عالم السياسة والثقافة الإخباري .. صالح البطوش
إنها درب المقصلة !!
كان المرجو والمأمول بالنظر الى مخرجات الربيع العربي والتفاعل مع الحراك الأردني المطالب بالإصلاح أن يتوقف الفساد وتقطع الأيدي الفاسدة وتقتلع الرؤوس المتعفّنة وأن يعاد ترتيب الأوراق في قالب من المصداقية والشفافية آخذين العِبر والدروس من جوارنا الإقليمي والعربي في أكثر من مكان وأن لا نسير على نفس الطريق ونتغاضى عن ذات الأسباب التي أوصلتهم إلى ما حلّ بهم من سفكٍ للدماء وضياعٍ للدهماء من التشرد السكاني والدمار البنياني وصولاً الى التيه والتخبط والإنفلات الأمني والتدهور الإقتصادي .
أيها الأردنيون ..
ما نلاحظه ولا نفهمه أنّ عجلة الفساد ما زالت مستمرّة وقد طالت الأفراد والجماعات بعد أن دارت على الممتلكات العامة والخاصة حتى وصل دورانها الى مؤسسة الضمان الإجتماعي مُعينة الكهولة ومؤنسة الوحشه والوحدة مصدر سد الرمق بعد سنين الجد والكد . فإذا عجزنا عن إصلاح ما هُدم , وإسترداد ما نُهب , وإسترجاع ما بيع وخصّص من ثروات الوطن الطبيعيّة والإصطناعيّة , وبتنا فاقدين الحيلة لمحاسبة من يهنئون في مهاجعهم ولا نستطيع أن نقض مضاجعهم من الفاسدين المفسدين فهل افتقرنا الوسيلة للمحافظة على ما تبقى من أعضاء الجسد الواهن المريض ؟بعدما خسرنا الفوسفات , البوتاس , مصنع الإسمنت , بنك الإنماء الصناعي , شركة أمنية , القيادة العامة , أراضي الزرقاء , ميناء العقبة , أراضي الدرّه , أراضي العبدلي وسكن كريم لعيش كريم ثم أفرغوا جيوبنا وطاردونا في رغيف عيشنا لترتفع المديونية ويزاد عجز الميزانية وهم ينفقون بلا خجل اموالاً كان من الممكن أن تشبع ألف فقير وتعيد البسمة الى ألف يتيم .
ويحدثونك عن الأمن والأمان وكأنها أعطية على هيئة مكرمة كثمن لتردي الحال وسوء المئال وليست حق مكتسب وواجب على الدولة وحتى هذه المنّة فالمعطيات على الواقع تغالطها اذا ما نظرنا الى العنف الجامعي والسطو المسلح على بعض الطرقات وسرقت السيارات ومحاولات الإغتصاب والتي راح ضحيتها فتاة جامعية في مجمّع الزرقاء صبيحة يوم 3_12_2013م وهي تهم للذهاب الى دراستها في وقت الأسحار قُبيّل الشفق وفلول القمر تماشياً مع سياسة الحكومة الرامية الى التقشف وتوفير الطاقة الكهربائية المبعثره بسبب الساعة الصباحية .
هذه الفتاة يا سادة دفعت حياتها ثمن للفساد التي لجأت الحكومة لمعالجته والتخفيف من وطأته على حساب سويعة صباحية انتشر فيها المجرمون وقطاع الطرق في غفلة من رجال الأمن وصناع الأمان , فلو حدثت هذه الحادثة في بلد يُحترم فيه الإنسان وحقوقه لأطاحت بالحكومة وكل أركانها ولجرّمت وغرّمت لكنها جاءت في بلد أهله يجدون فن الصمت وبإحتراف . نعم ايها الأردنيون كل هذه الأمور حدثت وتحدث في مدينتكم وعلى مسمع ومرأى منكم وأنتم تتكلمون عن نعمة العنب والرمان .
صالح البطوش