عالم السياسة الإخباري والثقافي .. منال العبادي
إلى عبدالله النسور ... من الآخر !!!
بصفتي مواطنة أردنية وواحدة من أفراد المجتمع الذين يلتزمون بالقانون ويطيعونه ، وبصفتي دافعة للضرائب المفروضة علينا كشعب أردني ( بحق وبغير وجه حق ) ، وبصفتي أحمل الهوية والجواز الأردني وحاصلة على رقم وطني يصنفني كواحدة من المواطنين ، وبلغة الأرقام التي تدّعي معرفتها!!.. فأنا أعد من شريحة ال70% التي طالما تغنيت أنت بها ، وبما أن الدستور قد كفل لي حرية التعبير عن الرأي ومن قبله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال ( من رآى منكم منكرا فليغيره ) ..... فأقول :
لو أنك صدقت القول فعلا وكنت صاحب الولاية العامة ، وتملك قرارك بيدك ، ولا تستند الى كواليس الدعم العميق الذي يشد ظهرك ويتولى أمرك ، فلن تبقى في منصبك ولن نرضى بك رئيسا لشهر واحد .... وبعد :
أذكرك ببعض وأقول لك بعض :
بعد حسبنا الله ونعم الوكيل فيما تمارس علينا ، فأذكرك بما كنت تنادي به حينما كنت تتكلم بإسم الشعب تحت قبة البرلمان عن محاربة للفساد والفاسدين وعن إصلاح البنية السياسية والإقتصادية، فلما وُلّيت الأمر أمسَكّت العصا من الأسفل وتناسيت أمر الفاسدين وتجاوزت عنهم وأقمت الحد على جيوب الفقراء وهم بلا حول ولا قوة .
أذكرك بأنك حين أصبحت رئيس للوزراء كانت الخزينة خاوية والاقتصاد يشارف على الإنهيار ولكنك إنتهجت بلا هواده ( غصبا وزورا ) طريق مختصرة تتمثل بجباية أموال عامة الناس لسد العجز ، وذلك بالتقدير عليهم رافعا الأسعار بالجملة غير آبه بقدرة الناس على الصمود أمام أستمرارك بالجباية الغير شرعية والتي خنقت العباد ......
فقد قلت بأن رفع الدعم (الوهمي) عن المحروقات ضروري وأساسي لمعالجة الإختلال في الميزانية لكي نعود إلى الطريق السليم ولكنه لم يكن كافيا ..... فتماديت !!
وقد قلت بأن رفع الدعم (الوهمي) عن فاتورة الكهرباء ضروري وأساسي لمعالجة الإختلال في الميزانية مرة أخرى ولكن العجز ما زال قائما وبإرتفاع مضطرد مع إرتفاع الأسعار .... وما زلت تتمادى!!
أوحيت لنا بأن رفع الدعم عن المحروقات وثم الكهرباء سيعيد للاقتصاد عافيته ثم قفزت إلى الإتصالات فالملابس وهاهي عيونكم وأدواتكم تصل الى رغيف الخبز والذي سيكون المسمار الأخير في نعش الأقتصاد الأردني ... وماذا بعد ....ستتمادى ولم تزل حتى تصل البلد الى ثورة خبز أخرى ... وحينها ربما تراسلنا من كندا .
أذكرك بوعودك .... فنحن الآن وبعد قرابة السنتين على ولايتك ، ومن ( إنتزاعك الغير مباشر ) لمدخرات العباد ، فلا زالت الخزينة خاوية ، ولا زال الإقتصاد على شفير الهاوية ، بل وارتفعت المديونية والضرائب وإرتفع العجز ، والفارق هو أن الشعب قد أنهكته قراراتك فلم يعد بإمكانه الإستمرار بمجارات مسرحياتك ولا تبعات قراراتك ، وما زلنا على شفير الهاوية وربما أخطر ( وكأنك يا زيد ما غزيت ) .
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) فأذكرك بأن شعارك منذ بداية توليك الرئاسة كان ( أن الرفع لن يطال الفقراء أبدا ) وها أنت ترى بأنه لم يتأثر سوى الفقراء الذين أضحوا على الحديدة ...! بفضل إبداعاتك! وسوء إدارتك! تركيزا منك على مصدر واحد لرفد الميزانيه وهو جيوبهم .
ولتحفيز الذاكرة فأنت من كان ينادي بمحاربة الفساد والفاسدين واصرارك على إجتثاثهم من أماكنهم !!! .... ذلك الحين عندما كنت تخطب بالناس لكي يوصلوك ... أمّا وبعد أن وليت الأمر بعد حين ، فلم تقم بأي مما كنت تقول بل وعلى العكس فأنت الآن تستأنس بمشورتهم ولا تفتأ تمسح الجوخ لهم تكسبا لودهم .
