عالم السياسة الإخباري .. محمد حمد الأغوات
لقد ختم الله تعالى الديانات السماوية بالإسلام ، كما ختم رسله وأنبيائه بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والإسلام ومحمد عليه الصلاة والسلام للبشرية جمعاء ، ولكل زمان ومكان لقوله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، وبلغ النبي ما بلغ ، واحتمل ما احتمل ، من أجل نشر الدين الإسلامي لمن استطاع في تلك الفترة الوجيزة ، وتحمل من بعده عليه السلام الصحابة الكرام مسؤولية نشر الدعوة ، حتى عم الدين وشمل .
والبشرية من عهد محمد عليه الصلاة والسلام الى يوم القيامة ، لا دين لها غير الإسلام ، لذلك ومن تلك المرحلة ، لازم نشر الدعوة أعداء للدين ، لم ولن يهدأ لهم بالا حتى يفشلوا أهداف الدعوة الى الله تعالى ، ولن يكون لهم ذلك لتعهد الله بحفظ هذا الدين في قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، فأعداء الدين خصمهم هو الله الخالق والقادر على كل شئ ، لذلك لن يستطيعوا اقتلاع هذا الدين والايمان من قلوب اتباع رسالة الاسلام .
ونظرا لشمولية الدعوة من جميع النواحي ، سواء الإجتماعية أو السياسية أو الإقتصادية ، فإن أعداء الدين يتخوفون من ذلك وبوجه خاص في هذه الأيام ، فتراهم يحسبون الف حساب للجماعات الإسلامية التي تنادي بأن يحكم الإسلام الحقيقي بكافة أركانه ، وهذا الأمر لا يروق للغرب الكافر والحاقد ولا للأنظمة العربية ممن يدعون الإسلام ، لأنهم يحكمون شعوبهم بسوط الكفر ويلبسون عباءة الدين ظاهرا ، وهذا ما أقلق الكراسي التي يجلسون عليها منذ صحوة الشعوب وثورتها على حكامها ، ومنهم من غادر ومنهم من يحتضر ، وهذا الأمر يقلقهم كثيرا اذا حكم الإسلام السياسي ، وأرسى قواعد الإسلام الإقتصادي ، والإجتماعي والإنساني ، ونادا بالتكافل بين الشعوب ، وقهر الظلم ، وبناء دولة الإسلام كما كانت في العهود الماضية .
إن كثيرا من الشعوب الإسلامية في هذه الأيام تقتل وتهان وتقهر ، وبعون من أهل الإسلام اللذين لم يأخذوا منه غير اسمه ، ونرى ما يجري هنا وهناك من إبادة للمسلمين .
نعم .. ما زال الدين مُحارب ، ولا زال أعداءه في تكالب عليه ، ولن تنام لهم عين حتى يحققوا ماربهم ، ولكن لن يكون لهم ذلك ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .