عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

الناشر ومدير الموقع / نصرالزيادي.. حريتنا في التعبير .. سقفها المسؤولية الدينية والأخلاقية .

عالم السياسة والثقافة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم


هل تفتح شهيدة الفجر الباب لفتح ملف " صناعة الإجرام والاستثمار الرسمي بالزعرنة " ؟؟

 

 

  طالبة كليّة الشريعة العفيفة الملتزمة , وابنة القبيلة العربية الماجدة الشهيدة نور العوضات كانت تسير محفوفة بالملائكة الأطهار في أحد الطرق المؤدية إلى الجنة كما جاء في الحديث الشريف (( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ )) فأعترض طريقها شيطان متوحش متجرّد من جميع الأخلاق والقيم فقتلها ففازت بمرتبة الصديقين والشهداء _ بإذن الله _ , وباء قاتلها بغضب الله وغضب عباده , وهذه الشهيدة هي ليست ابنة عشيرتها وقبيلتها فقط ولكنّها ابنة الوطن , والعروبة والإسلام , والإنسانية جمعاء فكلّ إنسان لديه ذرّة من إنسانية يستنكر هذه الجريمة البشعة .


إنّ هذه الجريمة البشعة تستوجب على جميع الأحرار الأخيار أن يتجهوا لفتح ملفّ " صناعة الإجرام والاستثمار الأمني بالزعرنة " , وأود التذكير بأنّ المجتمع القبلي السابق لقيام الدولة يقوم على منظومة من الأعراف , والقيم , والأخلاق الراقية التي تمكنه من التعايش طيلة قرون غابت فيها سلطة الدولة ونفوذها , ولولا تلك المنظومة وقدرتها على تحقيق الأمن النسبي في ظل غياب السلطة لتفانى الناس , والعجيب أنّ ظاهرة (الزعرنة = البلطجة ) وما يسمّى بالزعران والبلطجية لا وجود لهم في ظلّ تلك المجتمعات , والغريب العجيب أنّ هذه الظاهرة التي تشكّل عالم الإجرام السفلي المتمثّل بعصابات المجرمين موجودة في أغلب الدول الأكثر قمعية واستبدادا مما يؤكد على أنّ مثل هذه الظواهر تتم برعاية رسمية , وكيف لا والناس تشاهد أفراد هذه العصابات يسرحون ويمرحون ويعيثون فسادا بدون رقيب أو حسيب , وإن أعتقل أحدهم لا يلبث إلاّ سويعات ثم يكفّل من قبل المحاكم ويفرج عنه .................
إنّ رعاية الكلاب الضالة وتسمينها واستخدامها لترويع الآمنين أصبحت لعبة مكشوفة فيجب محاسبة المسؤولين عن هذه الظاهرة على كلّ ما لحق بالمجتمع من أضرار منها , فيجب فتح ملفات جميع المطلوبين من كبار المجرمين ودراستها , ومحاسبة كلّ مسؤول ساهم في تنمية إجرامهم ؛ لأنّ المجرم الكبير يبدأ بانحراف بسيط فإن لم يعالج بطريقة صحيحة تحوّل إلى وحش كاسر ......
نعم هذه هي القضية , وهذا هو مربط الفرس , ولا يجوز أن ينظر إليها بمنظار آخر , فأفراد هذه العصابات لا علاقة لهم بعشائرهم , ولا سلطة لهذه العشائر عليهم لكي تتحمل ما يجنون , وإنّ الذي يتحمّل جنايتهم , ويجب أن يعامل بصفته يمثّل خمستهم بما يترتب على خمسة الجاني من التزامات هي تلك المؤسسات التي ترعاهم , وتشجعهم على الإجرام , فهل سنتكاتف جميعا لفتح هذا الملف لوضع حدّ لهذا الإجرام أم نظل كالذي يشاهد الذئب بعينه فيتركه , وينشغل بقصّ أثره ؟؟

