عالم السياسة الإخباري .. نصر الزيادي

للفساد أوجه عدة .. وأهمها الفساد السياسي

     الأجهزة المختصة في الأردن استطاعت أن تصل الى جماعة اختراق موقع رئاسة الوزراء في فترة قياسية ووجيزة .. أبارك للحكومة وأجهزتها الأمنية هذا الإنجاز العظيم .. لكن ،، ألا تدرك الحكومة والأجهزة المعنية أن الشعب يفهم من هذا أن أجهزتنا الأمنية قادرة للوصول الى قراصنة ومخترقو جيوب المواطنين وناهبو خيراتهم وقوتهم ؟ فلما الكيّل بمكياليّن ؟ وهل الأجهزة الأمنية معنية فقط بالحفاظ على مصالح الحكومات وأصحاب النفوذ والمناصب دون الشعب ؟ وهل الاعتداء على أملاك الدولة أو خصوصيات الدولة وحكوماتها ( والذي لا نرتضيه بالطبع ) ذو قدسية لا تتساوى مع قدسية الاعتداء على حقوق المواطنين وأقواتهم بل وعلى جيوبهم ؟؟
    للفساد أوجه عدة .. وأهمها الفساد السياسي الذي لا يتطرق له الكثيرون .. فكم من رئيس وزراء أخطأ بإدارة مؤسسات الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وكذا كم من وزير ومستشار ومدير ؟ وهل حوسب أحد منهم ؟ أم هم أناس فوق الدستور ؟ 
    إن قضية الفساد السياسي تأخذ أبعادا أخطر آلاف المرات من باقي أوجه الفساد ومع هذا لا يتطرق لها أحد ، والسياسي الذي يعمل بوظيفته بإخلاص وبعيدا عن تلوثه بالفساد حتما سيكون الجهة الوحيدة المخولة لمحاسبة باقي أوجه الفساد الأخرى .
    ما نراه من رئيس وزرائنا منذ توليه المنصب أنه ترك إدارة مؤسسات الدولة والمهام الموكلة إليه وحصر نفسه في وزارة المالية ، وكأني بالرجل حين يعود الى بيته يضع الآلة الحاسبة أمامه وبعض الأوراق ويبدأ بالتفتيش عما تبقى ونسي أن يرفعه على الشعب الذي بات منهك ومعدم مما آله من سياط الرفع المؤلمة .. وبات هذا العمل ديدنه اليومي ولا عمل له غير ذلك تاركا بهذا باقي الواجبات الموكلة إليه دون أي اهتمام .. فكان من باب أولى أن يكون وزيرا للمالية لا رئيس وزراء أو أن يضم حقيبة المالية إليه ويوفر راتب وزير على الدولة .
    فهلا تركت الشعب الى هذا الحد الذي أوصلته له وتفرغت لباقي أعمالك الأهم وعلى رأسها كشف ومحاسبة الفاسدين والمفسدين وسماسرتهم وحماتهم ؟
    وهلا تفرغت للسفر هنا وهناك لجلب الاستثمار للبلد مع توفير الحماية اللازمة لاستثماراتهم ومنع اللصوص ومستغلو الوظائف من التعدي عليهم وتطفيشهم خيرا لك من النبش في قبور الموتى ؟ 
    وهلا تفرغت لاستخراج الثروات الوطنية واستغلالها وتعيين أمناء عليها من أهل الثقة والأمانة ؟ وهلا تفرغت لاستعادة ثرواتنا المنهوبة تحت مسمى الخصخصة لتعود لها وطنيتها ؟ وأخيرا وليس آخرا .. هلا تفرغت لمحاسبة المقصرين من المختصين برئاسة الوزراء في عدم حماية أجهزة الدولة الحساسة والهامة جدا من الاختراق والقرصنة الإلكترونية قبل أن تحاسب القراصنة أنفسهم ؟
    دولة الرئيس .. أنت تعلم ونحن نعلم أن الحل الأول والأهم للخروج من الأزمات الاقتصادية المفتعلة هو محاربة الفساد أولا وثانيا وثالثا .. فلما التراخي ؟؟

نصر الزيادي

29-9-2013