ خطرا عن مشروع كيري ...
عالم السياسة والثقافة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم
ساد مطلع هذا العام الجديد ضجّة وضوضاء في المشهد السياسي في الأردن وفلسطين وأوساط الكيان الصهيوني حول ما يطلق عليه مشروع كيري أو خطّة كيري للحلّ النهائي للقضية الفلسطينية , وكثر حوله القيل والقال , وظهر أنّ الأردن الرسمي والمعارض , والكيان الإسرائيلي , ورموز السلطة الفلسطينية ضدّ هذا المشروع , وإن اختلفت التصريحات حوله واعتباره مجرد أفكار وخطوط عريضة للتفاوض وليس مشروعا كاملا , ورؤية متكاملة .
وقد كتبت قبل أكثر من شهرين مقالا تحت عنوان " الأردن إلى أين " لم تنشره المواقع فنشرته على صفحتي على الفيس بوك , وكان مما جاء فيه ما يلي :
((المراقب لأوضاع الأردن على مدار العقود الثلاثة الماضية إن لم يكن لديه الوعي على المخططات الدولية , والصراع الدولي في المنطقة يصاب بالحيرة حيث تبدو الأمور مختلطة غير مفهومة , فالنظام الأردني يمارس سياسة ممنهجة طيلة هذه العقود لتفكيك الدولة الأردنية حتى وصلت الآن إلى حال يمكن أن يطلق عليها بأنّها دولة فاشلة فمن دين فلكي , إلى تفسخ في جميع أجهزتها , إلى فقدان ثقة الناس بها باعتراف بعض رؤوساء وزاراتها.
وإنّ هذه الأمور لا يمكن فهمها إلا بالعودة لتلك المخططات الدولية التي كانت تتنازع الأردن منذ أكثر من خمسين عاما , وهذه المخططات تتمثّل فيما يلي:
1. المخطط الأمريكي الرامي لقيام دولتين دولة يهودية غربي النهر , ودولة عربية شرق النهر , وقد كان هذا المشروع يشمل غزة والجولان لتكون ضمن الدولة العربية التي ستستوعب أهل فلسطين , وما يجري الآن في سوريا وغزة يشير إلى أنّ ذلك المخطط لا يزال قيد التنفيذ ...
2. المخطط البريطاني القائم على فكرة الدولة العلمانية القائمة على المشاركة الشكلية بين العرب واليهود والتي تكون فيها السيادة الفعلية لليهود , والذي ظهر تحت اسم مشروع أبي رقيبة قبل أكثر من أربعين عاما , والذي تكرر طرحه من قبل القذافي تحت اسم (إسراطين) , وهذا المشروع يلغي وجود الكيان الأردني باعتباره مصطنع وهو في الواقع جزء من فلسطين التاريخية.
والمتتبع للسياسة الأردنية يجد أنّها تسير باتجاه المخطط الثاني فمن العلاقات الحميمة مع الكيان الصهيوني , إلى شعار (أبناء إبراهيم) , وأخيرا السير في مخطط تفكيك الدولة جهارا نهارا ؛ ليسهل ضمّها للدولة العبرية تحت شعار الدولة العلمانية لأبناء الديانات الثلاث أو للعرب وأبناء عمومتهم من العبرانيين .... ومن الجدير بالذكر أنّ منظمة فتح ما قامت أصلا إلاّ على نفس مشروع الدولة العلمانية المشار إليه آنفا.
ولكن كلّ المؤشرات تدلّ على إصرار الأمريكان على تنفيذ مخططهم القائم على حلّ الدولتين الدولة اليهودية , والدولة العربية , وإن كانت من باب التضليل قد طرحت مشروع كونفدرالية الأراضي المقدسة) في الأعوام الأخيرة ربما لإثارة العرب ضدّه ليفشل؛ لذلك نلاحظ أنّ كثيرا من المبرمجين بطريق مباشر أو غير مباشر يناكفون هذا المخطط تحت شعارات مختلفة [ أعني المخطط الأمريكي ] , ويسيرون من حيث يشعرون أو لا يشعرون لتنفيذ المخطط الثاني , وأمّا جماعة فتح وفصائلها فهي تسعى للحصول على اسم دولة لأنّها ترى أنّه يوجد للأردن كيان , ولليهود كيان فلابد لهم من كيان ثالث لتحقيق بعض المكاسب في عملية الوحدة القادمة ...... )) انتهى .
ولمزيد من التوضيح أقول إنّ المشروع الثاني وأعني به المشروع ( الإنجلو _ صهيوني ) هو ما أصطلح على تسميته بمشروع "البنيلوكس الثلاثي " الذي يقوم على أساس (دولة مركزية هي إسرائيل , وسلطتان تابعتان لها تقومان بالأمن وجباية الضرائب في الضفتين هما سلطة شرق الأردن , وسلطة عبّاس في بقايا الضفّة الغربية , ومن خلالهما تمتدّ إسرائيل بنفوذها إلى المشرق العربي كاملا , والملاحظ أنّ هذا المشروع قد تمّ تنفيذه بصمت فقد تمّ تفكيك الدولة الأردنية بشكل كامل , كما تمّ شرذمة التنظيمات الفلسطينية , ولم يبق إلاّ الإعلان , وأذكر بأنّ ( م.ت . ف ) موافقة على هذا الحلّ منذ عشرات السنين , وأذكر أنّه قبل أكثر من أربعة عشر عاما تقريبا كان مدير العلاقات العامّة في (م.ت. ف. ) قد ألقى محاضرة في عمّان ونشرتها إحدى الإسبوعيات (أظنها البلاد ) وكان مما جاء فيها أنّ المنظمة توافق على الاتحاد الثلاثي وتسعى له , ولكنّها تناضل من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية ؛ لأنّ الأردن له كيان سياسي , والإسرائيليون لهم كيان سياسي ؛ لذلك هم يناضلون ليكون لهم كيان ثالث ليكون الاتحاد بين ثلاث كيانات .
والذي أستغربه أن تثار الضجّة على مشروع كيري أمّا هذا المشروع الذي تجري عملية تنفيذه على قدم وساق فإنّه لا يحظى بمثل هذا الاهتمام !!
وغنيّ عن القول أنّ هذا المشروع أخطر من مشروع كيري لأنّه لن يقتصر على ابتلاع الكيان الصهيوني لضفتي الأردن فحسب ولكنّه سيؤدي إلى إحكام سيطرة هذا الكيان على المشرق العربي كاملا , ويفتح الطريق أمامه لتحقيق حلم " إسرائيل الكبرى " .
وبناء على ما تقدّم وانطلاقا من :
1. أنّ الشعب الأردني جزء لا يتجزأ من الشعب العربي والأمّة الإسلامية فكرا , وحضارة , وتاريخا , وطبائعا , وأنّه لن يكون إلاّ بأمته وموروثها الحضاري الخالد الذي يأخذ من الآخرين أحسن ما عندهم , ويترك ما يضرّ أو لا يفيد.
2. وأنّ الأردن جزء لا يتجزأ من بلاد الشام المباركة , وأنّه بوابة الجزيرة العربية منبع العروبة , والشام هي العمود الفقري لجناحي العروبة: عراق المال والرجال , وكنانة الله الخالدة مصر , وانّ الأردن له ضفتان عربيتان مسلمتان ولا حقّ لغير العرب والمسلمين فيهما , ولا استقرار للعرب بدون السيادة الكاملة عليهما.
3. وأنّ الأردن وطن زاخر بالإمكانيات المادية من ثروات باطنة وظاهرة , وطاقات إنسانية لشعب طليعي عروبي مثقف , وأنّها لو استغلت من قبل أيد مخلصة صادقة أمينة لكان للأردن مكانة تتقاصر بجانبها القامات , وتتطامن أمامها الهامات.
إنني وانطلاقا من هذه الركائز فإنني أدعو جميع المخلصين من أبناء الضفتين بالطلب من جلالة الملك أن يقود ثورة بيضاء بالاستعانة بالقوات المسلحة لتحقيق ما يلي :
1. إلقاء القبض على جميع رموز الفساد , ومراكز القوى العميلة المتماهية مع مخططات العدو لتقديمها للمحاكمة .
2. المسارعة بتأميم جميع الثروات الوطنية من اتصالات , وطاقة , ومياه , ومعادن واعتبارها ملكية عامّة للشعب تحت إشراف الدولة .
3. المسارعة لفتح آبار النفط المغلقة بأوامر وتعليمات من قوى الاستعمار .
4. المسارعة لاستخراج الثروات الهائلة من المعادن التي يزخر بها الأردن .
5. الإعلان عن التنصّل من جميع الديون المترتبة على الأردن لأنّها كانت مقابل خدمات أدّاها الأردن لدول الجوار جميعا .
6. إعلان التنصّل من اتفاقية وادي عربة وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب واعتبار فلسطين من النهر إلى البحر أرضا عربية مسلمة يجب تحريرها بما يستلزم ذلك من خطوات عملية .
7. الإعلان عن رفض كافّة مشاريع تصفية القضيّة الفلسطينية بدون استثناء .
8. بناء سياسة اقتصادية تقوم على الاعتماد على الذات .
وختاما فهذه بعض الخطوات الضرورية لإنقاذ الأردن , أمّا ما نراه من تجييش الرأي العام ضدّ مشروع لخدمة مشروع أخبث منه بطريق مباشر أو غير مباشر فهذا مما لا يرضى به الأحرار , وكذلك نقل المعركة إلى الداخل الأردني والتهديد بإشعال حرب أهلية باسم الحفاظ على الهويّة الوطنية لهو لعمري اتجاه إلى العنوان الخطأ ووقوع في الفخّ الصهيوني ومن ورائه من قوى الاستعباد والاستكبار العالمي .
والسؤال :
هل نحن مستعدون لتبني هذا الموقف ليكون مطلبا شعبيا عامّا لأبناء الضفتين أم نظل ندور في الحلقة المفرغة ؟؟؟؟؟
فلاح أديهم المَسلَم .
الأحد 26- 1- 2014م