عالم السياسة الإخباري .. بقلم فادي الصاوي
(( مؤرخ مصرى سطر كتاب 400 صفحة عن تاريخ قريته وأسس 5 مجلات ومقالاته وصلت للمغرب العربى ))
مبدع مصرى فى المرحلة الثانوية لم ينشغل بالحب وحياة الصبية ، بدأ حياته البسيطة فى الصف الثانى الإعدادى ، كان شغله الشاغل القرأة والبحث فى تاريخ القرية وأمجادها وفى ما يقارب من ثلاث سنوات متتالية من البحث قام بإعداد كتاب ( محلة دياى تاريخ وأمجاد ) وعدد صفاحته 400 صفحة وهو كتاب من الحجم المتوسط .
وللتعرف على المؤلف :-
ولد إسلام سامى عامر فى عام 1996 بقرية محلة دياى إحدى قرى مركز دسوق التابع لمحافظة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية ، بدأ إسلام وهو بالصف الثانى الإعدادى حيث بدأ بتأليف عد كتيبات كان أكبرها لا يتعدى 45 صفحة ، وبعد ثلاثة أعوام إنتهى من جمع وتحقيق كتاب محلة دياى تاريخ وأمجاد وهو كتاب يحكى عن تاريخ قريته التى ولد بها .
إعتمد إسلام الذى لم يتعد عمره 17 عام على قواعد البحث العلمى ، المتبعة فى الجامعة ، وقد سلك المؤلف في كتابه القيم هذا مسلكاً علمياً ، إذ لم يرسل الكلام إرسالاً ، وإنما وثق كل معلومة من مظانها ، فرجع إلى الكتب والوثائق وأجرى المقابلات الهادفة والحوارات البناءة دون ضجر أو ملل ، وتحرى الدقة قدر الإمكان وتنزه عن التعصب لفئة من الناس أو مجاملة بعض العائلات ، فكان البحث عن الحقيقة هو هدفه ، وتقديم الصورة على ما كانت عليه قدر الإمكان هو مقصده الظاهر ، فحاول توثيق اسم القرية وأول من استوطن بها واستعراض جغرافيتها ، وذكر أنشطة أهلها ليبرز صفحة حياة القرية الاجتماعية والاقتصادية لمن لم يشاهدها كما عرض لبعض عادات أهلها وتقاليدهم وجهود بعض أهلها في تقويم المعوج منها ، كما استعرض صفحة عدد من علماء القرية الذين أثروا في حياة أهلها مدعماً دراسته بذكر مراجعه التى استقى منها المعلومات وموثقاً ما كتبه عنهم بنشر صورهم وإجراء مقابلات مع ذويهم ولم يتوقف عند هؤلاء وإنما كتب عن الشهداء من أبناء القرية ، وكذلك كتب عن أبناء القرية الذين تولوا مناصب مرموقة في شتى الميادين ، كما كتب عن الأطباء والصيادلة من أبناء القرية والأكاديمين في المجالات المختلفة ، كما لم يفته أن يشير إلى المشاريع والمنشأت التعليمية والخدمية في القرية ، ومعالمها الأثرية ممثلة في مسجدها الجامع والكنيسة الأرثوذكسية بكفر الخير التابع إدارياً لقرية محلة دياى .
وقد كان المؤلف مثالاً للباحث عن الحقيقة ، ورمزاً للكاتب المتجرد الذى لا يميز عند التأريخ على أساس طائفى أودينى ، فذكر المسجد والكنيسة ، وذكر المؤثرين في المجتمع من المسلمين والأقباط .
يحكى إسلام عن طموحه فيقول طموحى ليس له حدود ، فلن أكتفى بالدراسة فى كلية واحدة بل سأنتقل بين الكليات لأدرس كافة العلوم المتاحة ، وأتمنى أن أصبح أكاديمى ناجح ، وأتمنى أن تنشر تجربتى فى مصر كلها وبل والوطن العربى وهى تسطير التاريخ عن الأماكن التى نعيش فيها ، فمصر والوطن العربى فيهم مواهب شابة يمكن أن يساهموا فى خدمة الوطن العربى ، وهدفى الحالى الذى أسعى إليه أن ألتحق بكلية الآداب قسم الصحافة .
ويرى إسلام أن أفضل أوقاته هى تلك التى يقضيها فى قراءة كتب التراث والتاريخ وجغرافية البلاد ، ويقول ( لا أفضل إستهلاك الوقت فى اللعب واللهو كما يفعل زملائى ، إنما أفضل إستثمار الجهد والوقت فى البحث والغوص فى بطون الكتب ، والتردد على العلماء وزيارتهم للإستفادة منهم .
ويشير إسلام إلى أن الإذاعة المدرسية وتشجيع المدرسين له وإكتشافهم لموهبته كان له أكبر الأثر فى السير على طريق البحث العلمى ، وعن نشاطه الطلابى قال إسلام : لقد توليت أمانة إتحاد طلاب لمدة ثلاث أعوام متتالية وكنت مقرراً إجتماعياً على مستوى إدارة دسوق التعليمية فى المرحلة الثانوية ، وقد تم إختيارى طالباً مثالياً ثلاث أعوام ، مرتين فى مدرستى الإعدادية ومرة فى مدرستى الثانوية .
وعن نشاطه الإعلامى فقد قام بتأسيس عدد مجلات مثل مجلة مجلة صوت دياى ومجلة صوت حر ومجلة محلة دياى تاريخ وأمجاد ومجلة البيئة والسكان ومجلة المثالى وكنت رئيس تحرير جميع هذه المجلات ، ونشرت له العديد من المجلات والجرائد المصرية مثل جريدة عقيدتى وجريدة اللواء الإسلامى وجريدة الأخبار ، وجريدة زيما بريس بالمغرب العربى .
من جانبخ أشاد الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو سيد أحمد الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة بجهود إسلام حيث يقول :-
إسلام هو ابن بار بوالديه وأرحامه وأهل قريته ووطنه ، حظى بحب وتقدير وثناء كل من تعرف عليه وتعامل معه ، فقد شغل نفسه منذ ثلاث سنوات أو أكثر ، أي وهو في بداية المرحلة الإعدادية بموضوع أراه أكبر من تفكير أقرانه ، وهو يدل على توقد ذكائه وعلـو همته واشتغاله بعظائم الأمور والنافع المفيد والبحث والتنقيب عن الحقائق من مظانها .
وقال الشيخ أحمد مصطفى فضلية ( رحمه الله ) وهو من علماء الأزهر الشريف :-
كنت أقرأ في جريدة عقيدتى خواطر مرسلة للطالب ( إسلام سامى عامر)
وكان آنذاك بمدرسة محلة دياى الإعدادية فكنت منبهراً معجباً بهذا الدأب والإصرار على المشاركات المتوالية في بريد الجريدة .
ولم تكن تلك الخواطر والأفكار إلا إرهاصات لميلاد كاتب وباحث في مقتبل العمر ، فلما جلس إلى وتكلم بين يدى صدق حدثى في النبوغ العلمى لهذا الطالب الباحث الكاتب ولما عرض على أفكاره الطموحة في خدمة العلم والتعليم وإخراج عمل يضم تاريخ قريته ، تعجبت غاية العجب ولم يزدد تعجبى لأننى أدركت أن الطموح والإصرار والجد والاجتهاد في الحصول على المعلومة مهما كانت مخبأة ومجهولة بغية هذا الطالب .
وقد توفر لديه من الإصرار والبحث الدءوب وعدم اليأس ما يؤهله للحصول على المعلومات التى يريد .