وأنوّه بأنّ إلقاء مسؤولية هذه الجريمة النكراء على حكومة عبد الله النسور وقصّة " التوقيت الشتوي " هو نوع من السذاجة إن أحسنّا الظن بمروجيها وإلاّ فهي توجيه للأنظار للعنوان الخطأ في لعبة صراع الكراسي التي لم تعدّ سرّا , فالقوم يريدون الخلاص من حكومة النسور بعد أن أحرقوها ؛ لذلك فهم يريدون اختزال هذا المشهد المروّع بذلك القرار , ويجعلونه مشجبا لتعليق كلّ الأخطاء والخطايا عليه ......
فالكلّ يعرف أنّ ظاهرة الزعرنة ظاهرة قديمة فهي ليست وليدة الربيع العربي ولا حتى عودة الحياة الديمقراطية كما يظنّ البعض , وإن كان التسيّب الأمني والتهاون مع المجرمين بدأ يلاحظه الناس بشكل ملفت للنظر منذ عام 1989م أي سنة عودة الحياة الديمقراطية , وهذه رسالة من الدولة العميقة , ومراكز القوى للشعب بأنّ ذلك هو ثمرة طبيعية لتطبيق الديمقراطية وإطلاق الحريات العامّة على أمل أن يضجّ الشعب ويطالب بإلغائها هذا من جهة , ولكن الحقيقة أنّ ظاهرة عصابات الزعران أصحاب الشفرات والمشارط هي ظاهرة قديمة سبقت وجود الديمقراطية بعقود , وتشكّلت في زمن كانت فيه الدولة تطبق الأحكام العرفية , وتحكم سيطرتها على جميع مناحي الحياة , وعليه فإنّها ليست وليدة حكومة النسور , ولا نتيجة لتوقيته , فوجود هذه العصابات التي تؤذي الناس , وتبتزّ التجار منذ عدّة عقود يستوجب فتح هذا الملف على الملأ لمعرفة الجهات التي ترعى الإجرام وتستثمره .
ولكن المطلوب من رئيس الحكومة الذي تعنّت في قراره فيما يتعلق بالتوقيت الذي هيأ الظرف لهذا المجرم بأن يقوم بجريمته النكراء _ بحكم ولايته العامّة _ أن يسارع بفتح ملف هذه الظاهرة باعتبارها من أكبر قضايا الفساد المتوارث الذي يهدد الأمن الوطني , ويطعنه بالصميم , فإن وجد نفسه عاجزا عن ذلك فأقلّ ما يجب عليه أن يستقيل , ويفضح المستور من خفايا هذا الملف , وينحاز للشعب بالنضال الجادّ من أجل فتحه لمعالجته علاجا جذريا .
لقد آن الأوان أن نقول بصوت واحد : كفى تسمينا للكلاب الضالة , وصناعة للإجرام ...... فالكلّ يعلم أنّ جهاز الأمن العامّ الأجهزة الأمنية المختصّة لم تقصر في ملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم فمن المسؤول عن حمايتهم ورعايتهم حتى أصبحت تلك الأجهزة من ضحاياهم ؟؟؟
لنقل جميعا : كفى فاللعبة مكشوفة , ولن نسمح بإراقة دماء أبنائنا وبناتنا في سبيل زعرنتكم وفسادكم وتآمركم يا معشر كبار الزمن الردئ.
انتظر وقفة مشرفة مؤثرة من الأحرار الأخيار لفتح هذا الملفّ الغامض , ومحاسبة الجناة الفعليين على ما اقترفوه من إجرام أمّا صنائع الفساد والاستبداد من الرويبضات فلن يكونوا إلاّ ظهيرا لمن صنعوهم غير آبهين حتى لو وصل الوطن للانهيار والدمار ...... وآمل ألا تكون هذه الصرخة من باب ((وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ )) .

الجمعة السادس من كانون أول عام 2013م

 

فلاح أديهم المسلم 

المصدر: عالم السياسة والثقافة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم
alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) .. نصر الزيادي .. " المواد المنشورة ليس بالضرورة ان تعبر عن رأي صحيفتنا الالكترونية " حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 199 مشاهدة

عالم السياسة والثقافة الإخباري

alam-asiyasa
( ع . س . ا ) صحيفة الكترونية شاملة .. إخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية »

البحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

245,871

عالم السياسة والثقافة الإخباري

عالم السياسة والثقافة الإخباري

      ( ع . س . ا )


 صحيفة الكترونية شاملة .. اخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية


* تعنى بالشأن السياسي المحلي والعالمي  
* تعنى بنقل الخبر بمصداقية وشفافية
* تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية
* تسمح بالنقاشات الهادفة وتبادل الاراء 
* تقوم على استفتاء الجمهور بمواضيع ذات اهمية
* الأستقلالية ونبذ التبعية الفكرية 
* الحرية في التعبير سقفها المسؤولية الدينية والاخلاقية .