عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

الناشر ومدير الموقع / نصرالزيادي.. حريتنا في التعبير .. سقفها المسؤولية الدينية والأخلاقية .

authentication required

 

عالم السياسة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم

" إثارة الفتنة بين الإخوة أخطر أسلحة الفاسدين "


لقد كان الشعب في المدن والأرياف والبوادي والمخيمات طيلة عقود عجاف في حال تثير الشفقة من جرّاء الفقر والبطالة ومحاربته في لقمة عيشه , ومصادر رزقه علاوة على سلب إرادته , وقهره وإذلاله حتى أصبح يتمنى الموت من شدّة ما يلاقي من ضيق وضنك , حتى وصلت الحال بالمواطنين إلى حالة من اليأس جعلتنا نسمع أسبوعيا عن حالات الانتحار في الأعوام الماضية , وأصبح لدينا جيل من الشباب اليائس البائس الذي أغلقت أمامه جميع السبل , ولا يرى بارقة أمل لبناء مستقبله.
بدأ الحراك الشعبي خجولا ثمّ أشتدّ أزره في بداية عام 2011م فبدأت أصوات بعض فئات الشعب تخرج للعلن في مسيرات واعتصامات وبيانات وتكتلات تطالب بإصلاح حقيقي تقوم على أساسه دولة المؤسسات والقانون وتعاد السلطة للشعب , وتنتهي معادلة شريعة الغاب المومأ إليها آنفا.
أدركت قوى الفساد والاستبداد السباع بأنّ هذا الحراك الشعبي سيقلم أظفارها ويقتلع أنيابها وتصبح الشاة والذئب والبقرة والأسد من آكلات الأعشاب , وينتهي الصيد والافتراس وخنق الضحايا , ومصادرة حقّها في الصراخ عندما تشعر بألم الناب.
وأمام هذا الواقع المرعب بالنسبة لهذه القوى فقد قام من يمسك بخيوط اللعبة بتوجيه الأبواق إلى جهات متصارعة متناقضة كلّ بوق يحاول أن يحشد وراءه أنصارا من الشعب المقهور ليظهر الوطن على شفير الفوضى والحرب الأهلية فتطلق أيدي البطش , وبطلب شعبي ومباركة دولية لوأد الإصلاح في مهده فتنجو من خطره مراكز قوى الفساد والاستبداد.
لقد قامت تلك القوى وأبواقها باللعب بجميع الأوراق التي تثير الفتن , وترعب الشعب من المطالبة بالإصلاح إلاّ أنّ أخطر ورقة يتلاعب بها المتلاعبون هي ورقة تقسيم الشعب إلى شرقي وغربي , أردني وفلسطيني , وقد حاولوا جاهدين استغلال هذه الورقة بكلّ ما أوتوا من قوّة , تمثّل ذلك بالنعيق الإقليمي المتطرّف الذي يرفض الوجود الفلسطيني من جميع الوجوه , ويقابله دعاة المحاصصة والحقوق المنقوصة , وكلا هاتين الجهتين دارستان عند شيخ واحد وصادرات عن أمره وتوجيهه , وهدفهما المشترك على ما بينهما من سجال عنيف هو إثارة هذه النعرة وتأجيجها لوأد الإصلاح , ويتمّ ذلك بتحالف غير معلن وربما غير مباشر بين جميع قوى الفساد والاستبداد لإجهاض الإصلاح.
ولذلك يجب أن يدرك جميع الشرفاء الصادقين المخلصين الحقائق التالية:
1. أنّ الشعب الأردني بشقيه (المهاجرين والأنصار) والذي تمثّل نسبته أكثر من 99% يعيش بظروف متشابهة قاسية فلا فرق بين مخيم الوحدات وجيرانهم من عشائر البلقاء العمانية , ولا فرق بين مخيم مأدبا وعشائر بني حميدة وبلقاوية مأدبا , ولا فرق بين مخيم الطالبية وقرى لواء الجيزة وأم الرصاص ..... الخ.
2. إنّ هذا الشعب من مهاجرين وأنصار يريد وطنا عزيزا قويا يسوده العدل والحق والخير , وتصلح منظومته التشريعية , وتفعّل قوانينه ودستوره؛ ليفرض حبّه وتقديسه على مواطنيه , ويكون مهوى أفئدة العرب والمسلمين وقبلتهم فلا يدخله إلاّ الطاهرون من طالبي العلم , والأمن , والكرامة , والنصرة , والعلاج , وأصحاب الاستثمار الحقيقي لاعتقاده بأنّه وطن طاهر فلا ينبغي أن يدخله إلاّ الطاهرون ... هذا ما يريده الشعب كلّ الشعب , أمّا قوى الفساد والإفساد وأبواقها من أذناب , وإعلام مأجور فإنّها تسعى لتكريس الفساد بحجج برّاقة كبيت العنكبوت الذي لا يصطاد إلاّ الذباب وشبه الذباب , وتسعى مواصلة الليل بالنهار لتحويل هذا الوطن الطاهر الشريف إلى مكبّ لنفايات البشرية ورذائلها , وكأنّها موكولة بتوجيه صفعة لما يمثّله هذا الوطن من مشروع نهضوي , وشعب طليعي وحدوي لإظهاره أمام الآخرين طفيليا يعيش على مساعدات الآخرين وفتات موائدهم , ومركزا لغسيل أموالهم , ومنتجعا لقضاء شهواتهم , وبندقية للإيجار للدفاع عن ترفهم وفسادهم.
3. وأذكّر بأنّ العلاقة بين الطرفين هي علاقة أخوية متينة تمتدّ جذورها قبل قيام الدولة الأردنية الحديثة بمئات السنين , وما زادتها الحياة المعاصرة إلاّ قوّة وعمقا , ولو سلم الطرفان من قوى الفساد والاستبداد ومن ورائهما من قوى الاستعباد العالمي وأبواق وأدوات تلك القوى لما أستطاع الناظر أو المراقب أن يجد فرقا بينهما.
