عالم السياسة والثقافة الإخباري .. نصر الزيادي

مقتل يحيى أبو عواد عشرة جرائم في جريمة واحدة .. فهل أصبحت الجرائم البشعة ظاهرة في الأردن ؟؟؟

    تناولت الصحف والمواقع الإلكترونية خبر مقتل يحيى عبدالله محمد أبو عواد من سكان منطقة جبل النظيف - عمان الذي قتل مساء الاثنين الموافق 30-12-2013م بعدة طعنات وتم نحره من رقبته أمام أطفاله وزوجته في منزله من قبل ثلاثة ملثمين لاذوا بالفرار بعدها . حيث نقلت هذه الصحف تفاصيل القضية على لسان أحد أقارب المغدور ويدعى أحمد أبو عواد تفاصيل الجريمة حيث قال : أن المغدور توجه الى منزله برفقة زوجته وأطفاله بعد زيارة عائلية وحال دخوله الى المنزل قرع الباب ليتفاجأ بوجود 3 أشخاص ملثمين ويرتدون القفازات قام أحدهم بطعنه وجره الى صالة المنزل ، ثم  أن الملثمين قاموا بتقييده وإحضار زوجته وأطفاله وقاموا بطعنه عدة طعنات في مناطق مختلفة في جسده وبعدها قاموا بنحره ولاذوا بالفرار .
    وذكرت الصحف على لسان أبو عواد أن الأمن العام تعامل مع أحد أطفال المغدور البالغ من العمر 8 سنوات والذي تم قتل والده أمامه بطريقة غير إنسانية وبشعة مشيرا الى أن الطفل تعرض لإنهيار عصبي كون التحقيق جرى معه داخل المركز الأمني من قبل رجال يرتدون الزي العسكري رغم المناشدات بعدم التحقيق معه إلا من قبل رجال أمن بالزي المدني داخل منزله وبحضور أخصائي نفسي كون الطفل شاهد عملية قتل والده مما تسبب بأذيته نفسيا .
    وأكد أحمد أبو عواد للصحف أن مدير شرطة جنوب عمان زار العائلة وطلب منها عدم إثارة القضية إعلاميا فيما بين أن زوجة المغدور أصيبت بانهيار عصبي نقلت على إثره للمستشفى .
    فالجريمة الأولى هي قتل المغدور ، والجريمة الثانية هي الأسلوب الذي تم فيه تنفيذ الجريمة وبشاعته ، والجريمة الثالثة هي مقتل المغدور في بيته ، والجريمة الرابعة هي جلب أطفاله وزوجته وطعن المغدور أكثر من عشرين طعنة أمام أعينهم ونحره من الوريد الى الوريد أمام أعينهم أيضا ، والجريمة الخامسة التحقيق مع طفل بعمر 8 سنوات بهذه الطريقة دون أي مراعاة لظرفه مما أدى لانهياره عصبيا ، والجريمة السادسة ما قام به مدير شرطة جنوب عمان من طلب لأهل المغدور بعدم إثارة قضيتهم إعلاميا فربما تكون هناك جرائم يومية تحدث ويُطلب من أصحاب القضايا عدم إثارتها إعلاميا وهذا يُعد مؤشر خطر قوي جدا ويجب التحقيق فيه من قبل مكافحة الفساد ، - موقع عالم السياسة والثقافة الإخباري .. نصرالزيادي - والجريمة السابعة هي الإعلام نفسه الذي يتناول هذه القضايا الإجرامية البشعة على أنها خبر عابر والسلام بعيدا عن تناولها بالتحليل الإخباري أو التحقيق الصحفي أو الإستقصائي الذي يساعد الأجهزة المعنية للحد من الجرائم ، والجريمة الثامنة أن هذه الجريمة البشعة التي تعد الثانية خلال مدة شهر بعد مقتل ( شهيدة الفجر ) نور العوضات - إن لم تكن هناك جرائم تم إخفاؤها بطلب أمني - لم يعترف أي جهاز أمني بتقصيره في واجبه ولم تقدم استقالة أي مسؤول أو خروج أي مسؤول لعقد مؤتمر صحفي على الأقل للحديث عن مثل هذه القضايا وكأن دماء الناس لا قيمة لها عند هؤلاء ، الجريمة التاسعة رغم مرور شهر على مقتل الشهيدة نور العوضات ومطالبة بعض الكتاب والمفكرين عبر موقعنا وفي مهرجان نصرة الشهيدة نور في 8-12-2013 ومطالبتي أنا شخصيا بكلمة لي في هذا المهرجان بفتح ملفات المجرمين ومن يقف خلفهم ويموّلهم ويسمنهم ويسمح بكفالاتهم ألا إننا لا نرى أي تحرك جاد أو ملموس بهذا الخصوص مما يفسر لدىنا أن قوى الفساد متغلغلة حتى في الأجهزة التي نحسبها تسهر على أمننا وأماننا وأرواحنا التي باتت تزهق بكل بساطة ، أما الجريمة العاشرة فهي سكوت مجلس النواب عن المطالبة الجادة بتفعيل قانون الإعدام المجمد وإعادة النظر في قانون العقوبات والمحاكمات في مثل هذه الجرائم البشعة هذا من جهة ومن جهة أخرى تقصير الحكومة نفسها عن هذا الأمر واقتصار جل وقتها بالتفكير كيف ترفع الأسعار وتنهك المواطن مما ساعدت على تفشي الفقر والعوز الذي هو سبب من مسببات الانحراف الرئيسة الذي يؤدي في النهاية الى تحويل هؤلاء الى مجرمين ومجرمين محترفين وربما منظمين .
    أن غياب تحكيم شرع الله في الأرض واستبدالها بقوانين وضعية ، وغياب الوازع الديني ، والتعاليم الدينية الصحيحة ، والسماح بوجود خمارات وانتشار تجارة المخدرات ، حتى باتت تطال طلاب المدارس ، والسماح بوجود ملاهي ومراقص ليستفيد منها مالكوها الحقيقيون الفاسدين وليس من يسجل اسمائهم بالرخص المهنية أمام الناس وعلى أعينهم فقط ، وغيرها الكثير هي من أهم الأسباب التي نعاني منها في مجتمعنا المحافظ في الأصل والمتدين بطبيعته .
    أعزائنا القراء وإذ نضع بين أيديكم القضية الثانية من قضايا الرأي العام الهامة خلال مدة شهر واحد عبر موقعنا عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) نود أن نلفت إنتباهكم بأن أي قضية إجرامية يجب أن نحول دون وقوعها بشتى الطرق ، وعلينا المطالبة بمحاسبة كل المقصرين وكل متهاون في مثل هذه الجرائم ، فإن كانت بالأمس نور العوضات رحمها الله تعالى واليوم يحيى أبو عواد رحمه الله تعالى فربما غدا تكون أنت أو أحد ذويك ، فعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذا الوطن ليعود لنا أمننا وأماننا الذي كنا نفخر به على الدوام .

نصر الزيادي

عمان - الأردن

2014-1-2م