لقد إعترفت بلسانك بأنك إستغللت "الواسطة والمحسوبية والمنصب الوظيفي" لتعين أشخاص في وظائف حكومية ، ثم إستغللت "الواسطة والمحسوبية والمنصب الوظيفي" مرة أخرى بلا إعتراف! لكي تمدد فترة ولايتك للمرة الثانية بمساعدة ودعم وإنحياز تام من رفيقك في ( ثورة الربيع الأردني على الفساد ) "فايز الطراونة" ثم بعدها وبلا تردد استغليت "الواسطة والمحسوبية والمنصب الوظيفي" وللمرة الثالثة (على حد علمنا ) مع " مجلس الكلاشن " ليوافقوا على إستمرارك .... فإلى متى ستختبر وتمتحن صبر وذكاء الناس بنواياك وأفعالك !!
فما هي اهم انجازاتك ؟؟؟
1- رفع مهول للأسعار بشكل مباشر وغير مباشر .
2- الإستمرار بالإستدانة الداخلية والخارجية المباشرة وغير المباشرة .
3- إستمرار العجز في الميزانية بشكل مباشر وغير مباشر .
4- إستمرار الخصخصة بشكل مباشر وغير مباشر .
5- إحكام السيطرة على أموال الضمان الإجتماعي بشكل مباشر وغير مباشر .
6- الإستمرار بإشغال الناس وإبعاد الأنظار عن الفاسدين بشكل مباشر وغير مباشر .
7- إستنفاذ قدرة الشعب الشرائية والقضاء على المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل مباشر وغير مباشر ، فلم يعد الفرد يستطيع مواكبة رفع الفواتير والمحروقات حتى يلتفت الى السلع الاستهلاكية .
8- أصبحت المؤسستان المدنية والعسكرية ترفع أسعار السلع الإستهلاكية حتى صارت بنفس الأسعار في المولات ولكن بهامش ربحي أعلى بكثير ، حتى ( بكسة البندورة ) والتي تشبه الى حد كبير النخب السياسية – من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله - أصبح طبخها مشروعا يستاهل العزومة .
9- وصلت مديونية الحكومة الحد الأقصى من الإقتراض من البنوك المحلية حتى إستغنت الثانية عن توفير عروض مناسبة للقروض المقدمة للأفراد .
10- أزدياد القيود على حرية الرأي والتعبير حتى لم نعد ندري هل الأحكام العرفية ما زالت قائمة أم لا ؟؟ ، فالإعتقالات التقويضية قد إنتشرت ربما "دعما" للحراكات (وزُمّزِمت أعمدتها) .. وبدأ الهروب .
11- زيادة جرائم السرقة والسلب والقتل لدرجة لم يعهدها الأردن من قبل .
12- زيادة حالات الإنتحار والطلاق في المجتمع الأردني لمستويات تهدد النسيج الإجتماعي .
13- زيادة التنافر في مكونات المجتمع الأردني (المتناغم) أردني – فلسطيني .
14- هبط تصنيف الإردن وعاصمتها لمستويات متدنية في التصنيفات العالمية من حيث النظافة والمناسبة للعيش أو الإستقرار .
15- أنتخابات مكررة "مزيدة ومنقحة" لمجلس النواب أفرزت ذات الوجوه بأقنعة مختلفة ( طبق الأصل العلقة اللي فاتت ) ... إنتخابات زخرت بالمال السياسي ونسخة رديئة من الصوت الواحد .
16- إنتخابات بلدية فاز معظم مرشحيها بالتزكية كدليل على عزوف الناس ومللهم من متابعة المسرحيات الهزلية التي تسمى إنتخابات أو ديمقراطية .
17- حتى إختيار امين "أمين" للعاصمة عمان لم تكن الكفاءة أو الأمانة معيار لها ، بل للدعاية والإعلان والتصوير لمن سيرضى تلقي الأوامر (العميقة) وتنفيذها بلا تفكير ولا تردد .
18- عندما حان وقتك للتكلم ... ركز مجرد كلام فيما يخص الجارة الشقيقة سوريا .... ما شاء الله !!!! فقد أدخلت الشرق بالغرب ورفعت المكسور وضممت المنصوب ... إنعكاسا على مبدأ سياستك الداخلية .
فكفاك مجدا (ابو العريف) ويكفيك ما صنعت بالداخل ، فلا تسلبنا سمعة طيبة خارجية أكتسبناها على مدى عقود .
كفاك ... إرحل إرحل إرحل أنت يا من قلت لغيرك من قبل إرحل ... إرحل غير مأسوفا على رحيلك .
منال العبادي