4. وأذكّر بأنّ القضية الفلسطينية هي قضية عربية إسلامية مركزية , وأنّ الكيان الصهيوني العنصري هو قاعدة استعمارية غربية متقدمة في قلب العالم العربي والإسلامي , وأداة بيد تلك القوى لإحكام سيطرتها على الشعب العربي , ومنعه من الوحدة والنهوض , وأنّ إقامة هذا الكيان العنصري بهذا الدور الوظيفي القذر هي مؤامرة على الشعب اليهودي كما أنّها مؤامرة على العرب والمسلمين , وقد كان أحرار العرب واعين على هذا الخطر منذ بداية تلك المؤامرة في عشرينيات القرن العشرين , ولذلك فإنّ أبناء الأردن علاوة على ما قدّمه الجيش العربي الأردني من تضحيات في الدفاع عن فلسطين , وعلاوة على ما قدّموه لمهجري فلسطين من عون وعطف ومساعدة , وما قدموه من مساعدات لثوار فلسطين فقد كانوا من أوائل المتطوعين للدفاع عنها في أربعينيات القرن العشرين , وأنّ الكثيرين منهم قد التحقوا بتنظيمات المقاومة الفلسطينية في الستينيات إيمانا منهم بأنّ فلسطين هي وطنهم حيث كانوا لا يرون فرقا بين الخليل والكرك , والسلط ونابلس , والقدس والمدينة المنورة , وسهول إربد ومرج ابن عامر , وكيف لا وأغلب عشائر الضفتين تربطهم وشائج النسب والقربى علاوة على الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك إلاّ أنّ أذناب الاستعمار والجواسيس قد مارسوا أقذر وأسوأ لعبة لتمزيق روابط أبناء الضفتين حتى تمكنوا من خلق تلك الجفوة بينهما خدمة لإسرائيل , وخدمة لقوى الفساد والاستبداد ذات الدور الوظيفي , وأنهم بهذه الجريمة النكراء قد أجهضوا تشكّل هوية نضالية واحدة من أبناء الضفتين , حيث ارتضى أولئك المتآمرون الماكرون أن يكونوا أدوات بيد كبار اللاعبين ليخلقوا هوية تشقّ تلك الهوية الوحدوية النضالية الجامعة ليكون التناقض بين هويتي أبناء الضفتين بدلا من توحدهما ليكونا نقيضا للصهيونية , ولذلك فإنني أؤمن بأنّه لا سبيل لوحدة أبناء الضفتين , ودمجهما في هوية عروبية جامعة إلا باستبعاد جميع الرويبضات من أدوات قوى الاستعباد العالمي التي أصبحت ممن يشار إليها بالبنان وهي تمارس أسوأ وأقذر لعبة في تقطيع ما أمر الله به أن يوصل من تلك الروابط الإنسانية المقدّسة.
5. وتأسيسا على ما تقدم فإننا نناضل من أجل تحرير فلسطين من النهر إلى البحر بجميع الوسائل والأساليب المتاحة , ونرحب باستعادة أيّ جزء منها , وانضمامه للدولة الأردنية باعتبارها موطن الحشد والرباط لمعركة التحرير الكبرى التي ستأتي في القريب العاجل بإذن الله لتحرير البشرية من شرور الرأسمالية المتغطرسة , مع تأكيدنا على ضرورة استبعاد جميع العناصر والقوى التي كانت تتلاعب بهذه العلاقة المقدسة طيلة الأربعين عاما الماضية , ونناضل من أجل وحدة بلاد الشام لأنّها هي الحلّ الجذري لجميع المعضلات التي تواجه أهل الشام بمن فيهم أهل ضفتي الأردن.
6. ونؤكد على أنّ كل من يحمل الجنسية الأردنية حاليا يعتبر أردنيا له نفس الحقوق , وعليه نفس الواجبات , ونرفض مطالب المحاصصة؛ لأنّها تكرّس الهويات السايكسبيكوية الضيقة , وتتناقض مع الهوية الوحدوية العروبية الجامعة , وندعو لتبني ثقافة وحدوية جامعة جادة لصهر مكونات الشعب , ومحاربة الهويات القاتلة , والنظرات الضيقة , وتجريم سياسة فرق تسدّ.


فلاح أديهم المسلم.


المصدر: عالم السياسة الاخباري .. فلاح أديهم المسلم
alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) .. نصر الزيادي .. " المواد المنشورة ليس بالضرورة ان تعبر عن رأي صحيفتنا الالكترونية " حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 598 مشاهدة

عالم السياسة والثقافة الإخباري

alam-asiyasa
( ع . س . ا ) صحيفة الكترونية شاملة .. إخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية »

البحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

243,410

عالم السياسة والثقافة الإخباري

عالم السياسة والثقافة الإخباري

      ( ع . س . ا )


 صحيفة الكترونية شاملة .. اخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية


* تعنى بالشأن السياسي المحلي والعالمي  
* تعنى بنقل الخبر بمصداقية وشفافية
* تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية
* تسمح بالنقاشات الهادفة وتبادل الاراء 
* تقوم على استفتاء الجمهور بمواضيع ذات اهمية
* الأستقلالية ونبذ التبعية الفكرية 
* الحرية في التعبير سقفها المسؤولية الدينية والاخلاقية .